على طاولة واحدة جلست معه وأخذنا نتحدث عن الأدب والأدباء وعن البدايات ومع بعضنا البعض استرجعنا الذكريات ثم تجولت معه في مكتبه جولة سريعة لمشاهدة الأوسمة والشهادات التقديرية والدروع التذكارية فكانت أكثر من أن تعد أو تذكر ورجعنا إلى تلك الطاولة التي كان عليها مجموعة من الكتب الأدبية الكتب ملغاه أوجعها الحنين إلى أنامل الأديب الشاعر عبدالعزيز البابطين الذي أحب الإطلاع منذ الصغر وزاولها في جميع مجالاتها.
عبدالعزيز سعود البابطين الذي يعتبر أحد رواد الحركة الثقافية في العالم العربي والإسلامي كان يجلس في طفولته في ديوان أخيه عبداللطيف ويستمع إلى الشعراء وهم ينشدون قصائدهم وترن في أذنيه الكلمات وتؤثر فيه الألفاظ والمعاني ويهيم في عالم الخيال ويختفي هناك حتى يصير الشعر اكبر أحلامه وتصير المجالس الأدبية أكبر اهتمامته ويبدأ بعد ذلك المحاولة تلو الأخرى من أجل كتابة الشعر وينجح في ذلك ليبدأ الرحلة التي لم تكن مفروشة بالورد كما تخيل البعض.
أتعبته الأيام وأوجعت قلبه أحداثها المتتالية وأضناه المسير واستوقفته الكثير من الكلمات في هذه الرحلة التي مشاها بخطوات رجل وقلب شاعر زاده الصبر وعدته الإرادة ولأنه شاعر كان بديهيـا أن يشعر بآلام اللغة العربية خصوصـا بعد أن ارتشف من كأسها العذب وهذا الشعور هو الذي دفع برجل الأعمال الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ليرفع راية الشعر ويعلن دعمه الكامل لكل ما يخدم اللغة والثقافة ليحقق بذلك الحلم القديم الذي طالما أقض مضجعه وحرك مشاعره وهو وإن كان في طفولته متذوقا للشعر عاشقا للشعراء فإنه اليوم سفير للشعر والشعراء.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )