ليلى الشافعي
اختلفت آراء الدعاة في القرار السعودي بالسماح للمرأة بالسكن في الفنادق دون محرم ما بين مؤيد ومعارض. واشار الدعاة الى بعض الحالات التي تستدعي ان تعيش المرأة بمفردها وإن كانوا أجمعوا على انه من الافضل للمرأة ان تبينت في بيت محارمها الأقرب فالأقرب.
العنزي: لا يجوز
ويؤيد د.سعد العنزي فتوى مفتي المملكة العربية السعودية برفض قرار السماح للمرأة بالسكن في الفنادق دون محرم بقوله: لا يجوز شرعا ان تبيت المرأة في فندق دون محرم لأن الأصل مكان المرأة البيت وهو مستقرها ومأواها، لذلك فإن سماح وزارة التجارة والصناعة للمرأة بالسكن دون محرم في فنادق السعودية فيه شيء من المفسدة العامة للمجتمع، حيث انه قد يبيح لمن تسول له نفسه الانحراف، وان يتخذ هذه وسيلة لنشر حيله ومفاسده ويفتح بابا كبيرا من الشر داخل المجتمع المحافظ، فالمرأة لها مكانتها الخاصة في المجتمعات الاسلامية وتعتبر المرأة المسلمة مصونة ومكرمة ولأولياء الأمور والأزواج مسؤولية كبيرة وهي أمانة عند الله في رقابهم، ولذلك فان الاسلام لم يبح لها ان تسافر يوما وليلة الا بمحرم لها وحتى في السفر لم يشرع لها الا مع ذي محرم لها الا في حالات الضرورة وتكون بصحبة نسوة آمنة وان يكون الطريق آمنا، وقد أجاز بعض أهل العلم ان تسافر المرأة وحدها اذا وجدت الصحبة الآمنة من النساء وأمنت الطريق، أما إجازة المبيت للمرأة في الفنادق فاعتبره مفسدة كبيرة.
واشار العنزي الى ان شركات الطيران التي يسافر ركابها عن طريق الترانزيت تؤمن لهم المسكن ويكون تحت مسؤولية الشركة، واذا كانت المرأة مدرسة او ممرضة او طبيبة عادة ما تؤمن وزارات الدولة السكن للنساء وهو موجود في جميع الدول الاسلامية.
واشار الى ان قانون العمل هناك يلزم رب العمل ان يوفر للمستخدم كل سبل الراحة.
واعتبر الاجازة من وزارة التجارة للنساء هي دعوة للفساد.
وقال العنزي اؤيد فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وهي دعوى حكيمة وتنظر الى بعد نظر، بالمنظور الاصلاحي وليس بالمنظور الاباحي.
باب للشر
ويرى د.بسام الشطي ان هناك حالات معينة تتطلب وجود المرأة للعيش بمفردها مثل طالبات الجامعة المغتربات، او الطبيبات، الممرضات، او المرأة التي توفي ابوها وامها وليس لها اخوان فاين تعيش؟
وتلك الحالات مختلفة في الكويت عن المملكة العربية السعودية، حيث تسمح لدينا ان يكون هناك سكن للطالبات وغيرهن وكذلك المطلقة التي تشعر انها مذمومة بين اهلها اوجدت لها الدولة السكن حتى تعيش في مأمن. وبالنسبة لوجود المرأة بمفردها في فندق فهذا سيفتح الشر على مصراعيه والبنت تمنع منعا تاما في السعودية ان تكون لها شقة.
ولكن ماذا تفعل المرأة التي ليس لها محارم هل تنام في الشارع؟ وقال د.الشطي انه لا مانع من ان يكون لها غرفة في فندق ولكن بضوابط وشروط حتى نمنع الفتنة وان كنت ارى ان وجود المسكن الخاص هو مأمن للمرأة اكثر من الحياة في فندق.
سد الذرائع
ويوافقه في الرأي الداعية احمد الكوس بقوله: لا تسكن المرأة بمفردها من باب سد الذرائع اما ان تعيش في فندق بمفردها فيفتح عليها باب دخول الشيطان وباب للمفاسد والفتنة، اما في حالة الضرورة من عدم وجود قرابة او اهل او امر طارئ فيجوز بشروط تحددها الجهة الرقابية لهذا، خاصة ان هناك عمالا وموظفين مما يخلق صعوبات اخرى وهذا سيفتح المجال على مصراعيه ان تطلب كل امرأة المبيت في فندق سواء لحاجة او لغير حاجة.
واشار الكوس الى ان خروج المرأة من بيتها بحد ذاته ولداخل بلدها فيه من المحاذير الشيء الكثير ولذا امر الله تعالى المؤمنات بالقرار داخل البيوت وعدم الخروج لغير حاجة (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) حتى السفر لأداء فريضة الحج لابد له من شروط.
وارى ان فتوى الشيخ عبدالعزيز فتوى في محلها، حيث برهنت الاحداث على عظم المفاسد المترتبة على وجود المرأة بمفردها دون محارم، حيث كثرت الفتن وعمت المحن، وقد يعرض المرأة للابتزاز من قبل ضعاف الايمان وهذا يقع تحت ظرف سفر المرأة بمفردها الذي نهى عنه الشرع، والشريعة الاسلامية مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد ومن مقاصدها الضرورية المحافظة على الانساب والاعراض.
يجوز بشرط
أما الداعية ناظم المسباح فيرى ان الافضل للمرأة ان تبيت في بيت محارمها الاقرب فالاقرب سواء زوج او اب او اخ او ابن اخ اما ان تنفرد بمفردها فلا يجوز.
والاصل هو صيانة المرأة بأن تكون مع محارمها، اما في حالة الضرورة ان وجدت ولم تجد المرأة من يأويها فلها ان تنام في مكان آمن، تأمن فيه على عرضها وشرفها ولا حرج مادام المكان آمنا سواء كان فندق او شقة او اي مكان ويوجد كثير من الفنادق يشرف عليها اناس يتقون الله ويخافون فيه على النزيلات.
والمكان الآمن هو الاصل حتى لا تكون المرأة مطمعا لمرضى القلوب، خاصة اذا كانت المرأة ليس لديها محرم يأويها فماذا تفعل؟
الصفحة في ملف ( pdf )