بشرى الزين
حضارة وتاريخ مملكة البحرين رسمت تفاصيلهما صباح امس في مقر اقامة السفير البحريني خليفة بن حمد آل خليفة بحضور الشيخة هيا بنت علي آل خليفة والشيخة هيا بنت ابراهيم آل خليفة حرم السفير البحريني في لقاء جمع زوجات السفراء واعضاء السلك الديبلوماسي ضمن انشطة النادي الديبلوماسي، حيث حضرته الرئيسة الفخرية الشيخة فريال الدعيج الصباح والرئيسة الفعلية الشيخة هنوف البدر الصباح.
ولعل ما يلفت النظر عند دخولك مقر اقامة السفير الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة تلك اللوحات التي تؤطر صور امراء الكويت وامراء وملوك البحرين التي تزين جدران المكان لتؤكد لزائره عمق الروابط العائلية والاخوية التي تجمع حكام وشعبي البلدين الشقيقين.
رحلة في تاريخ وحضارة البحرين بدأت ملامحها بطقوس الترحيب والضيافة التي ابدتها الشيخة هيا آل خليفة حرم السفير البحريني التي آثرت ان تحيي كل ضيفة على حدة، وتقدم لها القهوة العربية والحلويات البحرينية، والدراعات التقليدية لمن ارادت ان تلتقط صورة وهي ترتدي اللباس البحريني الاصيل الذائع الصيت.
الشيخة هيا بنت علي آل خليفة اخذت الحاضرات في رحلة عبر فيلم وثائقي سردت فيه تاريخ بلادها القديم الذي تأسس على ضفاف الخليج لتكون بلاد اللؤلؤ دانة على شاطئه فتجذب حضارات تعاقبت فوق ارضها التي اصبحت توصف بأرض الحياة.
واضافت الشيخة هيا في كلمتها ان معاني هذه الحياة تظهر في خصوصيات الشعب البحريني الذي يسعى الى الجمال اينما كان، في بيئته وعاداته ويحقق النجاحات في اي حقل يقتحمه ويتجاوز الصعوبات ليسهل توفير حياة افضل واجمل.
وذكرت ان وثائق الغوص في البحرين تحكي تاريخ الرجل البحريني الذي غاص في اعماق الخليج لاستخراج اللؤلؤ ويصنع منه حلية جميلة تتزين بها المرأة البحرينية وباقي نساء العالم، وارتبط رجالها بتجارتهم البحرية بعلاقات مع دول كثيرة وجلبوا الى ارضهم ما تحتاجه من بضائع نظير اللؤلؤ.
الشيخة هيا التي تهتم بمجال التراث والآثار وأسست ادارة متحف البحرين، اوضحت ان موقع بلادها الاستراتيجي استقطب حضارات من بينها الحضارة الدلمونية التي شهدت العصرين الحجري والبرونزي والعلاقات التجارية التي ربطتها بالحضارة الهندية وباقي مناطق الخليج العربي وبلاد الفرس مرورا بالصراعات التي عرفتها مع الاكاديين والبابليين الى ان جاء الاسلام فكانت البحرين اول ارض تستقبل الدين الاسلامي وتقوم بدور كبير في هذه الفترة، فعلت المآذن والصوامع مساجدها لتلتقي مع ابراجها وقلاعها التي تظهر من مياه بحرها جمالا حقيقيا.
كما رصدت التطور السياسي الذي شهدته البحرين والذي كرسه امراؤها منذ العام 1783 الى حين اعتلاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة سدة الحكم في العام 1999 فقام بإصلاحات اجتماعية واقتصادية تجسدت في الميثاق الوطني ومجلس الشورى والبرلمان وتوقيع اتفاقية التجارة العالمية، مشيرة الى مناخ الاستقرار الذي تتمتع به المملكة في عهده ومظاهر الديموقراطية والشفافية التي يعيشها المواطن البحريني.
ومن جانبها اعربت الشيخة فريال الدعيج حرم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية عن شكرها العميق للعرض الذي قدمته الشيخة هيا بنت علي آل خليفة.
وذكرت ان الشيخة هيا تعد من القيادات النسائية البحرينية والخليجية التي نفخر بها، ونقدر مشاركتها في انشطة النادي الديبلوماسي من خلال تقديمها صورة مشرقة عن الدور الذي تقوم به المرأة البحرينية، مؤكدة ان هذه المشاركة تدل على وشائج القربى والاخوة التي تجمع ابناء العمومة في البلدين الشقيقين القريبين اخويا وجغرافيا.
كما عبرت الشيخة فريال الدعيج عن فخرها بتزايد العضوات المنتسبات الى النادي الديبلوماسي، مشيرة الى عدد الحاضرات الكبير في انشطته المستمرة، معربة عن شكرها للدور الفعال الذي تضطلع به الرئيسة الفعلية للنادي الشيخة هنوف البدر في تشجيع واستمرار انشطته.
الصفحة في ملف ( pdf )