كلمات معدودة أسردها بطريقتي وكالمعتاد لنبدأ بعدها رحلتنا لهذا الأسبوع، لذا يرجى التأكد من ربط الأحزمة والاستعداد للإقلاع علما بأنه من المتوقع أن نمر ببعض المطبات الحوارية فيرجى أخذ الحيطة والحذر وقراءة الحوار حتى النقطة الأخيرة، فرب كلمة غيرت من حال إلى حال.
من السهل جدا أن تتمنى ولكن الصعوبة تكمن في مدى قدرتك على تحقيق أحلامك، متى ما فعلت ذلك فاعلم أنك فعلت ما لم يستطع فعله الكثيرون ممن يرسمون أحلامهم بألوان ذهبية ثم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وينامون حتى توقظهم الشمس بلهيبها ليعيشوا عالة على أنفسهم وعلى الحياة.
أما ضيفنا اليوم فقد رسم حلمه وطار به إلى أبعد أفق ثم دارت الأيام دورتها ليحقق حلمه ويعيشه مستمتعـا به أجمل استمتاع مرتديا «بدلة» الطيار تلك «البدلة» التي طالما تخيل نفسه مرتديا إياها مع تلك القبعة الجميلة ليحلق في الجو فيعيش المتعة ويذوق حلاوتها ويطوف في مشارق الأرض ومغاربها لتكون له مع كل رحلة قصة وحكاية يروي بعضها، في حين يسقط البعض الآخر من الذاكرة.
حديثي معه كان في غاية المتعة خصوصا وهو يحدثني عن شغفه بالطيران ورحلاته التي تبدأ في أكثر الأحيان تكون بين الكويت ونيويورك في رحلة مدتها 14 ساعة تقريبا إلى جانب الرحلات القصيرة كما يسميها.
في مساء جميل وفي أجواء معتدلة صالحة للطيران وإن كانت مصحوبة بشيء من البرد التقيت بالكابتن سعود عبدالعزيز الهزاع ليكشف لنا عن خريطة عمرها قرابة الستين عاما وعنوانها الطريق إلى النجاح.
رجل مكافح أصر على أن يكون ناجحا فكان له ما أراد، مثقف واسع الاطلاع ممتد العلاقات تغلب عليه وطنيته، وتميزه أحاديثه، هذا أقل ما يمكن أن يقال عن رجل أمضى النصف الأول من حياته في طلب العلم وصقل مواهبه ليمضي النصف الآخر من أجل الآخرين، ولو رأيته للاحظت من الوهلة الأولى نزعة إنسانية توازيها نزعة وطنية اجتمعت النزعتان فكانت المحصلة إبداعا وتميزا.
أثناء الحديث وبينما كان الكلام عن الحياة وما بها من تحديات وصعوبات تواجه الناجحين لتمتحنهم التفت نحوي قائلا «إن الحياة أشبه ما تكون بالمعركة فيها الكر والفر، إلا أنه في النهاية يجب أن يخرج الإنسان». معا نحلق في أجواء حوارية متمنيا لكم التمتع بكل سطر من سطور هذا اللقاء.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )