كما ان التراث الشعبي وما يحتويه من مخزونات ومأثورات وعادات تعكس المقومات الشخصية والانسانية للشعوب، ومن ثم تبين الخصال والطباع وتبرز الماهية والاصول والقواعد التي جبل عليها هذا الشعب، وضمن اروقة التراث الكويتي وعبر قنوات البحث التاريخي في منحى التطور العمراني ونشوء القرى والمدن الكويتية وتطورها مع النهضة الحديثة، نجد قصة تاريخية جغرافية توثق مجموع العقود المتتالية والممتدة لأكثر من ثلاث قرون بين بذور التجمعات السكانية وتكوين القرية بمواصفاتها التاريخية والمدنية بما فيها من احياء صغيرة ومناطق رئيسية تشكل المدن بما لحق بها من مبان وانشاءات خاصة بالخدمات والتجارة والادارة الى الوزارات والهيئات ومباني المستشفيات والمخافر ومواقف السيارات والاسواق.
وتأتي الكويت لتكن نموذجا للرقي النفسي والانساني وسلامة النية والقدرة على البقاء والتعايش والجد والكد والعديد من المقومات التي شهدتها حالات التطور العمراني واعمار القرى والمدن، الذي يبين مدى امكانية تكيف الشخصية الكويتية وقدرتها على توظيف الظروف والحرص على التطور الدائم والسعي نحو النهضة، اذ بدت البيئة البحرية هي المشرع الرئيسي لكيفية التوسع والسكن والنمو، ومن ثم الاعمال المعلقة بالبحر والغوص الى التجارة والنمو والاقتصاد المزدهر، حيث اصبحت الكويت وكما يعرفها الجميع عروس الخليج.
صفحات من الماضي في ملف ( pdf )