دارين العلي
أكدت مصادر مسؤولة في الهيئة العامة للبيئة على استمرار الهيئة في إجراء فحوص على عينات الأسماك النافقة بالتعاون مع مختبرات جامعة الكويت، بهدف تحقيق اكبر قدر من الشفافية في استخلاص النتائج، مبينا أن النتائج التي ستتوصل إليها الهيئة سيتم رفعها إلى اللجنة الوطنية لمكافحة نفوق الأسماك برئاسة الهيئة العامة للزراعة.
وفي السياق نفسه، أنهت الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدراسة الأولية للمجسات الحرارية وصور الأقمار الاصطناعية المرتبطة بحادثة نفوق الأسماك التي ظهرت بالمياه الإقليمية الكويتية قبل أيام.
وأكد الخبير الكويتي منسق عام مشروع «أثر التغيرات المناخية على البيئة البحرية الكويتية» الخاص بالجمعية د. ثامر الرشيدي أن النتائج التي تم تحليلها فيما يتعلق بصور الأقمار الاصطناعية وقراءات المجسات الحرارية التي تم توزيعها بالمياه الإقليمية الكويتية قد بينت ارتفاعا ملحوظا بدرجات حرارة مياه البحر فاق المعدل لمثل هذا الوقت من الأعوام الماضية متجاوزا 35 درجة مئوية بعد أن كان لا يتجاوز 31 درجة، كما بينت قياسات المجسات الحرارية التذبذب الكبير في درجات الحرارة خلال شهر مايو وبداية شهر يونيو من وقت رصد النفوق بشكل ساهم في زيادة الضغط على الأحياء البحرية مما عرضها الى النفوق.
كما بين الرشيدي الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ساوث هامبتون البريطانية في هذا التخصص النادر أن التباين الكبير في درجة الحرارة من بداية شهر مايو حتى تاريخ رصد النفوق قد بلغ ما يقارب الثلاث درجات مئوية بالمياه خلال نحو شهر واحد فقط، مؤكدا أن ذلك بالاضافة الى استقرار الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية وضعف التيارات البحرية قد أدى الى انخفاض نسبة الأوكسجين بمياه البحر.
وأضاف الرشيدي أنه قد تم التأكيد على البيانات والقراءات الحقلية المستخلصة وربطها بصور الأقمار الاصطناعية، ومقارنة ارتفاع درجات الحرارة في الكويت بمياه الخليج العربي والتي بينت ارتفاعا ملحوظا في كامل المنطقة خلال الفترة الماضية يتجاوز 35 درجة.
وختم بالتأكيد على انه سيتم الاستمرار في متابعة وضع درجات الحرارة في البيئة البحرية الكويتية خاصة أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة قد يسبب حالات نفوق أخرى، مشيرا الى أنه قد تم رصد نفوق في أكثر من منطقة على مستوى العالم، متوقعا ان تشهد البلاد صيفا حارا، ما يتطلب من الجهات المعنية في الكويت اخذ الحيطة والبقاء في وضع الاستعداد التام لمواجهة أي ظاهرة نفوق قد تحصل، مؤكدا ان نفوق سمك «العوم» قد يكون منبها مسبقا لظاهرة نفوق قد تشهدها مياه الخليج العربي.