آلاء خليفة
اكد النائب احمد المليفي ان القضايا الحالية اصبحت تساهم في تقسيم المجتمع ومنها قضية تأبين عماد مغنية وقضية ازالة الدواوين التي قسمت المجتمع الى بدو وحضر، لافتا الى ان تركيبة المجتمع الكويتي تضم السني والشيعي، البدو والحضر، وتوجد داخل تلك الكيانات عدة كيانات فكرية وعرقية اخرى.
ولفت المليفي، خلال الندوة التي نظمتها القائمة المستقلة بكلية الحقوق في جمعية المحامين مساء امس الاول والتي كانت تحت عنوان «وحدتنا الوطنية سورنا المنيع»، الى ان القائمة المستقلة يقودها اناس مستقلون يمثلون نبض الشعب الكويتي الذي يتميز بالاستقلالية، وانه شعب محافظ لا ينتمي الى الاتجاه اليمين او اليسار، مرتبط بعضه ببعض، مشيرا الى اهمية الحفاظ على القيم والاعراف، ولا بد ان يعي كل فرد في الدولة انه مواطن داخل مجتمع مؤسسي له حقوق وواجبات وفقا للقانون ووفقا لمؤهلاته وقدراته بغض النظر عن القبيلة أو الطائفة التي يتبعها، مشددا على ان الوحدة الوطنية لن تتحقق بصورة راسخة في المجتمع الا بسيادة القانون، مؤكدا ان احساس الجميع بانهم متساوون في الحقوق والواجبات بناء على القوانين الراسخة في الدولة، يجعل الفرد يشعر بالامن والامان تحت مظلة القانون بدلا من حماية العشيرة او الحزب او الطائفة، وبالتالي سيلتف الناس حول المؤسسة القانونية حول الدولة كمؤسسة تحمي الفرد ويحميها نظرا لأن انهيار الدولة يعني انهيار جميع حقوق وواجبات الفرد، وبالتالي فإن الفرد يحمي الدولة ولا يعني ذلك عدم انتمائه للقبيلة بل عليه حب القبيلة والدفاع عنها، لكن في النهاية يحتمي بالدولة.
واضاف قائلا: للامانة فإنني اشعر بأننا نعيش حاليا في مرحلة ردة سياسية، والمتسبب الرئيسي في حدوثها هو مؤسسة الدولة، واقصد هنا الحكومة، بعدما اضاعت هيبة القانون وبدأت تتعامل مع الناس على اساس قبلي وطائفي وحزبي، واصبحت المساومات تجرى على تلك الطريقة، وبالتالي فقدنا هيبة الدولة، فأصبح الفرد المستقل يبحث عن طائفة او حزب ينتمي اليه، ليس ليأخذ حقوقه فقط بل ليأخذ حقوق الآخرين ويتعدى عليها.
وزاد: في الثمانينيات، تم حل مجلس الامة نظرا لعدم وجود ايمان دقيق وواضح وراسخ بالديموقراطية والدستور، وكان الهدف من الحل تنقيح الدستور، وقاموا حينذاك بتشكيل لجنة سميت بلجنة تنقيح الدستور ارادوا من خلالها الغاء بعض مواد الدستور بهدف ان يصبح مجلس الامة مجلسا استشاريا ليست له انياب ويسلب منه حق الاستجواب والتحقيق والتشريع، لكن في النهاية خرجت اعمال اللجنة لتؤكد انه لا يجوز تعديل الدستور الا من خلال مجلس امة منتخب كما رسم دستور 1962، لكن الحكومة لم تقف عند هذا الحد، بل رغبت في تعديل الدستور من خلال مجلس امة مشكل من قبلها، فبدأت تلعب سياسة على حساب مصلحة الوطن من خلال تقسيم الدوائر الانتخابية الى 25 دائرة. فاصبحت هناك دوائر شيعية، دوائر سنية حضرية، دوائر قبلية.
وافاد المليفي بأنه منذ تلك الفترة بدأ الخط التراجعي في المجتمع وبدأت النكسة الكبيرة بعد التحرير، واخذ بعض اعضاء مجلس الامة يلقبون بعضو خدمات وعضو مواقف، وانطلقت الناس في الانتخابات انطلاقا قبليا وطائفيا ما ادى الى الافرازات التي اصبحت تنخر في المجتمع، مدللا على ذلك بالانتخابات الجامعية التي اصبح تشكيل القوائم فيها يقوم على اساس قبلي وطائفي، مؤكدا ان تلك الامور لم تكن موجودة في السابق وكان الجميع حريصين على ايصال من يستطيع خدمة طلبة الجامعة. وحرص المليفي على شكر القائمة المستقلة لكونها قائمة فضلت المواجهة على الاختفاء، مؤكدا على ضرورة مناقشة القضايا الحالية من اجل وضع انسب الحلول.
وتابع قائلا: وستظل الكويت بخير ما دام ان لها ابناء مخلصين مثلكم حريصين على مصلحتها، فعلى الرغم من الجراح الطائفية والعنصرية والقبلية والفئوية التي اصبحنا نعاني منها الا ان المجتمع الكويتي سيظل بخير، مدللا على ذلك بخروج العقلاء في قضية تأبين عماد مغنية ورفضوا ان يتركوا الجهلاء يقودون الكويت الى حرب وفتنة طائفية وتركوا الامر لساحات القضاء الكويتي العادل، موضحا ان الذين كانوا يريدون اثارة الفتنة الطائفية في البلاد اصبحوا الآن منعزلين، فالمخطئ والمسيء سيأخذ عقابه لكن من خلال القضاء، لافتا الى ان ابناء الكويت اثناء الاحتلال العراقي ضربوا اروع مثال في الالتفاف نحو الوحدة الوطنية وتناسوا القبلية والطائفية، ووضعوا الحفاظ على الكويت وهويتها نصب اعينهم، مشيرا الى ان الادارة الحكيمة سواء في الحكومة او مجلس الامة هي تلك التي تبحث عن التحدي وتعمل على تضافر الجهود من اجل تحقيق الانجازات في كل المجالات، مؤكدا على اهمية الاهتمام بالتنمية الشاملة في كل الميادين.
اما عضو مجلس البلدي الاسبق باسل الجاسر، فتحدث عن اهمية ترميم الشروخ التي اصابت وحدتنا الوطنية، وقال الجاسر: منذ عدة اسابيع وفي الولايات المتحدة الاميركية قرأت قصة بسيطة مرت على مسامعي مرور الكرام ولكنني تذكرتها الآن بعد قضية تأبين عماد مغنية وادركت اهميتها، ففي السابق اشتد الحماس لترشيح الحزب الديموقراطي ولكن قبل اسابيع وفي ولاية من الولايات التي يشكل السود الاغلبية العظمى منها وقف بيل كلينتون وهو من اشد الداعمين لزوجته هيلاري كلينتون حتى تفوز في الانتخابات وقال في احد الاجتماعات ان المرشح الثاني الذي يقف امام زوجته سيفوز في الانتخابات بسبب لونه لا بسبب كفاءته، في دولة تقدس حرية التعبير.
وتابع: فلابد ان نستخلص العبرة من ذلك الموقف، وان يعلم جميع الكويتيين سنة وشيعة، بدوا وحضرا وبكل انتماءاتهم وطوائفهم انهم اخوة متحابين، لافتا الى ان الدماء امتزجت اثناء الاحتلال العراقي رافضا كذلك ما يقوم به السفهاء حاليا والذين يحاولون تنفيذ اجندات غير وطنية، داعيا الجميع لاتقاء الله في الكويت التي تستحق الحب والاخلاص من اجلها.
وبعد ان طلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على ارواح شهداء الكويت، قال رئيس جمعية المحامين عبداللطيف صادق ان تلك الوقفة ليست فقط وقفة حداد انما هي وقفة تصحيح للاخطاء وقفة رجال ونساء يعشقون تراب هذه الارض الطيبة ويخلصون لها.
وشدد صادق على ان الكويتيين اخوة متحابون يعيشون داخل مجتمع واحد، يعيشون في قارب واحد تحت قيادة واحدة متمثلة في قيادة آل الصباح الكرام لهذا الوطن الغالي، متابعا: فاهدافنا واحدة ومصالحنا واحدة، بذلنا الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على تراب هذه الارض الطيبة، فالجميع يعيشون اخوة متحابين لا فرق بين سني وشيعي، بدو وحضر، وهكذا كانت الكويت وستبقى، مشيرا الى ان اهل الكويت يظهرون في وقت الشدائد ويقدمون دماءهم فداء لتراب الوطن الغالي.
وتابع قائلا: فالقضية المثارة حاليا والخاصة بتأبين عماد مغنية كادت تثير فتنة طائفية في البلاد لولا الاصوات التي تعالت بترك الامر للقضاء الكويتي العادل ونبذ الخلافات الطائفية والتي كانت من الممكن ان تجر البلاد الى حرب اهلية، مشيرا الى ان الازمة الحالية يجب ان تزيد من وحدتنا الوطنية وان تجعلنا نحرص بشكل اكبر على تحقيق مصلحة الكويت، لاسيما اننا نعيش في دولة مؤسسات وهناك قضاء نزيه ورجال عدل واعضاء نيابة يطبقون القانون على الجميع.
من جهته قال امين سر القائمة المستقلة حبيب الصفار انه قد تعددت، وللاسف، اوجه التفرقة في بلدنا الحبيب الكويت وزادت حدتها حتى وصلت الى مراحل دق ناقوس الخطر، فاصبح مقياس القبول والرفض هو الانتماء الى طائفة او قبيلة او حزب، ولم يعد ذلك يطرح في الخفاء بل اصبح طرحه علانية واصبح من يتبناه لا يخجل من التصريح به فقد صنف المجتمع الكويتي على حسب مصالح البعض واصبح من يمثل الكويت القديمة تائها في طريق محاط باشكال عديدة من التفرقة والتمييز والتعصب، وتابع الصفار قائلا: لقد آثرنا المواجهة على السكوت واخذنا سلاحا لا يقهر وهو تكويننا الاجتماعي البحت، اخترناه بثوب الماضي وبعقل الحاضر، اخترنا الكويت الاصيلة، اخترنا ان نعيش ونستمر سنة وشيعة حضرا وبدوا، منصهرين في قالب كالبنيان المرصوص كما امرنا خير البرية ونبي البشرية ژ.
ولفت الصفار الى ان للقائمة المستقلة شعارا حملته منذ عام 1986، واستقته من محكم التنزيل وهو قول الله تعالى: (تعالوا الى كلمة سواء).
كما كان لمنسق القائمة المستقلة بكلية الحقوق عبدالعزيز الجاسم كلمة قال فيها: لقد حرصت القائمة المستقلة على تنظيم مثل تلك الندوة لكي نقف وقفة شعب واحد، اخوان واخوات، بديرة واحدة وهي الكويت.
مضيفا: الكويت التي منذ وجودها وحتى الآن جمعت جميع اطياف المجتمع سنة وشيعة، بدو وحضر، ولم تفرق بين افراد شعبها، هذا ما عهدناه من الكويت، وبفضل الله فان القائمة المستقلة تجمع جميع اطياف المجتمع الكويتي.
الصفحة في ملف ( pdf )