أسامة أبوالسعود
افتتح رئيس مجلس الامة بالانابة د.محمد البصيري اعمال اللقاء الاول للاتحاد الاسلامي العالمي للمعلمين والذي عقد تحت رعايته بفندق كورت يارد قاعة الراية صباح امس بحضور نخبة من مسؤولي وزارة التربية ورجال الدعوة والعمل الاسلامي وجمع من الاعلاميين والمهتمين بالشأن الدعوي.
وقال د.البصيري، في كلمة القاها بهذه المناسبة: ابارك للاخوة المعلمين والمعلمات انطلاقة اللقاء التأسيسي للاتحاد الاسلامي العالمي للمعلمين، متمنيا لهم التوفيق والسداد لانشاء هذا الاتحاد، حيث يعتبر الاعداد المهني للمعلم ركيزة اساسية في حياة الشعوب، كما يعد الانسان محور اهتمام التربية، وذلك من حيث اعداده وتنمية مختلف جوانب شخصيته عقليا واخلاقيا وبدنيا ونفسيا، كما تسعى التربية جاهدة الى ترقية الانسان وتطويره عن طريق اكسابه المعلومات والخبرات والمهارات اللازمة، والانسان وكما هو معروف في الاسلام ميزه الله بكثير من الخصائص عن سائر المخلوقات، وقد اشارت الى ذلك آيات قرآنية كثيرة في القرآن الكريم توضح اهمية الانسان، قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر).
ويجدر بنا ان نقول ان هذه الآيات الكريمة تشير بدلالة واضحة للمكانة التي نالها الانسان، فهو مكرم في الدنيا والآخر بتحقيق منهج الله في حياته.
وتابع د.البصيري قائلا: لم تقتصر مكانة الانسان عند الله عز وجل بتميزه عن الكائنات الاخرى بتكريمه وتفضيله عليها وتسخيرها له، انما حمله المسؤولية والامانة، اذ قال تعالى (أيحسب الانسان ان يترك سدى)، وقد حدد الاسلام صورة الانسان المسلم مستزيدا في المعرفة طالبا للعلم راغبا، ولا يتحقق هذا على الوجه الامثل الا باعداد المعلم لهذه المهمة البالغة الخطورة في حياة الشعوب ومستقبلها من جهة ومن جهة اخرى بترسيخ هذه المسؤولية في اعماق ضميره كي يؤدي واجباته نحو البنية الناشئة على امثل وجه ويعمل دائما على الاستزادة من العلم والمعرفة وتنشئتها كأساس صلب لتكوين اجيال طموحة لا تشبع من النهل من ينابيع هذا العلم الزاخر العطاء وثمراته التي هي عماد خدمة الوطن وصلاح ابنائه. واضاف: اننا نحن البرلمانيين لمدركون لرسالة التربية والتعليم التي تستمد اخلاقياتها من هدي الشريعة الاسلامية التي تنطلق منها مبادئ حضارتنا ونعمل في البرلمان برؤية واضحة وهدف سام نريد خير المعلمين جميعا، فأنتم منوط بكم الاهتمام بفلذات الاكباد الذين يعول عليهم بعد الله عز وجل في المستقبل القريب لبناء هذا الوطن الغالي، لذا فإنه يجب علينا ان نحافظ على هذه الأمانة بكل ما نستطيع من قوة، وستجدون كل الدعم والعون من اخوانكم البرلمانيين لدعم العملية التعليمية والتربوية وتطوير المعلم.
وختم البصيري كلمته بالقول: وفي الختام أتمنى ان يحظى التعليم بقدر وافر من المناقشات والرؤى المستقبلية باعتباره مكونا اساسيا في بناء مشروع النهضة وباعتباره المشروع الأساسي للانتقال من الوضع القائم الى الوضع المقبل ولملاحقة التطورات والتغيرات المتسارعة محليا واسلاميا وعالميا، لما للتربية من قوة قادرة على احداث التغيير وتوجيهه اقتصاديا وسياسيا، فالعالم المتقدم اليوم هو المتفوق علميا،.
والقى رئيس جمعية المعلمين الكويتية عبدالله الكندري كلمة قال فيها: كانت فكرة هذا اللقاء تراودنا منذ سنوات عدة كنا نلتقي فيها في تجمعات عربية وعالمية واقليمية، وكنا نستشعر أهمية اللقاء الإسلامي لمنظمات المعلمين في العالم الاسلامي الكبير، ومن ثم تحولت الفكرة الى حوار، وبعدها عزم على التنفيذ وتم الاتفاق على ان تحتضن الكويت اللقاء الأول وها هو الحلم يتحقق على ارض الواقع، فلا صعب ان وجدت النيات الصادقة والعزائم القوية.
أهمية التعليم
وتابع الكندري: ان شعورنا بأهمية التعليم وضرورة تفعيله وجعله على سلم أولويات الدول حيث لا تقدم ولا ازدهار ولا نهضة الا من خلال التعليم جعل هدفنا الاول هو الارتقاء بالعملية التعليمية والمعلمين والالتفات الى قضايانا الملحة في عالم مزدحم سريع الايقاع. وأملنا كبير في نجاح هذا الملتقى وتحقيق اهدافه التي عقد من اجلها والخروج بالنتائج المرجوة وان نحقق مجتمعين الحلم الذي راودنا بظهور هذا الاتحاد الى عالم الواقع.
وختم الكندري كلمته قائلا: لا يسعني في ختام كلمتي الا ان ارحب بكم جميعا شاكرا تجاوبكم مع هذه الدعوة الكريمة والشكر موصول للدكتور محمد البصيري نائب رئيس مجلس الأمة والذي تكرم برعاية هذا الملتقى سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد لما فيه خير امتنا الاسلامية التي تمر بأصعب مراحلها التاريخية وهي بحاجة لمثل هذه الجهود لنهوضها وعودتها الى الصدارة.
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية العليا للقاء التأسيسي للاتحاد الاسلامي العالمي للمعلمين د.غازي العنزي: من وحي ما جاء في كتابنا الكريم، وسنة نبينا ژ، ندرك مدى عظمة هذا الدين في دعوته الى التآخي والوحدة والتضامن، ونلمس معنى الفرقة والشتات والتشرذم، والى بيان مدى حاجتنا الى الوحدة بصفتها ركيزة اساسية من ركائز الاسلام، متى قامت على قاعدة صلبة، وايمان راسخ، وارادة قوية.
ولسنا بحاجة أيها الاخوة الأفاضل الى الحديث عن ذلك الشعور البائس والمحزن الذي نعيشه في ظل ما تعانيه أمتنا الاسلامية من انقسامات وخلافات وتشتت في شتى المجالات، بما فيها ميادين الفكر والثقافة والتعليم.
وأردف العنزي: لا شك في ان التصدي لهذا الواقع المرير لحال أمتنا الاسلامية بات مسألة حتمية على مختلف الأصعدة والمستويات والمحافل، وبات معنيا بشعوب امتنا الاسلامية بكاملها، وبجميع مؤسساتها وهيئاتها وشرائحها، ويأتي المعلمون اصحاب اعظم رسالة شبهت برسالة الانبياء، على رأس هذه الشرائح لدورهم البالغ والمؤثر في تربية وتعليم وتثقيف النشء، وفي ترسيخ معاني الوحدة والتآخي والتسامح والتلاحم في نفوس الأجيال، ووفق ما جاء في تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وشريعته السمحاء.
وتابع العنزي قائلا: من هذا المنطلق النبيل جاء هذا اللقاء المهم، وهذا التجمع الطيب، بغرض تأسيس اتحاد اسلامي عالمي للمعلمين، له من الأهداف ما يدفع ببناء علاقات وطيدة بين جمعيات ونقابات واتحادات المعلمين الاسلامية، ويكون نموذجا لترسيخ معاني التقارب المهني والنقابي بين المعلمين، ولمواجهة المشكلات والتحديات، ويساهم في بناء علاقات تضامن وتعاون بين المنظمات والمؤسسات النقابية، وفي تجميع وتوجيه الجهود، بالاضافة الى ان يكون نواة لملتقى يجمع ويوحد صفوف المعلمين، ويساهم في دعم قضاياهم وحقوقهم والارتقاء بشأنهم، ويعمل على توحيد الرؤى والمسارات التربوية، وفي دعم وتعزيز الحريات المهنية.
معان ودلالات
وشدد على القول ان للقائنا هذا الكثير والكثير من المعاني والدلالات التي نطمح اليها جميعا في تعزيز وحدتنا وتلاحمنا كمعلمين مسلمين، وان مشاركتكم الجادة من شأنها ان تساهم في بلورة موقف تربوي مهني نقابي موحد وفق اطار اسلامي غايته تأسيس الاتحاد الاسلامي العالمي للمعلمين، وتفعيل دور المعلمين في تهيئة المناخ الملائم لتحقيق الآمال والطموحات المنشودة.
والقى د.المعتصم عبدالرحمن من السودان كلمة الضيوف وأشاد خلالها بدور الكويت في دعم العمل الاسلامي في العالم.
كما عقد لقاء مفتوح مع النائب د.ناصر الصانع تحدث خلاله عن ضرورة بذل الجهود الممكنة لخدمة العمل الاسلامي بدعوى من خلال الاتحادات الاسلامية المختلفة وكل موقع.
الصفحة في ملف ( pdf )