دارين العلي
أكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح ان النوايا وراء استجوابها «لم ترد وجه المصلحة الحقيقية للوطن، ولم ترد الإصلاح للتعليم»، بقدر ما كان الاستجواب خدمة لأغراض معينة وعرقلة لمسيرة المكاسب السياسية للمرأة لأنه جاء في «اتهامات باطلة في امور تنفيذية عادية».
كلام الصبيح جاء خلال الاحتفال الذي اقامته رئيسة معهد المرأة للتنمية والتدريب كوثر الجوعان بمناسبة تجديد الثقة بالصبيح بحضور حرم سمو ولي العهد الشيخة شريفة الجاسم وحرم وزير الخارجية الشيخة فريال الدعيج وحرم وزير الإعلام الشيخة عايدة السالم وعدد من زوجات الوزراء وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والغربي وعدد كبير من الناشطات السياسيات والاعلاميات والناشطات في الشأن الاجتماعي والأدبي والفني.
ووجهت الصبيح خالص شكرها وعظيم امتنانها وتقديرها لكل من وقف الى جانب الحق من الشعب الكويتي في تجربة الاستجواب ما شد من ازرها وكان خير العون لها بعد الله سبحانه وتعالى في تفنيد ما جاء في هذا الاستجواب من ادعاءات كانت وراءها اهداف عديدة، في مقدمتها النيل مما تحقق للمرأة الكويتية من مكسب سياسي بحصولها على كامل حقوقها السياسية بتوزيرها، وإثبات انها غير قادرة على النهوض بمسؤولية العمل السياسي، وانها ليست جديرة بالحصول على هذا الحق السياسي.
وقالت آثرت ألا أرضخ لهذا الابتزاز، لأني واثقة كل الثقة من سلامة موقفي ونزاهة مقصدي، وانني كنت على يقين من ان ما أقدمه من عمل دؤوب لا يعرف الكلل انما هو من اجل وطني الذي غمرني وغمر ابنائي بفيض عطائه وكريم فضله، وان الكويت تستحق منا ان نضحي من اجلها بأرواحنا لا بجهودنا وصادق اعمالنا فقط، وكذلك قررت ألا أنسحب، وألا أخضع لهذا الابتزاز، وعزمت على اعتلاء منصة الاستجواب لتفنيد ما جاء من اتهامات باطلة في امور تنفيذية عادية وبيان وجه الحق فيها، ولم يكن ذلك امرا صعبا وان كان امرا محزنا لأنه كشف عن نوايا لم ترد وجه المصلحة الحقيقية للوطن، ولم ترد الاصلاح للتعليم بقدر ما رأت ان يكون الاستجواب خدمة لأغراض معينة وانه عرقلة لمسيرة المكاسب السياسية للمرأة.
واعتبرت الصبيح ان الكويت عامرة بأصحاب المبادئ والقيم والشيم النبيلة من ممثلي الشعب الكويتي اعضاء المجلس ومن الكتّاب والصحافيين والاعلاميين واصحاب الفكر والاساتذة بالجامعة والهيئة والاسرة التربوية كلها بوزارتي التربية والتعليم العالي والهيئات الشعبية والاجتماعية وجميع فئات الشعب الكويتي الاصيل، مشيرة الى ان تجربة الاستجواب كانت فرصة طيبة لاستفتاء كل هؤلاء على مناصرة الحق ومساندة المرأة في شق طريقها بنجاح للنهوض بمسؤولية العمل السياسي على خير وجه، وقد كانت النتائج موفقة ومعبرة عن أصالة ابناء الكويت وعن تقديرهم لدور المرأة واقتناعهم بأنها الشريك الاساسي في صوغ الحياة الكريمة على ارض الكويت منذ نشأتها.
ورفضت ما قيل ما قيل عن عقد صفقات للتنازل عن بعض الأمور من اجل كسب التأييد من البعض، قائلة: «أقول بكل ثقة، لست انا من يتنازل أو يساوم او يفرط في الأمانة، مهما تكن الأمور، بل ربما تكون هذه هي احدى مشكلاتي مع بعض من يحاولون ان يتلمسوا مني مثل هذا التنازل، انا أعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولا ويحقق المصلحة لوطني الغالي وابنائي وبناتي واخواني واخواتي اهل الكويت. وأدعو الله تعالى ان يوفقني وأن ينير بصيرتي».
وفي سؤال للصحافيين حول المؤتمر الذي سيعقد خلال الفترة الممتدة من 17 وحتى 19 الجاري الخاص بتطوير التعليم، قالت الوزيرة الصبيح ان مؤتمرات كهذه تعتمد على التوصيات، لافتة الى قيام فرق محلية وخبراء عالميين بوضع رؤية لتطوير التعليم وننتظر الخروج بتوصيات من خلال المؤتمر والتي سنرى على اساسها توجهات المجتمع والمؤتمرين وبناء عليها سنتخذ الاجراءات، فالقضية ليست مسبقة، والمشاركون في المؤتمر يرغبون بالتطوير واللحاق بالركب العالمي للتعليم وادخال التكنولوجيا في التعليم والاهتمام بالمتعلم والتعلم الذاتي، وكلها ستبحث خلال المؤتمر.
وحول ما اذا كانت هناك امور قد طرحت في الاستجواب ولدى الوزيرة خطة للبحث بها سعيا لتجنبها وعدم الوقوع بها مجددا قالت الصبيح ان الاستجواب كان عن قضايا تنفيذية ولم يتطرق الى التعليم كتعليم، الى اهدافه او مناهجه او تقويمه او مستوى المعلمين والطلبة وهذا ما نحن نبحث فيه دائما.
بدورها اعتبرت رئيسة معهد المرأة للتنمية والتدريب كوثر الجوعان ان اللقاء ليس عاديا لأنه يحتفي بالمرأة الكويتية التي باتت تشكل عند البعض مشكلة مضنية يتلهون بمتابعة كل صغيرة وكبيرة تصدر عنها لكي تنال العقوبة دون ان نعلم ماذا فعلت المرأة لكي تنال ذلك منهم؟!
واضافت كنت اتعجب عندما اقرأ الفكر الجاهلي وكنت افخر اني من اب وام كويتية لم يفرقا بيني وبين اخي وربياني على هذه الارض واوصياني بان اعمل لاجلها حيث شربنا الدين وحب الوطن في ارحام امهاتنا وسافرنا وتعلمنا وكنا محل ثقة ابائنا حتى يخرج علينا البعض اليوم ليعلمونا دروسا نجهلها ولا نعرف من اين مصدرها؟!
وقالت: اتعجب من نظرات بعض النواب ومن يقف وراءهم تجاه كل خطوة تنموية تقدمية للكويت معتبرة اياها نظرة حسد وغيرة لأن هناك من اتى منهم من غير رصيد ولا يهمهم في الامر من تكون الكويت وكيف تكون ومن هم اهلها؟! بل ما يهمهم مصالحهم الشخصية فقط، مشيرة الى ان الاستجواب الاخير قد اعطى صورة صادقة لوضعهم بعد ان تفكك البعض عن حزمته فقال نترك لهم ان يصوتوا بما يرونه مناسبا ففعلوا ما يناسب مصالحهم الشخصية والانتخابية.
وشددت «لقد تم حسم الامر ووقفت المرأة الكويتية شامخة في عهد نتطلع فيه ان نسعى جميعا لوضع ايدينا بأيدي بعضنا البعض لأننا شركاء في التنمية بعد ان اصبحت المرأة أمرا واقعا على خريطة السياسة الكويتية، ولم يعد للصراخ والتشنج اي فائدة ويجب ألا يقدم الاستجواب لأي هفوة صدرت من رجل او امرأة من أناس لا يعرفون ما هو الاستجواب واهدافه ورسالته».
وقالت الجوعان: «فرحنا عندما نالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية وسعدنا اكثر عندما عينت اول وزيرة وهي د.معصومة المبارك ولكن هناك محاولات اغتيال للمرأة الكويتية، وانواع الاغتيال معروفة اما سياسية واما جسدية ولكن في الكويت اخترعوا اصنافا جديدة من الاغتيالات وهي اغتيال الحرية واغتيال المرأة الكويتية واغتيال التطور لأنهم يريدوننا ان نعيش في التخلف والجهل».
وعن الاحتفال قالت انه من اجل وحدة الصف فلا فرق بين شخص وآخر بل الجميع نسيج متكامل، وما ينفع البعض من ابناء الوطن يعود بالفائدة على الجميع وما يضر الفرد يضر الوطن بأكمله وبالتالي فعلى الجميع ان يقف من اجل مصلحة هذا البلد.
ولفتت الى ان هناك بعض النواب قد شوهوا التشريع وبنوا لانفسهم تشريعا جديدا ونسوا ما بناه الآباء والاجداد في هذا الصدد.
وقالت ان ما حققه الشعب الكويتي في استجواب 8 يناير هو انتصار للجميع وليس للمرأة الكويتية فقط حيث اظهر الشعب الكويتي وحدة متلاحمة جسد فيها موقفه الرافض لأي فكر تخلفي، ودعت لأن يضع الجميع اولويات الوطن نصب أعينهم لأن الكويت الحبيبة تحيط بها اخطار كبيرة والعدو الداخلي اكبر من عدو الخارج.
وعبرت الجوعان عن حزنها لغياب د.معصومة المبارك عن الساحة الحكومية منتقدة الدور السلبي للجمعيات النسائية والنفع العام وكل الحركات والتيارات التي لم تحرك ساكنا لدعم د.المبارك والوزيرة الصبيح، ولم تقف المرأة من خلال الجمعيات النسائية لدعمهما بل باركت فيما بعد للصبيح بينما كانت هذه الجمعيات تتفرج في البداية وهي جمعيات حكومية تطوعية تنفق عليها الدولة، والغرض من انشائها تعزيز ادوار المرأة وليست مكانا للتجمع الشخصي والسياسي لفئة دون اخرى، متسائلة عن دور هذه الجمعيات في تعزيز ادوار المرأة القيادية واوضحت ان ما تقوم به هو فقط جلب الخبراء من الخارج لتدريب المرأة الكويتية التي اثبتت قوتها في استجواب 8 يناير وبينت انها ليست بحاجة الى تدريب وتعليم.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )