بشرى الزين
عشية عقد مجلس الامن الدولي لجلسة تناقش استصدار قرار جديد لفرض عقوبات جديدة ضد ايران على خلفية تطوير برنامجها النووي تشمل حظرا على البنك المركزي الايراني وسفر عدد من الشخصيات الايرانية، وفي ضوء التقرير الذي صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول هذا البرنامج، أكد السفير الايراني علي جنتي ان تقييم بلاده لهذا التقرير كان ايجابيا جدا.
ويؤكد ان انشطة ايران النووية هي انشطة سلمية وهو ما تؤكده الجمهورية الاسلامية دائما وتعلن عنه منذ اول يوم اثير فيه هذا الموضوع.
واضاف جنتي ان ايران وعلى مدى ستة اشهر اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تحديد كل الاسئلة والمطالب وتوضيحها والاجابة عنها من خلال جولات التفتيش المستمرة لجميع المراكز النووية الايرانية.
واشار جنتي الى ان تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية د.محمد البرادعي هو اعتراف بان كل نشاطات البرنامج النووي الايراني هي سلمية وان ما حصلت عليه الوكالة من معلومات مطابقة لكل المعطيات التي كانت لدى الوكالة مسبقا، مؤكدا ان الوكالة الدولية تبقى المصدر الوحيد والجهة المختصة للحكم على صحة البيانات وتأكيد المعلومات حول البرنامج النووي لكل دولة، موضحا ان هذا التقرير كان انتصارا لبلاده.
وحول مناقشة التصويت على قرار جديد في مجلس الامن لاستصدار عقوبات جديدة قال جنتي تعودنا على هذه العقوبات وايران تؤمن بانه من حقها ممارسة النشاط النووي السلمي، وليس لأحد الحق في ان يمنعها من ذلك، مضيفا ان استصدار أي قرار يعد فضيحة لمجلس الامن الدولي الذي يعتبر جهة راعية للسلام والامن الدوليين وان قراراته لابد ان تكون في هذا الاطار، لافتا الى ان النشاط النووي الايراني لا يهدد الامن ولا السلم الدوليين. ونفى السفير الايراني ان يكون التقارب المصري - الايراني وما قد يحصل من تطبيع بين البلدين هو من اجل الابقاء على دعم المدير العام للوكالة د.محمد البرادعي اضافة الى الموقف الرسمي المصري لمصلحة الملف النووي الايراني، مبينا ان هذا الامر منطلقه في ان جمهورية مصر العربية لها وزنها في العالمين العربي والاسلامي وتعزيز العلاقات معها هو لمصلحة الامتين العربية والاسلامية.
وفي رده على الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني د.احمدي نجاد الى العراق مارس المقبل في ظل الاتهامات الاميركية المتكررة لايران بتأجيج العنف في العراق وتارة بدعوتها للتعاون لاستتباب الامن.
اعرب جنتي عن اسفه لهذا التناقض الكبير في تصريحات الاميركيين مذكرا ان الوجود الاميركي في العراق من العوامل الرئيسية لهذه الاضطرابات، مشيرا الى ان زيارة الرئيس احمدي نجاد الى العراق تأتي في اطار العلاقات الودية بين البلدين الجارين ولتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية.
ووصف جنتي ما يثار حول وجود عناصر من فيلق القدس الايراني على الحدود الكويتية - العراقية بانها كلها شائعات ملفقة وليس لهذه العناصر وجود سواء شمال او جنوب العراق، مؤكدا تعاون بلاده مع الحكومة العراقية وكذلك الكويت لاستتباب الامن في العراق.
وفي تعليقه عما ينشر في بعض الصحف الكويتية حول اتصالات وتوجيهات ايرانية لنواب شاركوا في تأبين القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية قال ان هذه الجهات اعتادت على تلفيق هذه الاخبار لأغراض خاصة، موضحا ان بلاده تعمل دائما في اطار العلاقات الودية الثنائية بين ايران والكويت ولا تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية للكويت الشقيقة، مضيفا ان ما ورد في احدى الصحف الكويتية ونقلا عن مصادر ديبلوماسية كويتية ان ايران تمنح الجنسية لبعض النواب عار من الصحة آملا من السلطات الديبلوماسية الكويتية ان تندد بهذه الاشاعات لان ايران مهتمة جدا بعدم التدخل او اثارة اي موضوع يؤثر على مجرى العلاقات الجيدة بين البلدين.
وذكر جنتي ان علاقة ايران بحزب الله في لبنان تنطلق من العلاقات الثقافية والدينية للطائفة الشيعية في هذا البلد، مشيرا الى ان الدعم الخاص لحزب الله يرتبط بالمقاومة تجاه الوجود الصهيوني وأطماعه، موضحا ان مواقف بلاده بالنسبة للقضايا اللبنانية واضحة وهي مع ما يتفق عليه اللبنانيون، مضيفا ان التدخل الاميركي من اكبر العوائق التي تحول دون حصول اجماع من المعارضة والموالاة.
وفي رده عما صدر عن المسؤولين الايرانيين بأن انشاء قاعدة عسكرية فرنسية دائمة في أبوظبي هو تهديد للأمن الإقليمي، أوضح السفير الايراني ان ذلك ينطلق من رؤية بلاده بأن ذلك يعتبر نوعا من التحريض وتعزيز سباق التسلح في المنطقة، مشيرا الى ان هذه الدول بإمكانها أن تتعاون فيما بينها لاستتباب الأمن ولا تحتاج الى أي دولة أجنبية.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )