كيبتاون- رندة تقي الدين
روت السفيرة الاميركية السابقة في العراق ابريل غلاسبي والتي حذرت صدام من عواقب اجتياحه الكويت روت لـ «الحياة» وللمرة الأولى لصحيفة قصة لقائها الأخير مع صدام حسين، ونفت الرواية العراقية التي نشرت بعد لقائها الرئيس العراقي أنها قالت له: «نحن لا نتدخل في خلافات حدودية بين بلدين»، ملقية مسؤولية الرواية على نائب الرئيس العراقي طارق عزيز الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك.
وقالت غلاسبي ان الجميع في ادارتها كان على علم بأنها نفذت توجيهات الخارجية الأميركية، الا أنها اعتقدت أن بيكر فضل تحميلها اللوم على تحمله بنفسه.
واعترفت غلاسبي أن الكل أخطأ التقدير، هي والرئيس المصري حسني مبارك، عندما اعتقدا أن صدام حسين لن يجتاح الكويت خلال الأيام التي تبعت اجتماعها معه.
وروت ظروف حياة ديبلوماسية أجنبية في العراق والمراقبة الشديدة التي كان يخضع لها الديبلوماسيون الأجانب في بغداد.
وقالت ان صدام كان يعتقد في أنه أنقذ الدول الخليجية الصغرى من الخطر الايراني، وأن هذا البلد الصغير الذي كان يعتبره ولاية عراقية، كان عليه أن يسدد دينه له، كونه أنقذه من الخطر الايراني.
وأشارت الى أنها اعتقدت أن هذه الحسابات الخاطئة والجهل حملاه على اجتياح الكويت. وروت أن طارق عزيز قد يكون نصح صدام باجتياح الكويت في غياب جميع الديبلوماسيين من بغداد، خصوصا أنها كانت غادرت لبضعة ايام في الوقت ذاته الذي غادر فيه السفيران الروسي والبريطاني.
وأكدت قناعتها بأن حل القضية الفلسطينية هو المحور الأساس الذي ينبغي أن يتم، لأنه الصراع الذي له تشعباته في كل المنطقة، وأنه من الخطأ القول مثلما قيل بعد احتلال العراق، ان محور الصراع انتقل الى مكان آخر.
وقالت غلاسبي انها استغربت أن الرئيس الراحل حافظ الأسد ترك في 1984 سفارة ايران في دمشق كي تصدر ثورتها الى لبنان، اذ إن سفير ايران في دمشق في حينه كان يتولى نقل السلاح الى الجنوب والبقاع ويؤمن لمجموعة من الأشخاص استقلالية سيكون من الصعب جدا السيطرة عليها.
وقالت ان الرئيس السوري الراحل كان محنكا وشديد الذكاء ويتحلى بروح النكتة ويرغب في ممازحة محاوريه في حين أن صدام حسين كان يرعب أوساطه وينشر نوعا من التوتر يخيم على أجواء لقاءاته.
وقالت ان نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام كان صعبا ومتشددا في التفاوض، وانها قامت بمهمات مكوكية بين خدام والرئيس اللبناني السابق أمين الجميل الذي وصفته بأنه كان حريصا جدا على الدفاع عن حقوق وطنه، وأنه كان وفيا جدا للبنان.
الجزء الأول من الحوار في ملف ( pdf )
الجزء الثاني من الحوار في ملف ( pdf )