دانيا شومان
اقيم في جمعية المحامين الكويتية صباح امس مؤتمر صحافي شاركت به كل من نورية السداني وخولة العتيقي ود.خديجة المحميد اعلن خلاله عن اطلاق فكرة «تنامي» تزامنا مع يوم المرأة العالمي، وحددت المشاركات في المؤتمر ان هذه الفكرة تسعى لاطلاق تجمع نسائي يجمع كل اطياف المجتمع بهدف النهوض بالهداف المرأة بشكل اكثر فاعلية، وحددت ان هذه هي المرة الاولى التي تجتمع فيها ثلاث نساء يمثلن مختلف اطياف المجتمع للانطلاق نحو حركة نسائية فاعلة.
وبدأت الحديث نورية السداني قائلة: ان الوحدة الوطنية طريقنا لامن بلدنا، والولاء كله للوطن، فهو فوق الاهواء ويعلو على كل الاشياء مهما كانت اغراءاتها، فلا شيء غير الوطن، وهذا التجمع يمثل تلاحمنا الوطني بأجلى معانيه الانسانية، رمزنا هو صاحب السمو الامير، ونهجنا على الدوام ما اختطه الاجداد المؤسسون الاوائل لهذا الوطن، واضافت ان الفكرة بدأت نتيجة الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي شاركت بها المرأة، وقد كنا بحاجة لدعم جميع التيارات فأجريت اتصالاتي اثناء احتدام المعركة الانتخابية مع خولة العتيقي ولم تخيب ظني بل تواجدت معنا، همها كان نجاح المرأة، مضيفة: اجريت اتصالي مع د.خديجة المحميد فوجدت لديها ايضا كل الدعم، وهكذا رأيت ان همي وهمهما المشترك هو دعم المرأة الكويتية، في نوفمبر الماضي شعرت بشيء غريب تعيشه المرأة الكويتية، فعقدت عدة اجتماعات مع قطاعات مختلفة من القيادات النسائية فوجدت ان البحر عميق اعمق مما تصورت، وبما ان حياتي كلها كرستها من اجل تقدم المرأة فقد شعرت بانني كالعصفور الذي يطير باحثا عن عشه الآمن، لكن الفضاء من حولي كان واسعا فتذكرت الشخصيتين اللتين وقفتا معنا بكل الصدق فاتصلت بخولة العتيقي واجتمعت معها وبثثتها شعوري فوجدت الشعور ذاته لديها، وكذلك الامر مع د.خديجة المحميد فدعوتهما لاجتماع مشترك للتشاور حول فكرة انشاء اول تجمع نسائي سياسي كويتي على الساحة هدفه دعم المرأة، فوجدت التجاوب مع الفكرة وسرنا في هذا الاتجاه باجتماعات بدأناها في 15/12/2007 ثم عقدنا اجتماعات تشاورية مع مجموعة متنوعة من النساء حتى توصلنا لاعلان مارس.
اعقبتها استعراض لفكرة «تنامي» او كما اطلق عليها «اعلان مارس» قدمته خولة العتيقي التي بينت خلال استعراضها ان «تنامي» هي فكرة هدفها تجمع نسائي للنهوض بأدوار المرأة، رسالتها السعي للمشاركة النسائية في جميع مواقع صنع القرار انطلاقا من رؤية محددة لتمكين المرأة من ذلك.
وقالت العتيقي ان الاهداف العامة لحركة «تنامي» تنحصر في اربع نقاط: اولا: اعداد المرأة لتقبل الشراكة في صنع القرار، ثانيا: تهيئة المجتمع لتقبل هذا الدور، ثالثا: التكامل مع الآخر والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والافراد ذوي الخبرة والتأثير، رابعا: ايصال المرأة الى مواقع صنع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ثم قدمت العتيقي استعراضا تاريخيا للحركة النسائية في الكويت عن انعقاد اول مؤتمر نسائي كويتي عام 1971 وبداية مطالبة المرأة بحقوقها السياسية عبر العريضة التاريخية التي قدمت لمجلس الامة آنذاك، حاملة توصيات بضرورة اقرار الحقوق السياسية للمرأة والتي ادت الى عقد ثلاث جلسات تاريخية في مجلس الامة لأول مرة حول حقوق المرأة السياسية عام 1973، انتهاء بحصولها على حقها السياسي في السادس عشر من مايو 2005، حتى يوم 29 يونيو 2006، عندما شهدت مراكز الانتخابات اول مرة في التاريخ الكويتية تدلي بصوتها كناخبة.
واوضحت العتيقي ان حركة «تنامي» تأتي بعيد عدم تمكن اي امرأة من الوصول الى مجلس الامة رغم ان الاصوات النسائية تمثلت في اغلبية بلغ عددها 58% مقابل 42% للرجال.
بعدها تحدثت د.خديجة المحميد وقدمت شرحا اضافيا حول «تنامي»، قائلة: «ان شعار الحركة (تنامي) يحكي القصة الابتدائية للمرأة في السياسة الكويتية، وتلاحظون معي ان شعارنا يتكون من مسارات ثلاثة باللون الاخضر تنطلق من الاسفل الى الاعلى من بداية قاعدية تشكل قاعدة انطلاق المرأة نحو تحقيق اهدافها في الوصول الى كامل حقوقها السياسية».
واضافت د.المحميد: «نحن نمثل اتجاهات وألوانا وأطيافا فكرية مختلفة في المجتمع، وكل منا يمثل لونا وتيارا فكريا وسياسيا له تأثيره في الساحة وفي صنع القرار، وأوضحت انه على الرغم من مشاركة المرأة الفاعلة في المجتمع، الا انها لم تكن يوما لها اولوية على اجندة جميع التيارات السياسية والدليل انه حتى تلك التيارات التي رفعت لواء مناصرة المرأة لم تقدم ضمن قيادييها امرأة من الكفاءات، بل ان ايا منها لم يتبن اي كفاءة نسائية على الساحة السياسية.
وأرجعت د.المحميد اسباب ما ذكرت قائلة: «ان سبب هذا كله عائد الى المعضلة الثقافية العميقة التي توجد في ذهن العربي المسلم، خصوصا في شبه الجزيرة العربية ومثل هذه المعضلة الثقافية بحاجة الى حل ومنها انطلقت فكرة هذا التجمع.
وشرحت المحميد: «ومن هنا كان لابد من ايجاد تجمع نسائي يركز على قضايا المرأة ومشاركة المرأة من خلال هذا التجمع الذي سنحاول ان نجمع فيه الطاقات النسائية الفاعلة على الا تلغي حركتنا هذه اي حركة نسائية سبقتنا، بل اننا نشد على يدها وندعوها لتعمل معنا لأننا نبحث عن التكامل مع الآخر.
وبعدها فتح باب الاسئلة للحضور واوضحت من خلاله المشاركات في المؤتمر ان المشاركات في الحركة سيعقدن اجتماعا تشاوريا شهريا حتى ينضج المشروع وايصال توصياته الى مراكز صنع القرار وان تتم محاولة تمديد اي من الكفاءات النسائية لدعمها وايصالها الى البرلمان بغض النظر عن تيارها.
واوضحت المشاركات انه للمرة الاولى في تاريخ الكويت ومنذ 40 عاما تجتمع 3 شخصيات من 3 تيارات مختلفة بهدف بحث ومناقشة حقوق المرأة.
وحددن اختيارهن لجمعية المحامين لبدء الاعلان عن حركة «تنامي» قائلات: «ان جمعية المحامين الكويتية تمثل مختلف ألوان الطيف الفكري السياسي في الكويت».
وشددت نورية السداني في ختام المؤتمر على انهن لسن طالبات سلطة وانما هن لجنة تحضيرية تسعى لتأسيس هذا التجمع.
الصفحة في ملف ( pdf )