ضيف لقاء اليوم احد رجال الكويت الذين عاصروا الفترتين ما قبل النفط وبعده، واحد الذين مروا بهذه السنين ليجمعوا في خيالهم صورة بين الماضي والحاضر، وما يزيد من جمال هذه الصورة عند ضيف «الأنباء» هو انه من القلائل الذين عاشوا قلب القرية الكويتية او حياة الزراعة وامضوا سنينا في المزارع وبأيديهم وضعوا البذور في الارض لتخرج ثمارا وخيرا.
كما عرف ايضا حياة المدينة والسفر والتحق بالعمل الحكومي وتدرج فيه وتنقل بين الوزارات كموظف لدى الدولة، وفي هذه الفترة شهد النمو والتطور والنهضة، فسافر الى الدول العربية، لكنه دائم الشوق والحنين الى الكويت ولا يعجبه غيرها، وزار اوروبا حيث سافر الى فرنسا وكرر زياراته الى لندن، وعرف الكثير عن الحياة والسفر والزراعة والصيد وعاش الطفولة في منطقة المنقف الزراعية القديمة، وتعلم الزراعة وشؤونها واسرارها ومواعيد هطول الامطار، وعمل في نقل المياه من الآبار في مزرعة والده، فعرف الماء كثروة هي الاصل في الحياة، فحافظ عليها واعتنى بها، وشهد كثيرا من الاحداث ومنها امطار عام 1954 التي اغرقت الزرع ودمرت الاشجار وهجوم اسراب الجراد على الزرع والمحاصيل واكله للنبات والثمار وخسارة المزارعين، كما كان رجلا ذا خفة ظل ومزاج لطيف، فكثيرا ما قدم الدعابة والطرفة والمقالب على حد قوله مع الزملاء، وعاش حياة هادئة وسعيدة وظل راضيا بين افراد اسرته، لكنه يأمل من الشباب في الكويت ان يكونوا اكثر التزاما وان يرتدوا الملابس الوطنية وان يبتعدوا عن الازياء الغربية لأنه يعشق الكويت على طبيعتها، فمع حمد عبدالرحمن الضبيان وذكرياته عن الماضي.
صفحات من الماضي في ملف ( pdf )