فرج ناصر
أوضح رئيس مهندسي الهندسة الصحية بوزارة الاشغال العامة محمود كرم انه تم عمل دراسات حقلية على المياه المعالجة ثلاثيا وكانت نظم هذه الدراسة تشمل متخصصين من وزارة الاشغال العامة والهيئة العامة لشؤون البيئة، ووزارة الصحة العامة، والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية.
وأضاف في حديث خاص مع «الأنباء» ثم بدأت الدراسة في اغسطس 1997 وتم اختيار البيت المحمي رقم 2 بالهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بمنطقة الرابية، حيث قسم البيت المحمي الى قسمين احدهما يروى بمياه عذبة والآخر بمياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا، على ان تزرع فيه مختلف انواع الخضراوات والثمريات تبعا لموسم زراعتها وقد روعي ان تكون جميع الظروف المحيطة بالنباتات واحدة من حيث نوع البذور والسماد وكمية مياه الري وقد اتبع نظام الري بالتنقيط.
واستطرد تبين لنا من المرحلة الاولى من الدراسة، وبعد دراسة التحاليل المخبرية للمياه والتربة والخضراوات المزروعة بالبيت المحمي ما يلي: كمية الطماطم المسقاة بمياه معالجة ثلاثيا اكثر من كمية الطماطم المسقاة بمياه الشرب، اضافة الى امكانية استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا في ري المزروعات ولكن باستخدام الري بالتنقيط، كما يمكن زراعة الخضراوات الثمرية، وفي حالة زراعة الدرنيات والجزريات يجب ألا تؤكل نيئة الا بعد غسلها وتعقيمها مع ضرورة تنظيف خزانات المياه المعالجة بصورة دورية مع حقن الخزان بالكلور للتعقيم الى جانب الاستمرار في التحليل المخبري للتأكد من نوعية المياه ونسبة مكوناتها، وتبين من التجربة السابقة ان استخدام المياه المعالجة ثلاثيا له فائدة كبيرة في تحسين المحصولات الزراعية بشتى انواعها اذا ما تم الري بطريقة سليمة وآمنة.
وأوضح ان المياه المعالجة نوعان، ثلاثية ورباعية واستخدامات الرباعية في شتى المجالات دون اي محاذير او اشتراطات لأنها بجودة المياه العذبة اما استخدامات المياه المعالجة ثلاثيا فمنها: استخدامها في الصناعة للتبريد، وحقنها في المياه الجوفية او تخزينها في الطبقات الصخرية، استخدامها في مزارع الاسماك، استخدامها في الاغراض الزراعية والزراعة التجميلية.
وعن استخدام المياه المعالجة ثلاثيا بالكويت قال ان المياه المعالجة ثلاثيا تستخدم للزراعة التجميلية وانتاج اعلاف الحيوانات، ولا تستخدم في ري المزروعات التي تؤكل، حرصا على الصحة العامة على الرغم من ان مواصفات المياه المعالجة ثلاثيا بالكويت تقع في الحدود المسموح بها عالميا لاستخدامها في ري المزروعات التي تؤكل وغيرها، وتلعب المياه المعالجة دورا مهما كمورد للمياه وبديل للمياه العذبة في الري.
وفي الكويت جار استخدام المياه المعالجة ثلاثيا في ري المزروعات مثل اعلاف الماشية ونباتات الزينة والاشجار الحرجية، وقد اوصت منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام المياه المعالجة الا اذا مرت بمراحل المعالجة البيولوجية والتعقيم وعلى ألا يتعدى عدد مستعمرات البكتيريا القولونية في 80% من العينات التي تفحص (100 مستعمرة/ 100 ملليليتر) وفي الكويت يلاحظ ان عدد مستعمرات البكتيريا القولونية في المياه المعالجة ثلاثيا يقل كثيرا عن هذا المعدل، بل يكاد ينعدم احيانا.
وعن القيمة الزراعية لمياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا قال كرم: ان استخدام المياه المعالجة ثلاثيا في الري يمد النباتات بالماء والغذاء اللازم، بالاضافة الى انها تخفف الحمل على استهلاك المياه العذبة. وتتميز المياه المعالجة عن غيرها من مصادر المياه بأهميتها للري، حيث تحتوي على مواد عضوية لازمة لنمو النباتات مثل مركبات النيتروجين والفوسفات، وتتراوح نسبة النيتروجين في المياه الخام بين 20 - 100 ملجم/لتر وفي المياه المعالجة ثنائيا من 10 - 40 ملجم/لتر ومعدل النيتروجين في المياه المعالجة ثلاثيا بالكويت يعادل 10 ملجم/ لتر، وهي كمية مناسبة للاستخدامات الزراعية، ويتواجد النيتروجين في المياه المعالجة على صورة مركبات مختزلة، فتمثل الامونيا نسبة تصل الى 80% كما توجد على شكل مركبات نيتروجينية عضوية تتراوح من 10 - 20%، اما الفوسفات فيوجد على شكل مركبات فوسفاتية عضوية وغير عضوية مكثفة ومركبات الاورثوفوسفات، وتتراوح كمية الفوسفات في المياه المعالجة ثلاثيا من 10 - 20، وفي الكويت كمية الفوسفات في المياه المعالجة تقل عن 20 ملجم/لتر في معدلها.
واضاف ان النيتروجين والفوسفات يعتبران مواد غذائية لازمة لنمو النبات، وهي تضاف على شكل اسمدة عضوية وكيميائية ليساعد في نمو النباتات، اما في حالة استخدام المياه المعالجة في الري، فإنه يمكن توفير تكلفة اضافة الاسمدة النيتروجينية والفوسفاتية الى التربة لاحتواء المياه المعالجة على المواد الغذائية اللازمة لنمو النباتات، هذا بالاضافة الى املاح اخرى مثل البوتاسيوم وبعض العناصر النزرة مثل الحديد، المنجنيز، النحاس والبورون وغيرها.
واكد عملية الكلور ضرورية لتعقيم وتقليل المخاطر الصحية، حيث ان اضافة الكلور بنسبة معينة والتي تتم وفقا لعمليات الرصد تؤدي الى تقليل اعداد البكتيريا والطحالب، وهذا بالاضافة الى السيطرة على الروائح الكريهة التي في حالة تخزين المياه المعالجة لفترة طويلة، وللسيطرة على الميكروبات ينصح بأن يتراوح تركيز الكلور الحر المتبقي من 1 - 2 ملجم/لتر.
وعن المعوقات أمام استخدام مياه الصرف الصحي قال كرم انها تشمل عدم وجود شبكة متكاملة للاستفادة من المياه المعالجة مما حدا بالوزارة لانشاء خطوط نقل جديدة في مشاريعها الحالية، وقد تم الانتهاء من المرحلة a وجار العمل بالمرحلة b ومخطط مستقبلي للعمل في المرحلة c وd.
اضافة الى عدم وجود توعية عن ماهية هذه المياه ونوعيتها وكيفية الاستفادة منها، وتقوم الوزارة حاليا بتوعية المزارعين بهذا الشأن لتقليل الهدر في استهلاك هذه المياه بالنسبة للجانب الديني فالمياه الرباعية بفتوى من الاوقاف طاهرة ويبقى الجانب النفسي، كما لابد من التنبه الى الجانب الديني والنفسي لاعادة استخدام هذه المياه، سوء استخدام شبكة الصرف من قبل بعض المواطنين، فالاساءة الى منظومة الصرف الصحي والشبكة العامة برمي المخلفات في مناهيل الصرف ستؤدي الى انسدادها، وان رمي مخلفات الزيوت والشحوم من بعض الورش الى هذه الشبكة يؤثر سلبا على جودة المياه المعالجة.
وخلص كرم الى ضرورة الاتجاه الى استغلال المياه المعالجة بشكل عام (رباعي - ثلاثي) مطلب وطني واستراتيجي للكويت، وذلك لشح المياه فيها، ولتخفيف الضغط الناجم عن استهلاك المياه العذبة وقليلة الملوحة.
واكد ان معالجة مياه الصرف الصحي هي ضرورة بيئية سواء استغلت هذه المياه المعالجة في مجال الزراعة وخلافه أم لم تستغل.
كما ان المعالجة الثلاثية هي مرحلة متقدمة ولها فائدة بيئية، ويمكن استخدامها في اغراض الري والزراعة وغيرها من الاستخدامات الاخرى ذات الصلة. واوضح ان كمية المياه المعالجة ثلاثيا الحالية تقدر بنحو 47 مليون م3 يوميا، وكمية المياه المعالجة رباعيا تقدر بـ 45 مليون م3 غالون امبراطوري، أي تبلغ كمية المياه المعالجة ثلاثيا ورباعيا نحو 90 مليون غالون امبراطوري يوميا.
تقرير خاص في ملف ( pdf )