دارين العلي
اعلن الباحث في ادارة البحار والاسماك في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومدير مشروع مسح مخزون الاسماك القاعية في منطقة الخليج د.محسن الحسيني ان اول رحلة بحرية للمشروع ستنطلق من المياه الكويتية 14 مارس المقبل، وستنتهي في رأس الحيط في مياه سلطنة عمان، حيث ستتبع «طريقة المنطقة المجروفة» كطريقة اساسية سيتم اتباعها عند اجراء المسح باستخدام شباك جر قاعي ذات فتحات مناسبة، وستستغرق مدة المهمة سنتين يتم خلالها اجراء 5 رحلات بحرية بواسطة سفينة الابحاث (باحث 2) التابعة للمهعد والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات الخاصة بالملاحة واجراء المسح القاعي، ومدة كل رحلة من 32 الى 45 يوما، بحيث تتم تغطية 124 موقعا في الخليج.
كلام د.الحسيني جاء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد امس في دائرة الزراعة والثروة السمكية التابعة للمعهد بحضور الباحث في المعهد علي الباز وممثلي الدول الخليجية المشاركة في المشروع عبدالكريم راضي من مملكة البحرين وجمعة العميري من سلطنة عمان وم.عبدالرحمن العلي من دولة قطر وعيسى اليافعي من الامارات العربية المتحدة.
وقال د.الحسيني ان هذا المشروع الاول من نوعه على مستوى منطقة الخليج العربي حيث تقوم سفينة خليجية بالمسح لتقييم المخزون السمكي القاعي، وهو مشروع مشترك ومتكامل لدراسة المخزونات القاعية عبر مسح مخزون الاسماك القاعية في الخليج العربي وخليج عمان، لمعرفة كثافته وتصل كلفته لنحو 1.9 مليون دولار تقريبا، مشير الى انه تم اعداد المقترح العلمي التفصيلي للمشروع في المعهد، وتحت اشراف وتكليف من اللجنة الدائمة للثروة السمكية بالأمانة العامة التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي، وبالتعاون مع المراكز البحثية وادارات الثروة السمكية في دول الخليج، لافتا الى ان الهدف منه رصد التغيرات البيولوجية والديناميكية التي قد تطرأ على هذا المخزون، علما انه يتم تقدير حجم المخزون اما عن طريق تحليل البيانات الدقيقة والتاريخية للصيد، او باستخدام المسوحات البحرية، وتعتبر طريقة المسوحات الافضل من حيث دقة النتائج والتكلفة.
واشار الى «ان المشروع يهدف الى تقدير الكتلة الحيوية لمخزونات الاسماك القاعية وتحديد الكثافة الجغرافية والزمنية لهذه المخزونات واجراء الدراسة البيولوجية للأنواع المختارة من الاسماك القاعية ودراسة العوامل البيئية الرئيسية المؤثرة على المخزون وتدريب الكوادر الوطنية الخليجية على تقنيات المسح القاعي وجمع البيانات وتحليلها، على امل ان تقوم تلك الكوادر بعمل المسوحات البحرية الخاصة في دولها مستقبلا، كما نسعى من خلاله الى وضع التوصيات والخطط المستقبلية المثلى لاستغلال الاسماك القاعية على ضوء نتائج المسح، ومن ثم القيام برفعها الى اصحاب القرار للإشراف على تنفيذها لحماية الثروة السمكية».
وقال انه سيتم تنفيذ المشروع بمشاركة مركز العلوم البحرية والثروة السمكية وزارة الزراعة والثروة السمكية من سلطنة عمان، وزارة البيئة من دولة الامارات، ادارة الموارد السمكية الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية في مملكة البحرين، مركز ابحاث الثروة السمكية بالمنطقة الشرقية وكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية ووزارة الزراعة في السعودية، دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية من الكويت، الادارة العامة للبحوث والتنمية الزراعية وزارة الشؤون البلدية والزراعة في دولة قطر.
وأوضح ان تمويل المشروع من خلال الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معهد الكويت للأبحاث العلمية، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، البنك الاسلامي للتنمية، شركة الخليج للاستثمار، مؤسسة البترول الكويتية، مؤسسة قطر للبترول. ولفت الى ان انطلاقة المشروع كانت في يونيو 2007 ونهايته ستكون في نوفمبر 2010 علما أنه سيضم خمس رحلات بحرية على مدار السنتين، حيث سيستخدم المسح القاعي الذي يعد الخيار الامثل لتوفير البيانات المطلوبة في حالة عدم توافر بيانات دقيقة عن حالة المخزون السمكي، وتعتبر البيانات التي يوفرها هذا النوع من المسح اشمل واكمل حول حالة المخزون لأنها تغطي نسبيا جميع المناطق التي ينتشر فيها، مضيفا وتعتبر طريقة شباك الجر اكثر طرق المسح دقة في تقدير الكتلة الحيوية للاسماك القاعية، إلا ان وجود مناطق صخرية وشعاب مرجانية في الخليج قد يعيق اجراء الجر القاعي.
وأوضح ان دور المعهد يتمثل في الاشراف الكامل والتنسيق بين المهام المختلفة للمشروع والعمل على تنفيذ المهام وبالتنسيق مع الامانة والدول المشاركة وقد تم تشكيل فريق العمل الفني للمشروع من الدول المشاركة خلال فترة بداية المشروع، على ان يجتمع هذا الفريق بشكل دوري بعد كل رحلة بحرية لمراجعة البيانات ونتائج تحليل البيانات واصدار التقارير الدورية.
واضاف: عقدنا دورة تدريبية للباحثين في هذا المجال، حيث يعتبر التدريب من العناصر الاساسية في هذا البرنامج، اذ يجب توافر عدد من الكوادر والخبرات الفنية من ابناء دول المجلس، الجدير بالذكر هو اشتمال الدورة على تخطيط المسوحات بشباك الجر وطرق جمع المعلومات والعينات وعلى كيفية ادخال البيانات في الحاسب الآلي وتحليلها وتجهيز التقارير، علما أن الدورة تستغرق خمسة ايام يشارك فيها اربعة باحثين وفنيين من كل دولة.
الصفحة في ملف ( pdf )