بمناسبة ذكرى يوم عاشوراء اصدر النائب صالح عاشور بيانا اكد فيه ان ذكرى استشهاد سبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تحدد في هذه الايام، وينطلق المؤمنون عبر العالم لاحياء هذه المناسبة العظيمة، عاشوراء يوم من ايام الله الخالدة، عاشوراء مناسبة لاحياء القيم والتعاليم السامية.
واليوم حيث يبتلى مجتمعنا الكويتي بتراجع القيم الاخلاقية وتراجع القيم الدينية، تتفتح علينا هذا المناسبة العزيزة لنجدد عهدنا بقيمنا وتعاليم ديننا الحنيف.
فإحياء هذه المناسبة هو احياء للقلوب الغفلى، وهذا في واقع الامر فلسفة الشعائر الدينية حيث يقول ربنا عز وجل: (فإنها من تقوى القلوب).
وحينما ندعو في كل عام ونجدد دعوتنا هذا العام بجعل يوم عاشوراء عطلة رسمية، لم يكن هدفنا الانتصار لمذهب، بل الانتصار لآل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الذين اوجب الله عز وجل على المسلمين مودتهم: (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى).
واحياء عاشوراء كل عام مناسبة لاستذكار القيم الاسلامية الحقة كالحرية والمساواة والعدالة والاخاء والتعاون والتعايش وغيرها، وهي القيم التي جسدها بأبهى صورها الامام الحسين عليه السلام في ثورته الشامخة. وفي هذا العام نستذكر قيمة المساواة، حيث نشاهد هذه الايام عودة الروح الاستعلائية لدى البعض، والعزف على اسطوانة العنصرية المشروخة، والتمييز وتقسيم المجتمع على اساس عنصري ومناطقي وطائفي. فما أجدرنا اليوم ان نتذكر كيف جمع سبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تحت عباءته السيد العربي والعبد الحبشي، والاسود والابيض والعثماني والعلوي والمسيحي والمسلم والرجل والمرأة والطفل.
وختم عاشور: انها اخلاق الحسين ( عليه السلام ) وآل الرسالة حيث جمع في ثورته ألوان الطيف ولم يتنكر لها، ساوى بينهم وعدل ولم يميز ولم يتعال.
من جانب آخر في اليوم الرابع لمجلس العزاء الذي اقيم في «مجلس ابي ذر الغفاري» - الشعب - كان الحديث عن الموالاة لرسول الله النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأهل بيته الابرار وقيمة ذلك من الناحية الايمانية والمعنوية، وعلاقة ذلك بالفكر الاسلامي.
كما تطرق الشيخ علي العيسى الى شخصية مسلم بن عقيل وعلاقته بالامام الحسين، واستشهاده، حيث كان اول شهداء حقيقة كربلاء وكان ولاؤه للحسين واهل بيت النبي الاكرم، معتبرا ان مسلم خرج من المدينة الى الكوفة وهو يدرك انه سيقتل وسينكل به.
بدأ الشيخ علي العيسى مجلسه بقراءة آيات من الذكر الحكيم ومن ثم شدد على قيمة الموالاة للرسول وأهل بيته، مشيرا الى قول الامام علي: «بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة التي أوجبت»، اي ان الطاعة والعبادة صفة لولاية الرسول وأهل بيته، اما اذا خالف ولايتهم فلا تقبل الوصفية، فمخالفة ولاية اهل البيت هي وصف لولاية اعدائهم، لذلك يضرب بها عرض الجدار، وذلك لان الطاعة هي الوصف للولاية، والمعصية هي الوصف والبراءة من اهل بيت العصمة، والشرط الاول في قبول الاعمال ولاية الرسول وأهل بيته.
واضاف: جاء محمد بن مسلم الى الامام جعفر الصادق وقال له انه يجد متعبدا وخاشعا ومجتهدا ولكنه لا يوالي اهل البيت، فرد عليه الامام قائلا: «ان مثلنا اهل البيت مثل بيت في بني اسرائيل وكان الرجل منهم لا يتهجد اربعين ليلة ويدعو الله الا ويستجيب له، ورجل آخر منهم تهجد وتعبد وتبرع ودعا الله ولم يستجب له، حينها ذهب هذا الاخير الى النبي عيسى ( عليه السلام ) شاكيا، فقام عيسى ( عليه السلام ) وسأل الله عز وجل، وأوحى له الله تبارك لو ان عبدي هذا عبدني حتى يندك عظمه، وينقطع عنقه، وتتناثر انامله ما استجبت له وفي قلبه شك فيك، حينها قال عيسى لسائله ان الله لن يستجيب لك ما دمت تشك بي، فنظف نفسك، وطهر قلبك من الشك حتى يستجيب لك، فما كان من السائل الا ان آمن بعيسى، واستجاب له الله»، وهنا اشار الإمام جعفر الى ان اهل بيت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كذلك، لا بل جزم بالقول: «لو ان احدكم عبد الله واجتهد بين الركن والمقام ثم جاء بغير ولايتنا وولاية الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ما قبلت اعماله».
وختم بقول الله: «يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله، واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم».
بعد ذلك تطرق الشيخ في حديثه الى مسلم بن عقيل الذي خرج من المدينة الى الكوفة وهو على يقين بأنه سيقتل في سبيل الحسين الذي يعتبره «أولى بنا من انفسنا»، لا بل لم يذهب الا وكان الحسين قد اعطاه بينات بأنه مقتول، وسيغدر به وسيكون اول شهداء الطف، وبالفعل وصل الكوفة وأخذ البيعة من ثمانية عشر ألفا، حينها كتب للحسين ان الكوفة تنتظره مبايعة، والاجواء قد هيئت اليه.
ولكنهم تفرقوا وتخلوا عنه حتى اصبح وحيدا، وانتقل من مكان الى آخر حتى وقف عند دار طوعة التي استغربت وقوفه، وسألته سبب ذلك فلم يجب، وبعد اخذ ورد طلب الماء، ولم يشرب منه الا القليل لانه تذكر ان الحسين سيقتل عطشاً، واذا بالاعداء احاطوا بمسلم واقبل الطاغية ابن الاشعث شاهرا سيفه وضربه على جبينه، ثم انهالت عليه الرماح والسيوف، واخذوه مكبلا الى قصر الامارة ورموا بجسده من اعلى القصر، واهل الكوفة ينظرون بمصاب مسلم وبجثته تجرها الخيول في اسواقها شامتين، وما ان وصل الخبر الى الامام الحسين حتى اخذ بعمامته ووضعها على الارض باكيا ومتحدثا عن المصيبة التي وقعوا فيها.
وفي الختام قرأ الشيخ علي العيسى مجلس عزاء وبعض الآيات من الذكر الحكيم.
الصفحة في ملف ( pdf )