من البداية كان الرجل واثقا مما يقول، يتذكر المواقف التي مر بها فيبتسم ويواصل الحديث ويمضي إلى حيث السبيل، يقف عند كل مرحلة من مراحل حياته فينتقي لك أجمل الأحداث وأحلى الذكريات ويسردها لك بطريقة رائعة كأنها عقد متناسق الحبات.
حدثني عن أيام قضاها في السهد والمعاناة والتفكير وأيام قضاها في الرغد والنعيم فكانت حياته مزيجا من التعب والراحة، كان النجاح الباهر من وراء هذا المزيج الذي ربما يكون هو سر الخلطة كما يقول البعض ولأنه ارتشف من كأس المعاناة كان لابد أن يرتشف رشفة أخرى من كأس العذوبة والصفاء لينسى بعدها كل أوجاع الحياة متنعمـا بما حققه.
في فنجاني الزجاجي وضعت قطعة السكر وأخذت أحركها حتى تذوب فعرفت من ذلك أن كل إنسان بلا استثناء بإمكانه أن يبدع وينجز مثله مثل الآخرين إذا أراد هو أن يعمل ويحرك ما بداخله من طاقات كامنة، نعود إلى قطعة السكر فقد ذابت وأعطت طعمـا رائعـا ومذاقـا جميلا وبعد ان ارتشفت رشفة من ذاك الفنجان كان لزامـا علي ان استأنف الحوار من جديد.
ضيفي هذه المرة وزير سابق ومعلم حتى هذه اللحظة وانسان يحب التحدي ويعشق الصعاب نجح في أصعب الظروف وأحنكها على الإطلاق عندما استطاع أن يشارك ضمن الفريق الخاص بإطفاء حرائق الآبار ويحقق إنجازا لايزال التاريخ يذكره حتى هذه اللحظة ولا تزال الأجيال تصفق له وليس هذا فقط ما يميزه فلديه الكثير من الإنجازات بعضها في وزارة النفط وبعضها الآخر في جامعة الكويت ويعادل ذلك كله إنجازه في المشروع الوطني لاستنهاض الهمم ومحصلة كل هذه الإنجازات شخصية محبوبة متفاعلة متميزة بما لديها من أفكار وآراء، إنه د.رشيد العميري.
التقيته لأول مرة قبل ثلاث سنوات وكان الهدف من اللقاء التعرف على مشروع همم وخرجت من ذاك اللقاء وفي ذهني أنه لن يرى النور وأنه أشبه ما يكون بالمستحيل ثم عدت بعد هذا السنوات الطويلة لأبارك هذا النجاح وأسلط عليه الضوء وأكتب عنه بقلمي لعل هذا يكون اعتذار عما كان يدور في ذهني ولأن هذا الذي كنت أظنه مستحيلا تحقق فلا شك في أن خلف هذا المستحيل رجل ناجح استطاع أن يفعل مالم يفعله الآخرون.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )