محمد هلال الخالدي
قال وكيل وزارة الدفاع الشيخ م.صباح الناصر أن ديوان الخدمة المدنية يشكل أحد أكبر العوائق في طريق التنمية البشرية وتطوير العمل الاداري في الكويت من خلال «القوانين البالية» التي يتحكم بها الديوان في موظفي الدولة حتى أصبح بمنزلة حجر عثرة امام مشاريع تطوير العمل الاداري في وزارات الدولة. جاء ذلك خلال تكريمه لـ 44 موظفا من ادارة السجل العام أنهوا «برنامج ادارة التميز.. طرق وأساليب» بنجاح، والذي نظمته ادارة التطوير والتدريب بوزارة الدفاع برعاية كريمة من النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، وحضور مدير ادارة التطوير والتنمية الشيخ خليفة دعيج الصباح مساء أمس الاول. وقال الشيخ م.صباح الناصر موجها حديثه إلى المكرمين وبكلمة ارتجالية بأننا نسمع دائما في مثل هذه المناسبات كلمات شكر وثناء الى وكيل وزارة الدفاع م.صباح الناصر، ولكنني اقول وماذا يفعل صباح الناصر دون ربعه؟ وأنتو ربعي». وأضاف ان جميع العاملين في وزارة الدفاع يعملون كفريق عمل واحد، ومن أجل هدف واضح وتوجه أوضح وهو خدمة الكويت والارتقاء بوزارة الدفاع، لقد حققنا الكثير بعون الله، ولكن هذا الكثير لا يزال قليلا بالنسبة لما نطمح اليه. ثم أشار الشيخ م.صباح الناصر الى ان جميع وزارات الدولة لديها كوادر وميزانيات واستطاعت أن تحقق الكثير، الا ان ما يميز وزارة الدفاع بما حققته من انجازات هائلة هو العنصر البشري الوطني، فأنتم الذين تصنعون الانجاز ونحن فقط نأخذ بأيديكم ونوجهكم لتتجاوز الاخطاء التي وقع فيها من سبقكم، وأكمل: ان مشكلتنا في هذا البلد ان الموظف يوضع في مكان العمل ويترك بلا توجيه ولا تدريب ولا تحديد لطبيعة عمله والمهام المطلوبة منه، فمعظم وزارات الدولة الى اليوم مع الاسف الشديد بلا توصيف محدد لطبيعة الوظائف فيها. وقال ان كل هذا بسبب ديوان الخدمة المدنية الذي بات من أكبر عوائق العمل، حيث اننا نتقدم وهو يتراجع بسبب القوانين البالية والمحاباة على حساب مصلحة الوطن.
سياسة الإحلال
ووجه الشيخ م.صباح الناصر «قذيفة» اخرى الى ديوان الخدمة المدنية عندما انتقد تجاهل احد القرارات المهمة وهي «الاحلال»، قائلا ان سياسة الاحلال أقرت من اجل ان يتسلم ابناء الوطن زمام المسؤولية، ولكن اين وزارات الدولة من تطبيق هذا القانون، واكد ان هناك وظائف لا يمكن الاستغناء فيها عن الكوادر غير الوطنية، ولكن هناك وظائف اخرى ينبغي ان تقوم الوزارات بتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتسلمها، فماذا فعلت وزارات الدولة، وماذا فعل ديوان الخدمة المدنية؟ واكد ان وزارة الدفاع تبذل منذ سنوات جهودا كبيرة في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية من منطلق ايمانها بالمواطن الكويتي وقدرته على تحمل المسؤولية.
قوانين مفصلة
ثم عرج الشيخ م.صباح الناصر الى قضية اخرى وهي «تفصيل القوانين» لتناسب اشخاصا معينين، حيث ان قوانين الخدمة المدنية تنص على ثلاثة انواع من التعاقد مع غير الكويتيين وحددت اعمار العاملين فيها بالقانون لتكون 60 سنة بالنسبة لعقود العمل المقطوعة و65 سنة بالنسبة للجامعيين والمستشارين، ولكننا فوجئنا مع الاسف بقرار صادر من الخدمة المدنية، وواضح انه فصل للبعض من المستشارين بالتحديد، وهم اثنان بالمناسبة ومعروفان، وهذا القرار يستثني المستشارين من شرط السن ويعطيهم الحق في البقاء الى اجل غير محدد. واضاف: اننا لا ننكر فضل اشقائنا العرب وخاصة المعلمين، ولكننا ايضا نعتقد ان ابناء الوطن اليوم لديهم القدرة على العطاء والابداع، ولذلك طالبنا الديوان بالغاء هذا الاستثناء، واقولها بكل صراحة ان هناك اثنين من المستشارين في ديوان الخدمة المدنية هما السبب الرئيسي في كل هذا الفساد الاداري. ونحن نوجه سؤالا الى ديوان الخدمة المدنية، ونقول: هل الكويت ليس فيها مستشارون أكفاء؟ الكويت تزخر بفضل الله بالكفاءات الوطنية، وفيها مستشارون كثر قادرون على العطاء وقلبهم على البلد. لا نريد قوانين تفصل لحالات فردية شاذة ثم تعمم ويعمم معها الخطأ.
«يقولون يا بوناصر انت تتحدى، وأنا اقول نعم أتحدى وراح أسوي كل شيء علشان الكويت»، بهذه الكلمات اكد الشيخ م.صباح الناصر انه سيستمر في تحدي القرارات والقوانين البالية في ديوان الخدمة المدنية، وقال ان هناك قرارا يقول ان تقرير الكفاءة للموظف يجب أن يكون سريا، ولكنني تحديت هذا القرار وجعلت التقارير والعلاقة في وزارة الدفاع بين الرؤساء والمرؤوسين قائمة على الشفافية والصراحة والصدق، ولأننا نريد ان يعرف الموظف أين أخطأ وأين قصر، وماذا عليه ان يفعل ليكون متميزا. ولذلك أضفنا فقرة على القانون المتعلق بضوابط شغل الوظائف الاشرافية بحيث تكون السنة الاولى للموظف الذي يشغل وظيفة اشرافية بمنزلة تجربة، ولا يتم تثبيته الا اذا أثبت جدارته واستحقاقه، وهذه خطوة في طريق محاربة الواسطة ستتبعها خطوات بإذن الله.
تحد آخر
وفي تحد آخر، أعلن وكيل وزارة الدفاع ان الوزارة تلتزم بتطبيق البصمة، والذي أقره الديوان ليطبق من بداية العام الجاري، وقال: أعلن لكم اننا سنلغي البصمة، بل وحتى التوقيع على كشوف الحضور والانصراف على جميع الموظفين في الوزارة، ولكن هذا لا يعني ان الدوام سيكون فوضى، وانما هناك مساءلة ومحاسبة لكل مسؤول من المسؤول الأعلى، واكد انه واثق من ان هذا الاجراء سيؤتي ثماره الايجابية وينشر قيم حب العمل والولاء الوظيفي، وسنثبت لجميع الوزارات الاخرى نجاح هذا الاسلوب الذي يقوم على الثقة من جهة والمحاسبة من جهة اخرى.
مستمرون رغم الجفاء
اضاف ان الدولة تطالب المواطنين بالتميز والعطاء، وتطلب منهم ان يقدموا حب الوطن والاخلاص في العمل، ولكن عندما يقوم المواطن بذلك لا يجد من يشكره ويثني عليه، فرغم كل الانجازات الهائلة والجوائز العالمية التي حصلت عليها مختلف ادارات وزارة الدفاع بسبب تميزها وتنظيم العمل فيها لم نسمع من احد المسؤولين كلمة اشادة أو تساؤل كيف فعلنا ذلك، ولكننا مستمرون في طريقنا وماضون في التطوير لأننا نؤمن بحب الوطن وخدمة القيادة العليا فنحن ندرك ان التطوير والاصلاح هو الهدف الاسمى لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد. وقال ان انظمة العمل الاداري المتميزة في وزارة الدفاع ستطبق على جميع وزارات الدولة لأنها الافضل، وخاصة نظام الحكومة الالكترونية، وهذا ما سيحدث رغما عن ديوان الخدمة المدنية لأنه المستقبل السليم، ولأنه الاصلاح الذي يمثل توجه صاحب السمو الأمير.
الصفحة في ملف ( pdf )