أسامة أبوالسعود
واصلت ندوة العربي انشطتها التي تقيمها بمناسبة مرور خمسين عاما على مسيرتها بعنوان «مجلة العربي ولغتها العربية.. نصف قرن من المعرفة والاستنارة» لليوم الثاني على التوالي.
واقيمت جلسة امس بإدارة الامين العام العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي وشارك فيها عدد من المثقفين والمفكرين.
واكد امين الهيئة العلمية بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب بجمهورية ايران الاسلامية د.محمد تبرائيان في الجلسة ان الثقافتين العربية والفارسية تعانقتا وتلاحقتا منذ القدم وان لغتيهما ايضا تلاحمتا اذ امتزجت حروفا ومفردات حتى كاد الادبان الفارسي والعربي يكونان توأمين.
وقال «قلما نجد شاعرا من شعراء الفرس لم ينظم باللغة العربية كما ان الدراسات الدينية في الحوزات العلمية هي الاخرى تتعامل مع اللغة العربية باعتبارها لغة النص الديني».
وانتقد الاعلام الغربي بقوله «انه عمل على التغريب الثقافي عن العقيدة والتصورات الاصيلة مستغلا فترات الجهل والاتجاهات القشرية الخالية من روح الاسلام والمركزة على جوانب جزئية عابرة».
ودعا الى ضرورة مواجهة الغزو الثقافي عن طريق الاعلام البناء الذي يعي الاسلام جيدا ويدرك ابعاد الغزو الثقافي ويركز على محور المشكلة دون اهمال لجوانبها وفروعها وتفصيلاتها ويقدم بدوره اطروحات اسلامية.
وبين انه يوجد خط اعلامي يمكن اعتباره سطحيا يطرح الاسلام شعارا براقا ويذكر بالامجاد دون ان يعمل على تقديم الطروحات الحياتية وتشجيع الاصلاحات الجانبية.
وانتقد رئيس المركز الكوري للثقافة العربية والاسلامية د.هان دوك كيو عدم اهتمام العرب بلغتهم واستخدامهم للغة العامية المختلطة بألفاظ أعجمية خاصة بقنوات التلفزيون، كما ان الكتب فيها الكثير من الاخطاء اللغوية.
وقال انه في بداية تعلمه للغة العربية اتجه الى قراءة مجلة العربي التي بدأ معها رحلة تعلم اللغة بطريقة سليمة «فهي النافذة التي يطل منها القارئ على ثقافات الشعوب العربية والاجنبية من خلال المقالات والاستطلاعات المتنوعة».
وأوضح ان المتأمل لمجلة العربي يجد انها تتناول القضايا العربية والعالمية والحضارات والفكر والتراث والابداع والفنون والآداب والعلوم الطبيعية والتقنية والبيت والاسرة، وتعرض الحركة الثقافية من خلال عرضها لأحدث الاصدارات من الكتب العربية والعالمية.
وأعرب عن سعادته بما كتبته العربي اخيرا عن كوريا من خلال المقالات والاستطلاعات، وتوج ذلك بحضور العربي ممثلة برئيس تحريرها د.سليمان العسكري والكاتب اشرف ابوزيد افتتاح المركز الكوري للثقافة العربية والاسلامية، ما يعد دليلا على وجودها في الاحداث الثقافية العالمية.
وتطرق د.احمد رحمة الله من جامعة كيرلا بالهند الى دور المجلة المميز في القاء الضوء على الهند الحديثة وتاريخها الذي ورد في كثير من الاشعار وفي قصص الرحالة القديمة.
وأشار الى علاقة الهند بالعرب والتي تعتبر علاقة تاريخية منذ القدم، وان وساطة هذه العلاقة كانت التجارة ومن ثم ساهم الدين الاسلامي وتعليم القرآن والاحاديث في انتشار اللغة العربية.
وبين د.رحمة الله ان اللغة العربية وصلت الى شمال الهند بأيدي الشيوخ والصوفيين الذين انتقلوا اليها عقب اقامة الاتصالات السياسية والعسكرية اثناء العصرين الاموي والعباسي.
وذكر ان الصحافة العربية تأخرت في وصولها الى الهند، اذ كان الهنود ينظرون الى اللغة العربية كلغة مقدسة، واقتصر اهتمام العلماء على التفسير والفقه والعلوم الدينية الاخرى، واعتقدوا انها لغة دينية وليست لغة حية تستخدم لجميع اغراض الحياة اليومية.
واكد الدور الكبير لمجلة العربي من خلال موضوعاتها المتعددة في جلب اهتمام الجيل الجديد من طلاب العربية في الهند بالمجلة وتأثرهم بها حيث يتابع اعدادها حاليا في جامعات الهند الآلاف من الطلبة.
وقال رئيس مجلس دراسات العالم العربي بالصين البروفيسور تشوي وي ليه ان مجلة العربي معروفة من قبل الخبراء في الدراسات العربية في تتارستان وانه «ربما نكون قرأناها بالمصادفة خلال زيارتنا لمكتبات موسكو وسانت بطرسبيرغ أو خلال زياراتنا للدول العربية أو الجامعات والمكتبات الغربية».
وبين انه في عام 2005 حصلت مكتبة كازان للعلوم في جامعة كازان على 20 نسخة من مجلة العربي في اعداد مختلفة ضمن مقتنيات البروفيسور انس خالدوف.
وأوضح ان البروفيسور خالدوف زار الكويت في ديسمبر 1988 كعضو لجنة جائزة الكويت للانجازات العلمية «دراسات حول تاريخ الاسلام واللغة العربية» ومن بعد هذه الزيارة أصبحت المجلة تصله شهريا.
وأفاد بأنه في عدد اكتوبر عام 2007 تم نشر موضوع كبير عن جمهورية تتارستان وعبر عن اعتزازه بالمقال بقوله «انه شرف كبير لنا أن ينشر مقال بهذا الحجم عن تتارستان في احدى المجلات المعروفة وذات التأثير الكبير في العالم العربي، فهو شيء مشرف لنا».
وأضاف: المقال مهم جدا لنا ونعتبره من المقالات المعدودة عن تتارستان والمنشورة من قبل الصحافة العربية في مجلة تعتبر من اهم المجلات في العالم العربي.
الصفحة في ملف ( pdf )