أسامة أبوالسعود
دعا رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ احمد الفهد الى ضرورة تحصين المجتمع من السياسة التي باتت تطغى على سائر القطاعات كالاقتصاد والاجتماع ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها، مطالبا بضرورة ان تتحول الصراعات السياسية المختلفة الى عمل وبناء لمصلحة هذا الوطن.
جاء حديث الشيخ احمد الفهد خلال توصيفه للحالة الراهنة التي تعيشها الكويت حاليا ونظرته لكويت المستقبل في كلمته التي القاها خلال ندوة «مستقبل الكويت اسئلة مشروعة واجوبة مستحقة» التي تنظمها جريدة «الجريدة» بفندق الشيراتون تحت رعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وانطلقت صباح امس بمحورها الاول عن الشق السياسي.
وكان الشيخ احمد الفهد قد بدأ كلمته بتوجيه الشكر لجريدة «الجريدة» وصاحب الامتياز محمد الصقر ورئيس التحرير خالد هلال المطيري لمدى اهتمامهم في ظل الظروف الراهنة بفتح احدى قنوات الحوار لعل وعسى ان تضيف شيئا لما يدور في الساحة السياسية وفي الرد على العوام من الشعب الكويتي لما لديهم من تساؤلات في هذه المرحلة ادت الى نوع من الخوف والفزع والاحباط.
وتابع قائلا: لا اريد ان اكون في هذا الحوار مدافعا عن الاسرة الحاكمة ولا مدافعا عن آراء مختلفة، فأنا هنا لاستمرار الرؤية والحديث في هذا المجال، وليس هذا عجزا، فإن الله اعطاني من المنطق ومن التجربة البسيطة لأن افند وارد وادافع، لكن لا اريد ان نتوقع تساؤلات واتهامات واخرى تأخذ وقتا كاملا دون الوصول الى رؤى ونتائج ودون الوصول الى مشروع.
واردف قائلا: فبين رؤية د.اسماعيل الشطي عن المقبل من العالم الدولي والقانون الدولي والتنظيم العالمي الجديد وبين فزع وليد الجري وبين مخاوف واتهامات مشاري العصيمي وبين وحدة وطنية نحتاجها اليوم بوجود د.عبدالمحسن جمال بوجود اطياف الكويت في مجتمع وطني كويتي موحد، مهما قيل فلا يحكمه الا الدستور والقانون ومؤسساته بعيدا عن كيل الاتهامات والقيل والقال.
وزاد: نحن في الكويت محظوظون بأننا بدأنا تجربتنا السياسية مبكرا جدا وسبقنا دولا اخرى قريبة منا في نهجها الاجتماعي وعاداتها الموروثة، واعتقد ان هذه الخطوة بهذه التجربة نتجت لسببين، اولا قربنا من دول لها تجربة سياسية سبقتنا وعشنا العراك السياسي فيها فتطورنا ثقافيا وكبرت طموحاتنا وعرفنا ما يدور في عالم التربية والفلك والدولة الحديثة والمؤسسات وغيرها، وثانيا نحن على ساحل بحث، فربطنا الموج والبحر وانتقلنا من دولة الى اخرى، فزادت ثقافتنا وخبراتنا وتجاربنا، فالهند من الدول السابقة بكثير في تجربتها السياسية وكذلك ايران والعراق وهي دول الجوار لنا.
واستطرد الشيخ احمد الفهد قائلا «لكن رغم هذه التجربة المبكرة وبعد ان زادت لدينا عوامل النجاح من ايرادات نفطية وبنية تحتية من التنظيمات والقوانين ودستور نفتخر به جميعا وعوامل اخرى متعددة، الا اننا مازلنا نحيي في المجتمع الكويتي وخلال هذه المرحلة قيمة الوطن بعد الاحتلال والتحرير وهذه هي اهم نقطة، لاننا اثناء الاحتلال كنا نبي الكويت «شلخة ملحة» فهذه ايضا اضافة تجعلنا نساهم في بناء وطننا.
واضاف قائلا: مازلنا نسمع هذه التساؤلات المشروعة التي بنيت عليها هذه الندوة وهي لماذا عندنا كذا وكذا ومن المسؤول الحكومة ام المجلس معارضة ام مؤيدون، مستقلون ولا منبر، شعبي ولا غيره، فطغى على الساحة عراك سياسي طغى على جميع مجالات المجتمع، وهذا العراك السياسي المسؤولية فيه مشتركة بين النظام والأسرة الحاكمة والقوى السياسية والمجتمع والكل يتحمل مسؤوليته، واذا اردنا العلاج فعلينا بالحديث عما نريد ان نرى عليه كويت المستقبل لا ان «نتقوقع» ونلقي الاتهامات وندخل في الصراعات المختلفة التي «لا توكل عيش ولنعبر بالكويت الى مرحلة الغد».
الصفحة في ملف ( pdf )