محمد ناصر
عندما قام مرتكب الفتنة اليمني بالاعتداء على المكتبات الدينية في منطقة حولي كان جل همه وغايته محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي دون أدنى تقدير لقدسية الكتب الدينية ومكانتها في قلوب أبناء ديننا الحنيف.
الشعب الكويتي بجميع أطيافه وفئاته ادان هذا الفعل الأثيم، وأكد ان الوحدة الوطنية هي حجر الأساس والركيزة القوية التي يقوم عليها مجتمعنا الكويتي الذي يرفض كل ما يعكر صفوه وتماسكه خاصة عندما يتعلق الأمر بالكتب الدينية التي تعد نبراسا لنا.
ولم يكن هذا المعتدي بفعلته الشاذة والغريبة على مجتمعنا حالة فريدة، بل امتلأ التاريخ العربي بالعديد من الحوادث التي أدت الى احراق المكتبات واتلاف الكتب وان اختلفت الغايات، وسنعرض في هذا التقرير دراسة قيمة للدكتور منصور سرحان مدير ادارة المكتبات ألقاها في مركز بيت القرآن في البحرين استعرض خلالها أهم حوادث حرق الكتب وتدمير المكتبات التي واجهتها الحضارة العربية والاسلامية بدءا من عام 154هـ مرورا بنهب وسرقة مكتبة الكويت الوطنية على أيدي الغزاة العراقيين وصولا الى تدمير المكتبات أثناء حرب يوليو الأخيرة على لبنان.
بنى العرب حضارات شامخة في البلدان التي فتحوها شرقا وغربا كالحضارة العباسية والفاطمية والأندلسية، إلا أن تلك الحضارات أخذت في الأفول بمجرد القضاء على المكتبات وحرق الكتب ومضايقة الأدباء والعلماء والمفكرين، فالكتاب في الوطن العربي واجه عبر العصور المختلفة تحديا كبيرا يتمثل في حرقه وتدمير مراكز وجوده وملاحقة مؤلفيه ومضايقتهم.
وتعددت أسباب تدمير المكتبات وحرق الكتب أو دفنها في الأرض عبر التاريخ، حيث هناك أسباب شخصية بحتة، وأخرى تمثلت في الخوف من اقتناء الكتب باعتبارها محرمة وهناك أسباب أخرى مصدرها الحقد والتعصب الأعمى والجهل القاتل، فضلا عن غزو البلدان العربية واحتلالها من قبل الأجنبي وتدمير مكتباتها وحرق ما فيها من كتب، الأمر الذي أدى إلى ضياع ما يقارب ثمانية ملايين كتاب على أقل تقدير، هي ثمرة جهود العلماء والفلاسفة ورجال الطب والفكر والأدب والفقه عبر عصور إسلامية مختلفة، ما أدى إلى ضياع الكثير من تراث الأمة العربية الإسلامية الفكري والثقافي بصورة خاصة، وضياع التراث الفكري والثقافي الإنساني بصورة عامة.
تقرير خاص في ملف ( pdf )