ليلى الشافعي
قدم استشاري العلاج الاسري بجامعة الكويت د.حمود القشعان دراسة ميدانية على مجموعة من 2523 فردا من الرجال والنساء بعنوان «أهل القرآن أمان نفسي واجتماعي للمجتمع».
وقد تحدث في دراسته عن دور التدين ككل، شاملا حفظ القرآن الكريم في تحقيق الرضا الاجتماعي والنفسي للفرد والمجتمع.
وتناول اهمية ربط الدين بالعلوم الحديثة واثر ذلك في حياتنا اليومية وأهمية وضع العلاقة الزوجية في اطار ديني مقدس وليس في اطار شخصي او عقد مدني.
ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة عدم وجود فروق دالة احصائيا بين الجنسين على مقياس التدين.
وفيما يلي تفاصيل الدراسة:
يقول د.حمود القشعان بدأ الاهتمام بالدين في الدراسات النفسية والاجتماعية منذ ميلاد التخصصات الحديثة للإنسانيات، ففي علم النفس كان لكل من الابوين الروحيين لعلم النفس وليم جيمس وستانلي هول اهتمام كبير بدراسة الدين وعلم النفس، أما الاول فقد اصدر عام 1902 كتابه الشهير «تنوع الخبرة الدينية»، الذي اكد اهمية الصلة الوثيقة بين الدين والنفس البشرية، بينما كان الثاني مهتما بالدين، حيث قام بإصدار مجلة علمية استمرت حتى عام 1912، تحت عنوان «مجلة علم النفس الديني»، وقد كان اهتمام هول بالدين واضحا من قبل في المقالة التي نشرها عام 1891 بعنوان «الأخلاق والممارسة الدينية للأطفال والمراهقين»، حيث اكد فيها اهمية غرس القيم والأخلاق الدينية في الاطفال.
وفضلا عن ذلك كان لرائدة ومؤسسة الخدمة الاجتماعية الحديثة ميري ريتشموند دور واضح في ترجمة تعاليم الديانة المسيحية في اطار علم حديث يتمثل في الخدمة الاجتماعية، فقد انعكس ذلك في كتابها «التشخيص الاجتماعي» الذي يعتبر الانطلاقة المهنية للخدمة الاجتماعية كعلم يتعامل مع النفس البشرية، بدل الاقتصار على تقديم العون المادي دون العون المعنوي.
وفي عام 1959 صدرت مجلة الابحاث الدينية بواسطة الجمعية العلمية للدراسات الدينية بالولايات المتحدة التي اختصت بالدراسات التطبيقية، وفي عام 1961 اصدرت الجمعية العلمية للدراسات الدينية مجلتها بمشاركة متخصصين اجتماعيين ومتخصصين في علم النفس وأطلقوا عليها اسم «المجلة العلمية للدراسات الدينية»، وكانت تعتبر التوأم للمجلات المحكمة في جمعية علم النفس الاميركية، ان هذا الاهتمام النفسي والاجتماعي بالجانب الديني لم يقتصر على الباحثين فحسب، وانما بدأ يظهر حديثا في الممارسة الفعلية للإرشاد النفسي والأسري، فقد اكدت دراسة عام 1989 وضوح التوجه نحو إدخال الدين كنموذج من نماذج الإرشاد، في حين اكد بيرغن ان ثلث الاخصائيين النفسيين يمارسون الشعائر الدينية رغم النظرة المتدنية لأصحاب هذا التخصص كأقل فئة تمارس الطقوس الدينية مقارنة بالمهن الإنسانية الأخرى.
واضاف: لعل هذا التقارب بين العلوم الانسانية والدين كموجه للسلوك البشري بدا واضحا في افتتاح شعبة تهتم بالدين في المؤتمر السنوي لجمعية علم النفس الاميركية، اذ اكدت بعض الدراسات اهمية الدين في الارشاد النفسي والاسري، حيث تبين ان المرضى في المصحات النفسية ومراكز الارشاد الاسري يفضلون القيم الدينية في عملية الارشاد على غيرها من النماذج الارشادية الاخرى، اذ أبدى 35% من عينة تلك الدراسة تفضيلها لوجود قيم دينية واستخدامها خلال الجلسات الارشادية، في حين أكد 66% اهمية التعاليم الدينية لعلاج المشاكل الاسرية، بينما وافق 53% من افراد العينة على عدم ممانعتهم في الذهاب لرجال الدين لتلقي ارشاد نفسي واسري.
وقال القشعان: «ان لو اراد المختصون في الارشاد النفسي بصدق ان يفهم الناس لغتهم وتوجيهاتهم وان يساعدوا الآخرين، فعليهم ابراز الامور التي تؤثر في الناس وحياتهم اليومية، ولعل الدين على رأس هذه الأمور المحددة لحياتهم وانتمائهم»، بينما حذر الباحث سبيلكا اصحاب التخصص من اغفال الدين كعامل مهم بقوله: «ان اهمل المرشدون النفسيون والاسريون الدين كعامل مهم، فإنهم بذلك يهملون جزءا كبيرا من الحاجات والدوافع الذاتية لدى أولئك الناس المحتاجين للارشاد».
وذكر استشاري العلاج الاسري ان دور التدين لدى كل من الرجال والنساء على حد سواء في تحقيق السعادة والاطمئنان النفسي والمجتمعي قد اكدته العديد من الدراسات الحديثة، فقد اكدت الدراسات السالفة مدى الهدوء النفسي والمجتمعي للمجتمعات التي يسود بها الالتزام الديني مقارنة بالمجتمعات المتحررة وغير الملتزمة بالدين.
تفاصيل الدراسة في ملف ( pdf )