بيروت - احمد منصور - خلدون قواص
استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امس في السراي الكبير سفيرنا في بيروت عبدالعال القناعي والقائم بأعمال السفارة طارق الحمد وقال القناعي في تصريحات عقب الاجتماع ان المباحثات مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة تناولت الاوضاع السياسية المحيطة بلبنان، واطلع على نتائج جولة السنيورة في اوروبا، واضاف ان السنيورة اعلن وقوفه الى جانب الكويت واستنكاره الشديد وادانته للتهديد الذي تلقته السفارة الكويتية قبل يومين، واضاف القناعي انه اكد لرئيس الحكومة ان الكويت باقية على العهد الى جانب الاشقاء في لبنان بدورها المعهود للمساعدة على الخروج من الازمة اللبنانية.
وحول ما اذا كانت المباحثات تناولت اي امر يتعلق بالتحقيقات الجارية لمعرفة من قام بتهديد السفارة قال القناعي: حتى الآن التحقيقات جارية وهناك تسريبات عن بعض المعلومات ولكن في الحقيقة لم تصل التحقيقات الى نتيجة نهائية.
واضاف انا متأكد ان الاخوة في الامن الداخلي وفي فرع المعلومات يقومون بتحليل ومتابعة الاتصالات، وفي رده على سؤال حول في اي اطار يضع التهديد للسفارة قال: التهديد للسفارة هو تهديد للبنان كله وللجهود العربية في مواجهة الوضع المتأزم، وقال نحن جميعا كدول عربية مصممون على مساعدة لبنان للخروج من ازمته الحالية.
وأكد ان الرئيس السنيورة ابلغه ان والمواطنين الكويتيين في لبنان كانوا ولايزالو في منزلة الاخوة والاشقاء بالنسبة للبنانيين الذين يحمونهم باهدابهم.
في الوقت نفسه زار وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ السفير القناعي بالسفارة، يرافقه الامين العام للخارجية بالوكالة سفير لبنان لدى الكويت بسام نعماني واشاد وزير الخارجية اللبنانية فوزي صلوخ بمواقف صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الداعمة للبنان في مختلف المجالات، مؤكدا عمق العلاقات الكويتية - اللبنانية «التي لن ينال منها أحد».
وقال صلوخ «ليس غريبا ان نتشرف بزيارة الى سفارة الكويت فعلاقات لبنان بالكويت تعود الي اوائل الخمسينيات اي قبل ان تنال الكويت استقلالها وسيادتها».
وأوضح ان حضوره «هو لنؤكد شجبنا واستنكارنا وادانتنا للمخابرة التي حاولت ان توتر الاجواء بين لبنان والدولة الشقيقة الكويت».
وأكد صلوخ «خسئت مثل هذه المخابرات (المكالمات) التي لن تنال من العلاقات الاخوية الوطيدة بين الدولتين».
وقال ان «الاخوة الكويتيين في لبنان والسفارة الكويتية تصان برموش عيون اللبنانيين»، مؤكدا ان الاجهزة الامنية وكذلك جميع المواطنين اللبنانيين يحمون السفارة الكويتية والمواطنين الكويتيين «لاننا نعتبر الاخوة الكويتيين مواطنين في لبنان كما نعتبر اللبنانيين الموجودين في الكويت كذلك مواطنين كويتيين وهذا امر متعارف عليه».
وحول المعلومات التي توصل اليها التحقيق حول موضوع تهديد السفارة قال صلوخ: ان «التحقيق مستمر» معربا عن امله «ان تتم معرفة صاحب هذا الهاتف والشخص الموتور الذي اراد ان يسيء الى العلاقات بين لبنان والكويت او ان يزرع بذور الرعب والخوف لكن مثل هذه الهواتف لن تنال من امننا شيئا ولا من أمن السفارة الكويتية او السفارات الاخرى».
ووجه صلوخ تحية تقدير وامتنان الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وكل المسؤولين الكويتيين لوقوفهم الى جانب لبنان وشعبه.
من جهته قال السفير القناعي لـ«كونا» ان صلوخ نقل اليه وقوف الحكومة اللبنانية ووقوف الشعب اللبناني الى جانب الكويت في مواجهتها هذا التهديد اللامسؤول.
وأكد ان مثل هذه الاعمال لن «تؤثر في جهود الكويت ومحاولاتها للوصول بلبنان الى بر الامان».
وردا على سؤال طمأن السفير القناعي جميع الرعايا الكويتيين والطلبة الدارسين في الجامعات اللبنانية بان الاوضاع تحت السيطرة لافتا الى «ان الحكومة اللبنانية والمسؤولين في جميع مواقعهم يقومون بما يتوجب عليهم لحماية الشعب اللبناني وجميع من يعيش على هذه الارض الطيبة».
وأكد السفير القناعي انه «ليس هناك دعوة لمغادرة الطلبة الكويتيين لبنان او لسفرهم لكن كل ما هنالك انه في ظل الظروف التي يمر بها لبنان حاليا اصدرت وزارة الخارجية بيانا دعت فيه المواطنين الكويتيين الذين يحبون ان يقضوا اجازاتهم في بلدهم الثاني لبنان الى التريث في السفر الى لبنان».
وأكد السفير القناعي انه لا يوجد اي منع او اخلاء او اي دعوة لمغادرة الاراضي اللبنانية.
وحول قرار السفارة الكويتية لدى لبنان عدم القيام باحتفال العيد الوطني الكويتي الـ 47 وذكرى التحرير الـ 17 اوضح السفير القناعي ان «هذا القرار جاء نتيجة التعاطف العام مع اهالي وعوائل الشهداء والضحايا الذين سقطوا اخيرا». من جانبه اكد مفتي طرابلس والشمال في لبنان د.مالك الشعار ان تهديد السفارة الكويتية في بيروت وما سبقه من تهديدات مماثلة لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان، هو تهديد للدولة اللبنانية برمتها وتهديد لأمن واستقرار كل فرد من افراد الشعب اللبناني المحب والمقدر للجهود الحثيثة التي تبذلها الكويت والمملكة العربية السعودية وباقي الاشقاء العرب، لما فيه خير لبنان واللبنانيين جميعا.
واعرب عن تقديره الكبير «للمواقف والجهود الاخوية النبيلة التي وقفتها وتقفها الكويت الشقيقة اميرا وحكومة وشعبا الى جانب شعبنا اللبناني في محنته ومساعدته على الخروج من الازمة التي تعيشها البلاد وتهدد امنه واستقراره».
الصفحة في ملف ( pdf )