دارين العلي
اقام محبو الرئيس الشهيد رفيق الحريري من الجالية اللبنانية في البلاد حفلا تأبينيا بمناسبة مرور 3 أعوام على استشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بحضور القائم بالأعمال اللبناني القنصل غسان عبدالخالق وحضور الحاج حسان حوحو والنائب د.عمار حوري وذلك في قاعة الشيخة سلوى الصباح بحضور وزير المالية السابق بدر الحميضي، وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم تم عرض فيلم وثائقي قصير عن حياة الراحل ثم القى الشاعر الاماراتي عبدالرضا حبيب قصيدة مجد فيها اعمال الراحل، واستذكر مآثره، ثم القى القائم بأعمال السفارة اللبنانية القنصل غسان عبدالخالق كلمة قال فيها: «في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، لن نلعن الظلام، بل سنشعل شمعة، عندما يغيب الموت شهداء الوطن فانهم يغيبون عن العين ويسكنون القلب، الشهيد الرئيس سكن ذاكرة الوطن، والعين مازالت تراه، تراه في وجوه المئات من الطلاب وحملة الشهادات، تراه في الصروح العمرانية والانمائية، تراه في مكانة لبنان اقليميا وتميزه عربيا وسمعته دوليا».
واضاف: عندما اطل الرئيس الشهيد على لبنان بعد الطائف لم يكن حضوره من فراغ، سعى بصمت وبدافع الحب والولاء لوطنه لبنان ليستبدل الآهات بأناشيد تلاميذ المدارس ويستبدل فوهات البنادق والمدافع بأبراج المصانع.
وزاد ان الراحل اقبل حاملا هم لبنان واللبنانيين على كتفيه، فمسح عن جباههم غبار المعارك، وبلسم جراحهم النازفة، ورعى الوفاق الوطني، عزز الاقتصاد، عمم الفرح وكرس السلم الاهلي، لم يتعب ولم يشك ولم يتردد، اقبل بابتسامة عريضة وطموحه اللامحدود ليزرع الامل في نفوس المحبَطين، وجعل من لبنان البلد، حيث الجدار يلاصق الجدار والذي يرعى حرمة الجار ويحتضن نازح الدار، هذا هو رفيق الحريري الذي نذكره اليوم، المناضل العربي في شبابه، صاحب الحلم والعزم في جميع مراحل حياته، الذي لم يصم اذنيه عمن يناديه كل يوم خمس مرات «حي على الفلاح».
وقال عبدالخالق: لقد كان رجل الدولة الاقرب الى الناس، وكان من الناس الذين يستحقون لقب رجل الدولة، واليوم اكثر مما مضى نفتقد رفيق الحريري، نسترجع مواقفه ومبادئه، ونستذكر سعة صدره للاختلاف وتغليبه الحوار على الشجار، وعدم الخشية من العوائق في سبيل دعم وتكريس وتعزيز السلم الاهلي، نستلهم من هذه السجايا لنعبر بلبنان الى المكانة التي رسمها الرئيس الشهيد لوطنه في خياله، وسعى لجعلها حقيقة واقعة، وترك لنا الكثير من الادلة لنكمل ما بدأه، ومن اجل هذا كله وفي الذكرى الثالثة لرحيل شهيد الوطن رفيق الحريري لن نلعن الظلام، بل سنشعل شمعة.
ثم تحدث النائب د.عمار حوري ممثلا رئيس كتلة المستقبل النائب سعد رفيق الحريري فقال: اسمحوا لي بداية ان احمل اليكم من كل لبنان، من شمال العزة والشهامة، من جنوب الصمود والبطولة، من جبل الشموخ والصلابة، من بقاع الخير والعطاء، ومن عاصمته عاصمة الوطن والمستقبل بيروت، تحية محبة وتقدير من رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد رفيق الحريري، اليكم انتم في الكويت الشقيق، كويتيون ولبنانون، كويتيون فنحن نتشابه في الاصرار على ارادة الحياة الكريمة الحرة، وفي العيش في وطن حر سيد مستقل، ولبنانيون في الكويت سواء من القوى السياسية اللبنانية في المقلب الآخر والذين قد نختلف معكم في بعض التفاصيل لكنه ممنوع علينا وعليكم ان نختلف في القضايا الوطنية العريضة، واليكم يا حلفاءنا الاوفياء في قوى 14 مارس والذين عمدنا تحالفنا بالدم، عهدا ووعدا، واليكم انتم يا اهلنا يا اهل البيت في تيار المستقبل تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
واضاف: في ذكرى 14 فبراير الثالثة، ذكرى جريمة العصر، جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، جئنا لنؤكد معا الثبات على الحق، ولنؤكد مرة اخرى العهد والوعد والسير معا على نهج رفيق الحريري، نهج الاعتدال دون خوف، والاقدام دون تهور، والطموح الواثق دون حدود، نهج الكبار المتعالين الذين يرفضون مجاراة الصغار في اساليبهم، نهج اتفاق الطائف بما يعنيه من نهائية لبنان ككيان لجميع ابنائه، وما يعنيه من عروبة واثقة بنفسها وناسها وامتها وبكل المبادئ السامية والنبيلة، وما يعنيه ايضا من ايمان بالعيش المشترك، والوحدة الوطنية، والنظام الديموقراطي، والحريات في اطار القانون، وصولا الى نهوض حضاري يسعى اليه كل مؤمن بمستقبل لبنان.
واستطرد في كلمة فقال: جئناكم اليوم في الكويت هذا البلد العربي الشقيق الوفي، من سيدة العواصم ست الدنيا بيروت، محملين بتحيات حبيبكم سعد رفيق الحريري في ذكرى اشرف الرؤساء رفيق الحريري. لنتذكر معا، ونستخلص العبرة معا، لا لنتحدى الغير، ولكن لنتحدى انفسنا اولا، في ضبط النفس على ما يفترون، فبماذا بادلوه في حياته، بادلوه بعدم ترشيحه في اي مرة لرئاسة الحكومة، ولم يمنحوه الثقة في اي حكومة من الحكومات التي شكلها، وتحالفوا في الانتخابات النيابية مع القوائم المنافسة، واصروا خلال حياته على حملات تشهيرية عنيفة على شخصه وعلى برامجه وانجازاته وتياره في كل الوسائل المتاحة. ثم ألقى باهر الخطيب كلمة بالنيابة عن محبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال فيها: عندما بدأت في كتابة هذه الكلمة، لم اعلم من اين ابدأ، او كيف انصف الرئيس الشهيد بكلمات صغار او بصفحات قلائل امام كبير اعماله وعظيم انجازاته التي قدمها لبلده لبنان، ولكل الوطن العربي دون استثناء، كيف لا وهو الرئيس الوحيد الذي جاء بتصور كامل لبناء لبنان بعد الحرب الاهلية وقام بتنفيذه؟ كيف لا وهو الرجل غير كل الرجال، والرئيس غير كل الرؤساء، فهل تستغربون، وهل رأى احدكم رئيسا في تاريخ لبنان اعطى لبلده اكثر من الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ في تعليم عشرات الآلاف من اللبنانيين؟ في اعادة اعمار البلد؟ في بناء صورة لبنان المسالم الحديث امام العالم؟ في مساعدة الفقراء والمحتاجين؟ في بناء المساجد والكنائس؟ في بناء المدارس والجامعات؟
وزاد بأن: الجواب طبعا لا، لا يوجد من ارتقى الى شخصية الرجل الرئيس، الذي آمن بالله فأحبه الله، وآمن بوطنه فتفانى في خدمته وبذل الوقت والجهد والمال في سبيل نهضته الكاملة، حتى بذل دماءه الزكية فداء لبلده واهل بلده الذين لم ينسوه ابدا. فنحن لن ننساك وانت الذي زرعت الامل بمستقبل واعد، كيف ننساك وانت الذي عملت على انهاء الحرب الاهلية الاليمة، فكنت عراب الطائف، وجعلت لبنان بلد المؤسسات يقوم على المناصفة العادلة بين ابنائه المسلمين والمسيحيين، وجعلته بلد التعايش لتكون العدالة وتكون المساواة؟ كيف ننساك وانت الذي علمت عشرات الآلاف من اللبنانيين في افضل جامعات العالم؟ واستطرد قائلا كيف ننساك ايها الرئيس وانت الذي بنيت لبنان الحديث فكان المطار، وكانت العاصمة بيروت، وكانت الجسور والانفاق والطرقات الحديثة، كيف ننساك يا معمر الكنائس والمساجد؟ ويا باني المدارس والجامعات، ويا باني المستوصفات والمستشفيات؟ كيف ننساك وانت الذي اعدت المغتربين الى لبنان بعد ان ابعدهم الآخرون؟ كيف ننساك يا صديق العلم والعمران، ويا صديق الشباب والفن والسياحة؟ كيف ننساك يا صديق الاقتصاد والازدهار؟ كيف ننساك يا صديق المسيحيين قبل المسلمين، كيف ننساك يا حاضن المقاومة ضد العدوان، كيف ننساك يا حاضن الجرحى واسر الشهداء والمساكين؟ كيف ننساك وانت لم تترك تفصيلا لخدمة لبنان واللبنانيين إلا وعملت على تحقيقه وجعله واقعا نعيشه كل يوم.
الصفحة في ملف ( pdf )