حمد العنزي
اعترض سكان منطقة الجهراء على تنفيذ قرار ازالة الدواوين الخارجية في جميع مناطق الكويت، مؤكدين مطالبتهم الحكومة بالغاء القرار وايجاد حلول مناسبة عبر فرض رسوم رمزية عليها وتحديد اشتراطات معينة على الديوانيات. واوضح المواطنون ان مساحات البيوت والقسائم الحالية صغيرة ولا تكفي، ناهيك عن التكلفة المادية الباهظة التي سيتكبدها اصحاب الديوانيات جراء قرار الازالة، مؤكدين ان الديوانيات اصبحت عرفا اجتماعيا والناس تعودوا عليها، وناشد الاهالي الحكومة مراجعة حساباتها لوقف قانون الازالة وايجاد بدائل اخرى. «الأنباء» استطلعت آراء بعض مواطني منطقة الجهراء، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال نايف الشملاني انه ضد قرار ازالة الدواوين، مطالبا المسؤولين بعدم التسرع في تطبيق القانون واعطاء الفرصة لخيارات اخرى غير الازالة لتحقيق المنفعة للجميع، واشار الى ان للدواوين اثرا طيبا في قلوب كل الكويتيين لما لها من مكانة اجتماعية وتاريخية على مر السنين يتوارثها ابناؤنا جيلا بعد جيل ومن غير الممكن الآن ان يصدر قرار نهائي بازالتها.
وتساءل عن الهدف من توقيت قرار ازالة الدواوين، وهل هو لتطبيق القانون ام لغايات اخرى؟ مؤكدا ان البلد توجد به تجاوزات كبيرة ومتعددة ومنتشرة في جميع مناطق الكويت مثل التجاوزات في منطقة الشويخ الصناعية والشاليهات والمزارع.. الخ، فلماذا لا تتم محاسبة هؤلاء اولا بدلا من دواوين المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة؟
وطالب المسؤولين بالدولة وعلى رأسهم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد سرعة التدخل ووقف ذلك القرار الخاص بازالة الدواوين الذي اعتبره ضد المواطن ومصالحه وايجاد طرق بديلة اخرى غير الازالة لتحقيق المنفعة العامة.
من جانبه، اوضح عبدالرحمن الحماد ان قرار ازالة الدواوين مع الاسف جاء متأخرا، مشيرا الى ان التجاوزات جاءت نتيجة تراكمات سنوات متعددة، ومن الصعب حلها بهذه السرعة التي نشاهدها هذه الايام.
واشار الى ان توقيت قرار الازالة جاء متأخرا، خصوصا اذا ما عرفنا ان اغلب البيوت وبالذات التي تحتوي على مساحة صغيرة، اصحابها من المواطنين مجبرون على بناء دواوين خارجية بجانب بيوتهم بحجة ان المساحة الاجمالية للبيت لا تكفي وهذا اثر طبيعي.
وطالب مدير عام بلدية الكويت باعطاء فرصة اخرى للمواطنين وايجاد حلول اخرى غير الازالة كفرض رسوم مالية او ضرائب تؤخذ من اصحاب تلك الدواوين، وبذلك تكون اموال واراضي الدولة محفوظة والفائدة تعود على الجميع، سواء المواطنون او الدولة.
اما المواطن صالح العنزي فقال وهو متكدر من قرار الازالة للدواوين: دفعنا الغالي والنفيس من اموالنا، مشيرا الى انه دفع اكثر من سبعة آلاف دينار لبناء الديوانية وتأثيثها، والآن بلدة الكويت تريد ازالتها بين ليلة وضحاها، متسائلا: اين دور البلدية طوال الاعوام الماضية من ناحية قراراتها لمنع اصحاب تلك الدواوين من بنائها وتطبيقها للقانون منذ البداية حتى لا تدع مجالا لأي شخص لبناء ديوانية خارج محيط منزله فتكون العملية واضحة وعادلة للجميع دون اي تأويل؟
وتمنى من المسؤولين اعادة النظر في القرار مرة اخرى ودراسته من جديد واعطاء الفرصة المناسبة للمواطنين لتعديل اوضاعهم، مشيرا الى ان الحلول عديدة منها فرض رسوم مالية على اصحاب تلك الدواوين تحصلها الدولة سنويا او شهريا، وبالتالي تكون الامور واضحة وعادلة ويرضى عنها الجميع والفائدة مشتركة بين المواطن والدولة.
بدوره، اشار مشعل عبدالعزيز انه مستاء ومتذمر من القرار، قائلا: ان ازالة الديوانيات الخارجية لا تجدي نفعا وغير عادلة، ويجب على المسؤولين بالدولة اعادة حساباتهم من جديد وايجاد حلول منصفة ترضي الجميع دون المساس بمصالحهم القانونية التي كفلها لهم دستور الكويت، مشيرا ان الشارع الكويتي جميعه يرفض مثل تلك القوانين التي ضد المواطن ولا تحقق مصالحه، مطالبا المسؤولين بالرجوع عن هذا القرار وعدم تأييده.
من جهته، قال خالد العنزي: نناشد حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الامير وسمو ولي عهده الامين وسمو رئيس مجلس الوزراء ان يعطوا تعليماتهم المباشرة بوقف قرار ازالة الدواوين، او ايجاد حلول اخرى ترضي جميع الاطراف، مشيرا الى ان الديوانية تمثل شيئا رئيسيا من عاداتنا وتقاليدنا القديمة التي تعودنا عليها، حيث انها اصبحت جزءا اساسيا من حياتنا الاجتماعية، ومكانا حرا لالتقاء الاصدقاء والاقارب للتشاور وتبادل الاحاديث الودية مما يزيد من تماسك المجتمع وتقوية روابطه الاجتماعية.
واوضح عثمان العيسى ان قرار ازالة الدواوين الخارجية سيتحمل تبعاته المواطن، واصفا القرار بغير المدروس والمتسرع الذي لم يأخذ برأي الاغلبية من المجتمع، مشيرا الى انه مع تطبيق القوانين اينما وجدت بشرط ان تكون عادلة وعلى الجميع دون تفريق.
واضاف: اذا ما نفذت جرافات البلدية وعودها بازالة الدواوين فمن الطبيعي ان تحدث مشاكل وآثار سلبية نتيجة تطبيق القرار، مشيرا الى ان ابناء المجتمع اعتادوا على الالتقاء والوجود بالديوانيات وقضاء وقت الفراغ بين الاهل والاصدقاء والاقارب، وفي حال ازالة تلك الديوانيات فسيحدث فراغ كبير داخل المجتمع الذي تعود على اجواء الديوانية مما يؤثر في نسيجنا الاجتماعي.
وتساءل: ما المانع من عدم ازالة الديوانية خصوصا اذا كان منظرها الخارجي جميلا ولا يسبب اي ازعاج للجيران او المارة؟ مؤكدا انه اذا ما كانت هناك اي مشاكل فإنه يؤيد ازالتها.
تحقيق خاص في ملف ( pdf )