أمير زكي
اجمع المشاركون في ورشة العمل التي اقامتها لجنة النقل والمرور في جمعية المهندسين الكويتية مساء اول من امس على ضرورة انشاء هيئة عامة للنقل في البلاد تعنى بمعالجة قضايا النقل والمرور، والقيام بالمعالجة الآنية للحد من تفاقم الازدحامات المرورية خلال الفترة الحالية من خلال الحلول الآنية، ووضع استراتيجية عمل حالية ومستقبلية لمعالجة هذه الازدحامات بشكل كامل لتواكب النمو الذي ستشهده البلاد مستقبلا.
كما اتفق المشاركون على ضرورة توحيد الجهود وتكاملها في ظل توافر الحلول الفنية والهندسية والاستفادة من الامكانيات المالية المتاحة والطاقات البشرية من الكوادر الوطنية التي اثبتت غير مرة قدرتها على مواجهة هذه المشكلة، داعين الى نبذ الخلافات بين جميع الاطراف المعنية بقضايا النقل والمرور في تلميحات واتهامات متبادلة بالتقصير وعدم التنسيق بين هذه الاطراف.
وكان رئيس جمعية المهندسين الكويتية المهندس طلال القحطاني افتتح الندوة مشيرا الى ان جمعية المهندسية تعد لاقامة مؤتمر عالمي وطني للمرور، وشدد القحطاني على حيادية تعامل الجمعية مع جميع الجهات المعنية بالقضية المرورية والنقل، مؤكدا وجود حلول علمية ومهنية لهذه المشكلة وبشكل جذري، كما اثنى على جهود وتعامل رجال المرور مع القضية لانهم من الجهة التي تتواصل بشكل مباشر مع الجمهور رغم وجود اطراف اكثر اتصالا بشكل فني بالموضوع كبلدية الكويت والاشغال والنقل العام الا ان رجال المرور هم من يتصدون لهذا الامر.
وحذر القحطاني من كارثة قادمة في حال الاستمرار في الحلول الترقيعية والمرحلية، مطالبا الجميع بالتفاعل لمعالجة القضية.
من جانبه قال رئيس لجنة النقل والمرور في جمعية المهندسين م.محمد المحمود انه ورغم الاهتمام الحكومي بموضوع الحوادث المرورية، الا ان غياب جهة واحدة مسوولة عن الحل والتنفيذ عقد المشكلة ولم يرشدها الى طريق الصواب، وان المجلس الاعلى للمرور «لا يهش ولا ينش» في اشارة الى ان قراراته ليست ذات جدوى ولا تنفذ. املا ان تسهم الورش التي تعقدها الجمعية مع جميع الاطراف المعنية بالقضية المرورية في حل هذه المشكلة والدفع لعقد مؤتمر وطني هدفه انشاء وتشكيل جهة موحدة للنقل في الكويت تكون القضية المرورية اول اهتماماتها.
من جانبه اكد عضو اللجنة د.صالح الياسين ان المشكلة المرورية باتت عالمية الطابع وان الازدحام المروري آثاره وخسائره جسيمة في المال والوقت والجهد والاهم هو العنصر البشري، حيث نفقد الكثير من ابنائنا في حرب كلنا بات يعرفها بحرب الشوارع، مشيرا الى ان عدد الضحايا بلغ 14.9 لكل 100 الف.
من جهته، اكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء ثابت المهنا في مستهل مداخلته ان قضية الاختناقات المرورية في الكويت تعود الى ان نسبة المساحة المستغلة من الكويت لا تتعدى 8% فقط من المساحة الاجمالية، وهناك 92% من المساحة الاجمالية للدولة غير مستغلة، وهذا ادى الى انفجار مشكلة الاختناقات المرورية، حيث لا تزال حدود الكويت على حالها منذ عقود.
وقال اللواء المهنا: في ظل محدودية المساحة الحضرية نجد ضغطا كبيرا وهائلا، حيث تستخدم شبكة الطرق المحددة تلك من جانب 226 ألف موظف حكومي ومليون موظف في القطاع الخاص و413 ألف طالب من مختلف المراحل الدراسية، وعدد السيارات يصل الى مليون سيارة.
واضاف: ان كل هذه الجموع تتحرك بشكل جماعي في الفترة الفاصلة بين السابعة وحتى الثامنة والنصف، وهذا ما ينتج عنه مشكلة الاختناق المروري، مشيرا الى ان 35 ألف مركبة تتجه يوميا الى داخل المدينة خلال فترة زمنية قصيرة، وهذه المركبات رغم انها تتجه الى مقار العمل في الفترة الصباحية، نجد ان من بينها 18 ألف مركبة تخرج من مقار العمل في حدود التاسعة صباحا، وهذا يدل على ان هؤلاء الموظفين «ينحاشون» من مقار العمل، مما يعطي دلالة على ان حركة الاختناق في محيط العاصمة على الاقل كما هو رغم انتهاء فترة الذروة.
الصفحة في ملف ( pdf )