ليلى الشافعي
اعرب وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزير المواصلات عبدالله المحيلبي عن سعادته بالدور الرائد الذي يقوم به المركز العالمي للوسطية في نشر الاعتدال وعدم الغلو والتطرف في الافكار والتمسك بتعاليم الدين الاسلامي السمحة التي نحتاج اليها في خضم الاحداث الموجودة على الساحة، وقال ان هذا المطلب ضروري كي يكون لدينا علماء يمثلون طبقة من المعتدلين الوسطيين ليبتعدوا بوطننا الكويت عن التطرف والانحياز غير المبرر، والذي لا نستثني منه الا الانحياز للدين السمح والى وطننا الحبيب الكويتي.
وتابع المحيلبي في تصريحه الذي ألقاه للصحافيين في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة ختام الدورة الشرعية التجريبية الاولى لبرنامج علماء المستقبل التابع للمركز العالمي للوسطية: ندعو الله عز وجل ان ينفع ابناءنا الذين انضموا الى هذه الدورة العلمية واسجل شكري وتقديري للقائمين على هذا البرنامج لما يبذلونه من جهد متواصل لتسليح ابنائنا بالعلم الشرعي والحفاظ عليهم واستغلال اوقات فراغهم الاستغلال المفيد الذي لاشك انه سيعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع والفائدة.
بعدها قام الفائزون بقراءة جماعية من الذكر الحكيم ثم تم عرض مصور لبرنامج علماء المستقبل.
وبعدها القى الوكيل المساعد لشؤون القرآن الكريم والدراسات الاسلامية والحج والمشرف العام للبرامج العلمية بالمركز العالمي للوسطية مطلق القراوي كلمة تحدث فيها عن سياسة المركز في نشر الوسطية والاعتدال.
وبين ان هدف البرنامج هو رعاية مجموعة من الطلبة النابهين في دولتنا الحبيبة الكويت، وفي مرحلة لاحقة سيضم دارسين من مختلف دول العالم الاسلامي، ويحتضنهم كي يصبحوا علماء ربانيين موسوعيين عالمين عاملين متخصصين في علوم الشريعة الاسلامية، يتميزون في علمهم وفكرهم وسلوكهم وخلقهم ومهاراتهم، ويجمعون بين أصالة المنهج، والوعي بمتطلبات العصر.
الدورة العلمية الشرعية
واشار الى ان اول أنشطة برنامج علماء المستقبل اقيم بعد انطلاقته وهي الدورة العلمية الشرعية الاولى تحت شعار «ورثة الانبياء نجوم الاهتداء» وكانت مدتها 9 ايام متتالية خلال الفترة من 30 يناير حتى فبراير بمسجد الدولة الكبير.
وقد تمت الدورة الشرعية العلمية الاولى بحمد الله تعالى بنجاح وتوفيق، ولاقت قبولا ملموسا في اوساط اولياء الامور والدارسين والمهتمين المتابعين في بلدنا الحبيب الكويت.
وقال: نلتقي ايها الاخوة الكرام لتكريم الطليعة الاولى لهذا البرنامج الذين تميزوا وتفوقوا، فاستحقوا بجدارة ان ينضموا لهذا البرنامج، ويستكملوا المسيرة العلمية، ويتدرجوا في طلب العلم الشرعي وفق المناهج والمقررات التي أعدت لهم بعناية ودراسة لتخرج لنا علماء في علوم الشريعة الاسلامية، متميزين في علمهم وعملهم وسلوكهم وفكرهم، فيؤدوا الادوار التي وضعت لهم على اكمل وجه ان شاء الله تعالى.
واكد القراوي ان مثل هذه البرامج تحتاج الى جهود كبيرة مستمرة، وتكاتف وتعاون بين جميع الجهات، وهنا اشير الى دور أولياء الامور في توجيه ابنائهم الدائم، واستمرار تشجيعهم وحثهم على الصبر والتحمل والجد وبذل الجهد، وذلك عن طريق اشعارهم بعظم المسؤولية ونبل الهدف وشدة حاجة المجتمع والامة لمثل هؤلاء العلماء الذين يوجهون ويقودون ويؤثرون في مجتمعاتهم تأثيرا ايجابيا على علم وبصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة.
وزاد: ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والمركز العالمي للوسطية يقفان وراء هذا المشروع ويدعمانه بكل ما يوفر له عوامل القوة والنجاح والاستمرارية ان شاء الله تعالى، وبهذه المناسبة ادعو اولياء الامور في بلدنا الحبيب الكويت الى ان يواصلوا توجيهاتهم وحثهم لابنائهم على الانضمام لهذا البرنامج المبارك، والله اسأل ان يكلل الجهود بالنجاح والتوفيق وان يبارك في ابنائنا وفي اوقاتهم ليكونوا بإذنه تعالى علماء المستقبل، واعلن القراوي عن بشرى وهي ان مسؤولا كبيرا في السعودية سيتبنى المشروع معهم في الكويت بعد اطلاعه على برنامجهم وحرص على تنفيذ المشروع في المملكة.
من جهته قال الامين العام للمركز العالمي للوسطية د.عصام البشير نغرس غرسا مباركا نتمنى ان تكون له ثمار يانعة في هذا العمل الايجابي ورعاية علماء المستقبل.
واضاف: مع هذا الشعور بالفرحة لهذا المكسب الكبير لهذا المشروع فانني اشعر بالحزن مما يحدث لاطفال غزة ومقدسات المسلمين والاسلام التي انتهكت فيه الاعراف، وان هذا المشروع قد احال اليأس الى امل وجدد لنا السنة النبوية التي بشرت سراقة بسواري كسرى، ونحن نريد ان نقدم للعالم ان ذكر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) سيرتفع في الآخرة وان هذا الذكر كفيل بان يبتر كل شانئ.
إبداعات علماء المستقبل
ثم عرضت ابداعات لعلماء المستقبل قام بها مجموعة من الفائزين، ثم كانت الفقرة المفتوحة لأولياء الأمور كل تحدث عن تجربته واثرها في أولاده المنتسبين الى المركز، حيث تحدث الداعية نبيل العوضي ود.خالد الشطي وتناول مدير برنامج علماء المستقبل جعفر الحداد في كلمته التي القاها فكرة التفكير في هذا المشروع الطموح والذي جاء انطلاقا من عدة دوافع من اهمها، الحاجة الماسة لمجتمعاتنا ولأمتنا لصناعة نماذج متميزة وجيل جديد من علماء الشريعة الاسلامية الراسخين في العلم، المتميزين في العلم والفهم، الأقوياء في الفكر، الملمين بمهارات وعلوم العصر، يجمعون بين أصالة المنهج، والوعي بمتطلبات العصر، بين التأصيل والتأهيل، يجددون للأمة دينها، فينفون عنه انتحال المبطلين، وتحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وذلك فهما لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا، ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤوسا جُهالا يُفتونهم بغير علم فيَضلون ويُضلون».
واضاف انه من الدوافع ايضا ادراكنا للدور الكبير والاثر الواضح الذي يقوم به العلماء الربانيون العاملون في المجتمعات، انطلاقا من فهمنا كذلك لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «وإن العلماء ورثة الأنبياء»، ويُفهم منه ان العلماء ورثة الانبياء، ليس فقط في اخذ العلم وتحصيله، بل هم ورثتهم في الهداية والارشاد، والاصلاح والتغيير الى الافضل، والتخلق بأخلاقهم والسير على منوالهم، يدعون الى الخير ويتمسكون بالحق، ويشفقون بالناس ويرحمون الخلق.
واستطرد البشير يقول: وهكذا كان علماء المسلمين السابقين على مر التاريخ الاسلامي كانت لهم الكلمة المسموعة، والراية المرفوعة في كل الاوساط، وهكذا نؤمل من خلال هذا البرنامج ان نجدد في الأمة ذكر أولئك الأعلام من الفقهاء والمحدثين، والحكماء والمفسرين، والقضاة والمفكرين، الذين ملأوا الأرض علما ونورا، وحرية وأمنا وسرورا.
واضاف: وكان من الدوافع ايضا تفعيل احد اهداف اللجنة العليا لتعزيز الوسطية والمركز العالمي للوسطية وهو الاهتمام بأهم شريحة في المجتمع وهم الشباب عماد الاوطان، وحمايتهم من اي فكر دخيل غال لم يجر على مجتمعاتنا وأوطاننا الا الويلات، ولم يظهر من ديننا السمح الا الخلافات والصراعات، كما هو ظاهر لكل من كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد.
وبين ان رأينا في اقامة هذا المشروع لاحتضان شبابنا وصناعتهم على أعين العلماء الأمناء، وبرعاية المخلصين من أبناء هذا الوطن خير ما يحقق هذا الهدف النبيل وهو تعزيز وترسيخ الفكر الوسطي ونشره في كل مجالات الحياة علما وفهما وعملا وسلوكا وفكرا وإعلاما وغير ذلك.
تميز الإبداع
وقال: لقد كان التميز والإبداع والتجديد شعارنا وهدفنا الذي حرصنا عليه منذ بداية التفكير في هذا المشروع وحتى آخر نشاط من انشطته وهي الدورة الشرعية العلمية الاولى التي تمت بنجاح وتوفيق بحمد الله تعالى، ثم بالجهود المخلصة لفرق ولجان البرنامج، وكذلك بالتعاون الايجابي المشترك بين البرنامج والمؤسسات والجهات ذات الاهتمام المشترك، وقد أخذنا بالاسباب التي تعين وتحقق هذا الهدف قضينا وقتا كبيرا في التخطيط والتنظير للمشروع، ثم عرضنا ما توصلنا اليه من افكار عن المشروع وعن المناهج على مختصين في جميع المجالات الشرعية والتربوية والنفسية والفكرية والاعلامية واصحاب التجارب الشبيهة فعقدنا عدة حلقات نقاشية حول المشروع ومناهجه، ثم فتحنا باب التسجيل والقبول ووضعنا شروطا تناسب ما نطمح اليه في البرنامج ثم اختبرنا وقابلنا واخترنا من الدارسين والمعلمين بناء على معايير دقيقة محددة، وبعد ذلك خضع كل هذا للتجربة العملية الاولى وهي الدورة الشرعية ووضعنا لجنة خاصة للتقييم والجودة فقيمنا التجربة واستفدنا من كل هذا للأنشطة المقبلة.
وقال البشير: نحن نعرف ان الطريق طويل يحتاج الى جهود وامكانات تناسب حجم هذا العمل الكبير، وبهذه المناسبة أدعو أولياء الامور الكرام لمواصلة تشجيع ابنائهم للانضمام لهذا البرنامج المبارك، وقد فتحنا باب التسجيل مرة اخرى لقبول دفعة جديدة لينضموا الى اخوانهم الذين اجتازوا الدورة الشرعية لنبدأ معهم الفصل التجريبي الاول وهو محطة جديدة للاختيار والانتقاء لنشاط ثالث وهو الرحلة العلمية الخارجية للمدينة المنورة ومكة المكرمة.
وفي ختام كلمتي أسأل الله ان يكلل الجهود بالنجاح والتوفيق، وأن يبارك في اعمالنا وأعمارنا، وأكرر الشكر والتحية لكل من شاركنا هذه المناسبة العزيزة.
ثم تم توزيع الجوائز وتكريم 50 طالبا من الفائزين.
الصفحة في ملف ( pdf )