أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش امس بالجهود الكويتية لمكافحة مرض الملاريا في افريقيا، معربا عن شكره للدور الريادي الذي تقوم به الكويت في هذا الصدد وانضمامها الى الجهود الدولية لمكافحة ذلك المرض الذي يتسبب في مقتل نحو مليون شخص حول العالم سنويا.
وأثنى بوش في كلمة القاها خلال مشاركته في حفل خيري كويتي في واشنطن يخصص ريعه لمكافحة انتشار مرض الملاريا في افريقيا على «وقوف الكويت الى جانب قوى الخير في جهودها لمكافحة انتشار الملاريا في افريقيا»، مؤكدا اهمية «تصدي دول العالم لأي مأساة انسانية عند حدوثها».
وقال ان «مكافحة الملاريا تعد جزءا من جهود ادارته لتحقيق السلام العالمي»، معتبرا ان العالم يشهد حاليا «معركة ايديولوجية» ضد من يحاولون «اعاقة السلام».
وعبر بوش عن تصميمه على هزيمة هذه القوى المعرقلة للسلام، مشيرا في الوقت ذاته الى ان «تحقيق النصر سيستغرق وقتا».
وبدورها اثنت سيدة الولايات المتحدة الأولى لورا بوش على الجهود الكويتية المشهودة في مساعدة الدول المحتاجة حول العالم، معربة عن اشادتها العميقة بالعمل الكويتي لدعم جهود القضاء على الملاريا.
وقدمت لورا بوش في كلمتها امام الحفل الشكر لسفيرنا لدى واشنطن الشيخ سالم العبدالله وزوجته الشيخة ريما الصباح على الدور الانساني الذي قدماه على مدار الاعوام الاربعة الماضية لمختلف دول العالم.
ومن ناحيتها أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان ذلك الحدث السنوي الذي تقيمه سفارتنا في واشنطن «اسهم بشكل حقيقي في تعزيز العلاقات القوية التي تربط الولايات المتحدة بالكويت»
وجددت رايس التزام الادارة الاميركية بقيادة الجهود الدولية لمكافحة الملاريا والقضاء عليها، مشيرة في الوقت ذاته الى ضرورة مشاركة سائر دول العالم في تلك المهمة.
وقال سفيرنا لدى واشنطن الشيخ سالم العبدالله في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تلك المشاركة هي الأولي لأي رئيس أميركي في حفل لسفارتنا بواشنطن ما يعكس امتنان ادارة الرئيس بوش للدور الانساني الكويتي والعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين. ووصف الرئيس بوش بأنه «صديق للكويت»، معبرا عن امتنانه الشديد وشكره للرئيس الأميركي لمشاركته في هذا الحفل الخيري.
وأكد أن «مستوى العلاقات والتنسيق الثنائي بين الكويت والولايات المتحدة لا يقف عند حدود العلاقات السياسية والعسكرية وحسب بل يمتد الى المواضيع الانسانية ذات الاهتمام الدولي مثل الجهود الدولية المبذولة حاليا لمكافحة مرض الملاريا الذي يذهب ضحيته نحو مليون شخص سنويا».
وقال ان «مشاركة العديد من الشخصيات المهمة الأميركية التي تمثل الادارة والكونغرس والقطاع الخاص الأميركي في ذلك الحفل من شأنها أن ترفع اسم الكويت عاليا بين هذه الأوساط وتسهم في توضيح الصورة الحقيقية التي تحرص القيادة السياسية في الكويت ممثلة في صاحب السمو الامير على نشرها في العالم».
وشدد على ان ذلك الجهد الخيري يعكس «تطلع ورغبة الكويت المستمرين في مساعدة كل شعوب العالم المتضررة والمحتاجة للمساعدة».
واثنى على جهود الرئيس بوش لمكافحة الامراض في افريقيا معتبرا ان جولة الرئيس في افريقيا الشهر الماضي اظهرت «تصميم الادارة الاميركية على مكافحة الامراض في القارة».
وقال ان «التزام الولايات المتحدة والرئيس بوش يشكل نموذجا للمسؤولية والقيادة الأخلاقية الاميركية للعالم كما يشكل تحديا لبقية دول العالم للمساعدة في تحويل الملاريا الى مجرد تاريخ سابق في افريقيا».
واضاف ان ادارة الرئيس بوش واجهت العديد من التحديات والمهام خلال الاعوام الماضية الا انها دوما كانت واضحة في تأكيدها على اهتمامها بافريقيا وحرصها على القضاء على الملاريا هناك واعتبار ذلك من ضمن اولوياتها المتقدمة.
واستعرض الشيخ سالم العبدالله الجهود الكويتية المتواصلة لدعم المبادرات الرامية الى القضاء على الامراض الوبائية ومن بينها الملاريا في افريقيا، معربا عن «اعتزاز الشعب الكويتي وفخره بالمشاركة في الجهود المبذولة للقضاء على هذا المرض».
وقال ان الكويت «تدرك اهمية مساعدة الدول الافريقية في القضاء على الجوع والمرض والفقر في القارة لتمكينها من تغيير الظروف التي تعيش فيها الى الافضل»، واضاف سفيرنا لدى واشنطن ان الكويت «قامت عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية على سبيل المثال بتقديم ما يزيد على 2.3 مليون دولار كمساعدات لاربعين دولة افريقية لدعم عدد من المجالات بداية من المشروعات الصغيرة وجهود مكافحة الفقر وصولا الى الشراكة المتعددة لتحسين البنى التحتية الاقليمية».
يذكر ان تلك هي المشاركة الأولى للرئيس بوش في هذا الحفل السنوي الا ان زوجته السيدة لورا بوش شاركت في حفلين خيريين كويتيين على مدار العامين الماضيين تم تخصيصهما لدعم التعليم في افغانستان عام 2006 وتحسين الخدمات الصحية للأطفال في مدينة البصرة جنوب العراق عام 2007.
ويعد حفل العام الحالي الرابع من نوعه الذي تقوم السفارة الكويتية في واشنطن بتنظيمه في اطار مبادرة اطلقتها حرم سفيرنا الشيخة ريما الصباح في عام 2005 واستهلتها باقامة حفل خيري انذاك خصص ريعه لدعم اللاجئين العراقيين.
وفي كلمتها امام الحفل قالت الشيخة ريما الصباح ان «السيدة الأولى لورا بوش ظلت على مدار السنوات السبع الماضية التي قضتها في البيت الابيض داعمة لحقوق المرأة ومدافعة عن الأطفال وسفيرة للنوايا الحسنة عن الشعب الاميركي».
واثنت الشيخة ريما على قيام السيدة لورا بوش بتخصيص الجانب الاكبر من جهودها لقارة افريقيا وقيامها بزيارة القارة خمس مرات في الاعوام الماضية.
واشادت كذلك بجهود وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مؤكدة انها «الى جانب تركيزها على السياسة الخارجية تولي اهتماما هائلا وطاقة كبيرة بغرض القضاء على الملاريا والفقر في القارة الافريقية».
يذكر ان منظمة «لا ملاريا بعد اليوم» تستهدف القضاء على الوفيات الناجمة عن مرض الملاريا الذي يعد السبب الاول للوفيات بين الاطفال اقل من خمسة اعوام في قارة افريقيا ويتسبب في موت اكثر من مليون شخص سنويا.
وتشير الاحصاءات الصادرة عن المنظمة الى ان مرض الملاريا يتسبب في وفاة طفل كل 30 ثانية في افريقيا وبصفة خاصة في دول جنوب الصحراء التي تتركز فيها نسبة 80% من المصابين بالملاريا حول العالم.
هذا وحمل الحفل عنوان «وقفة من اجل افريقيا» ومن المقرر ان يتم توجيه حصيلته الى منظمة «لا ملاريا بعد اليوم» التي تم تأسيسها عام 2006 كنتيجة مباشرة لمبادرة الرئيس بوش لمكافحة الملاريا التي اطلقها في عام 2005.
ومن المقرر ان تقوم تلك المنظمة بالاشراف على اوجه انفاق حصيلة الحفل للقضاء على الملاريا في دول افريقيا جنوب الصحراء.
وانعقد الحفل برعاية من مؤسسة «الكويت - اميركا» التي تتخذ من واشنطن مقرا لها والتي تعد مؤسسة خيرية اميركية تم تأسيسها في عام 1991 لغرض تعزيز الصلات بين شعبي الولايات المتحدة والكويت.
وقد أسفر الحفل الذي نظمه الشيخ سالم الصباح وزوجته الشيخة ريما الصباح تحت رعاية وحضور الرئيس بوش وحرمه عن جمع 1.5 مليون دولار لدعم الجهود الدولية لمكافحة الملاريا في دول افريقيا جنوب الصحراء.
الصفحة في ملف ( pdf )