بشرى الزين
تغيرت نبرة الخطاب الآن وحان الوقت للتغيير ليعرف الجميع ان لدينا نفس الحقوق وعلينا ذات الواجبات لحماية الكويت.
بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش ولقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ممثلي الكتل البرلمانية أعربت ناشطات سياسيات عن طموحهن في مقابلة صاحب السمو الأمير للمشاركة في حلول استراتيجية من أجل الارتقاء بأوضاع المواطن وإنقاذ الوطن وتمكين المرأة من الوصول الى مؤسسات صنع القرار.
في لقاء مفتوح استضاف ملتقى المحامية والناشطة السياسية نجلاء النقي، عضوة المجلس البلدي المركزي في قطر شيخة الجفيري وأمين سر المجلس البلدي البحريني جاسم رضا وعددا من الفعاليات النسائية والإعلامية لعرض تجاربهم في الحياة السياسية والاعلامية.
د.فاطمة العبدلي وجهت رسالة وطنية الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بعنوان «لا لرسم الحدود الوطنية بين طبقات المجتمع فالكويت بقاء ونماء».
ولفتت الى ان لقاء الرئيس جورج بوش الناشطات الكويتيات في الحقل السياسي عكس لديهن شعورا بالفخر وأن الكويت مركز مزدهر للديموقراطية.
وقالت ان الديموقراطية الاحادية الذكورية تستثني ما يزيد على نصف هذا المجتمع من المشورة وإبداء الرأي، حتى لو كانت هناك نساء مؤهلات من خبرات ومهارات للمشاركة في معالجة القضايا المجتمعية التي تواجه السلطات العامة.
وعزت السبب في ذلك الى عدم انخراط المرأة في العمل السياسي من خلال التكتلات التي هي عصارة الدواوين والتجمعات وعدم قبولها النساء في صفوفها الأمامية.
واكدت ان هناك شبه اجماع دولي - انساني على ان مشاركة المرأة في الحياة السياسية اصبحت ضرورة ملحة في مجتمعاتنا فهي نصف المجتمع ولابد من ان يكون لها حق متساو مع الرجل ويساعد على توسيع قاعدة الشرعية للمؤسسات السياسية داخل النظام السياسي ويزيد من قوة وعمق تمثيلها للمجتمع.
ودعت العبدلي القيادة السياسية العليا الى تمكين المرأة باعتبار ان لها الدور الحاسم في التمهيد لوجودها في البرلمان.
من جهتها عرضت الاعلامية امل عبدالله لتجربتها في الحقل الاعلامي ومساهمة المرأة في مجال الصحافة منذ اربعينيات القرن الماضي، حيث كانت لها مشاركات في كتابات محلية.
واضافت ان دور المرأة في اجهزة الاعلام المسموعة بدأ في خمسينيات القرن الماضي في الاذاعة الكويتية، حيث ارتقت المرأة بالإعلام الكويتي بكفاءتها وثقافتها، مشيرة الى انها كانت مرحلة نشطة امتدت الى السبعينيات ثم احجمت النساء عن الدخول الى المجال الاعلامي إلا ممن رغبن في الشهرة.
كما تطرقت الى مجال الدراما في الكويت الذي يشهد له بالكفاءة والتميز في دول الخليج جميعها، معربة عن اسفها لما يعرض من انتاج لا يمت للمجتمع الكويتي بصلة يروجه مرتزقة وسارقو النصوص، الذين اساؤوا للمرأة بشكل كبير وهبطوا بذوق الجمهور.
وبدورها اكدت رئيسة مؤسسة «نحو اداء برلماني متميز» الاعلامية عائشة الرشيد انه آن الاوان ليكون الشباب والمرأة اداة التغيير ووسيلة للاختيار الافضل.
واضافت الرشيد ان نسبة تمثيل المرأة الكويتية في المجالس العامة بلغت 5% مقارنة بنظيرتها في المجلس الوطني في الامارات العربية المتحدة التي بلغت 22.5% وفي المجلس الاستشاري في الشارقة 17% وفي غرفة التجارة والصناعة بأبوظبي 15% لتظل المرأة في الكويت خارج اجندة الحكومة ومجلس الامة مؤكدة ان شعار «نعم سأصل» ليس شعارها.
وذكرت اننا نعاني من ندرة في جميع المجالات بعدما كانت الكويت رائدة في منطقة الخليج وعربيا.
وألقت الرشيد بالمسؤولية على الحكومة، والمجلس الذي اساء بعض اعضائه الى المرأة ودورها.
من جانبها ذكّرت المرشحة السابقة لمجلسي البلدي والامة د.خالدة الخضر بتجربتها في المجال السياسي الذي بدأ بالنشاط الصحافي في مجلة الطلبة منتصف السبعينيات وعضوية اتحاد الطلبة الكويتي بالاتحاد السوفييتي واتحاد المرأة العالمي ومسؤولة برامج التنمية في الامم المتحدة التي مرت تجربتها بالتشخيص العلمي والتقييم الاجتماعي والسياسي من خلال تقرير التنمية العالمي الذي يعد من الآليات العامة لإقامة الحوار والمشاورات الداخلية والخارجية.
واشارت د.الخضر الى تجربتها في مجلسي الامة والبلدي انطلاقا من ايمانها بالحق السياسي للمرأة وقدرتها على التغيير، حيث تطرقت في حملتها الانتخابية الى مشاكل الفساد الاداري والتنمية البشرية المستدامة والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد والبيئة والسموم والحاجة الى تغيير القوانين التي تخص المرأة.
واكدت وجوب وجود حلول علمية لحل المشكلات التي تمر بها البلاد مشددة على ان الحل بالتخطيط ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب، وبتشديد العقوبات وفرض هيبة الدولة على الكبير قبل الصغير.
تجربتان من قطر والبحرين
وقالت عضوة المجلس البلدي المركزي القطري شيخة الجفيري ان مشاركة المرأة القطرية في العمل البلدي هي جزء من مشاركتها في قطاعات مختلفة والذي يتضاعف بالتدريج مادامت اعطيت الثقة.
واضافت الجفيري خلال عرضها لتجربتها السياسية وفوزها في الانتخابات البلدية في العام 2003، ان مشاركة المرأة القطرية في العمل العام تجاوزت النطاقين المحلي والاقليمي الى نطاق دولي، مستشهدة بما قدمته سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند من امثلة لعطاء المرأة الممكن لبلدها وامتها وعالمها الانساني.
واشارت الى ان فوزها بالتزكية لدى انتخاب مرشحين منافسين يأتي من ايمان المواطن القطري بدور المرأة وكفاءتها وقدرتها على القيام بواجبها الوطني ولأن الكفاءة لا هوية ولا جنس لها.
واوضحت «اني كنت ومازلت مدفوعة بمسؤولية وطنية مفادها بأنني لا امثل دائرتي فقط بل اسعى الى تغيير ثقافة المجتمع التي لم تكن قد تعودت على دور نسائي في العمل البلدي، واستطعت اثبات ان العمل بهذا القطاع ليس حكرا على الرجل لأن المرأة جزء من مجتمعها ومعنية بتطوير العمل البلدي لأننا في مجتمع تتكامل فيه الادوار بين الجنسين».
واكدت وجوب الاعتراف بأن ما حققته من نجاح هو بفضل توافر الارادة السياسية الحكيمة، مشيرة الى انه لا يمكن ان تكون هناك ديموقراطية حقيقية في المجتمع دون مشاركة المرأة.
من جهته ذكّر امين سر المجلس البلدي البحريني جاسم رضا بتجاوب ودور المجالس البلدية في دول مجلس التعاون الخليجي التي يأمل ان ترتقي الى الحكم المحلي او الذاتية لتأخذ على عاتقها جزءا من المسؤولية الملقاة على الحكومة.
واشار رضا الى غياب دور المرأة عن هذه المجالس التي يمكن ان تكون الاقرب في ادارة مشكلات تتعلق بالمرأة والطفل، بالإضافة الى حماية النشء ودورها في اقامة شراكة تنموية من خلال دعمها للدخول في هذا المجال.
ووصف رضا ان الوضع البلدي في دول مجلس التعاون ضعيف وضعت له قوانين معوقة ذات صلاحيات بسيطة، آملا في تعاون اكبر مع الوزارات الخدمية الاخرى.
الصفحة في ملف ( pdf )