مريم بندق
دعت ممثل نائب صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح، الى عدم الانصياع للانطباعات العامة المتسرعة ووجهات النظر التي لا تستند الى اسس علمية وتربوية صحيحة عند الحكم على مستوى التعليم في الكويت.
وقالت وزيرة التربية، التي أنابها نائب الامير وسمو ولي العهد لافتتاح انشطة المؤتمر التربوي السابع والثلاثين لجمعية المعلمين تحت شعار «مخرجات التعليم العام واقع وتطلعات»: علينا ان نفخر بمستوى التعليم في الكويت «فقد فازت الكويت بجميع فئات مسابقة حمدان بن راشد آل مكتوم للاداء التعليمي المتميز للطالب والمعلم والمدرسة».
واستطردت: لسنا بسيئين بالشكل الذي يطرحه البعض، مؤكدة: علينا ان نكف عن جلد الذات حتى لا نحبط العاملين في المدارس الذين يقومون بواجباتهم باخلاص وحب شديدين للكويت.
واضافت: انني ارفع قبعتي تحية وتقديرا وعرفانا لعطاء اهل الميدان المستمرين لسنوات طويلة في خدمة التعليم، وعلينا ان نراعي اننا نتكلم عن مؤسسة تربوية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان كبيرة، فالوزراء يأتون ويذهبون وتبقى هذه المؤسسة بكل جلالها وعظمتها شامخة منذ الخمسينيات وهي تبني اجيالا تلو اجيال.
وأكدت ان الكويت دائما تحقق المراتب الاولى في مسابقات اللغة العربية على مستوى المنطقة، داعية الى اعطاء المتميزين والمبدعين حقهم حتى نجني ثمار هذه النجاحات على مختلف الصعد.
واوضحت الوزيرة ان انخفاض نسب الطلبة في امتحان القدرات الذي تنظمه جامعة الكويت يتعلق بطلبة المقررات لاحتواء الامتحان على جوانب من المقررات التي سبق أن درسها الطالب في الصف الاول الثانوي عكس الحال لطلبة الثانوية العامة الذين ترتفع نسب نجاحهم في امتحان القدرات لاحتوائه على جوانب من المقررات التي انتهى منها في الثانوية العامة، لذلك يكون مستوعبا بصورة كبيرة لعدم نسيانه المعلومات.
وتمنت الوزيرة توصل المشاركين في المؤتمر الى توصيات محددة لاسباب انخفاض مستوى بعض المخرجات «حتى نعمل على معالجة أسباب تدني المخرجات بما يحقق تطلعات الوزارة والجمعية، مشيرة الى تكليف مكتب التربية العربي لدول الخليج بتدريب فريق عمل لتحليل نتائج الطلبة.
وتناولت الوزيرة الصبيح الحديث عن مشاريع التطوير في قطاعات الوزارة المختلفة مؤكدة بدء التنفيذ لستة مشاريع من اصل 12 في ادارة التربية الخاصة، مشيرة الى ان تنفيذ المزيد والمزيد في الخطة الموضوعة التي تحتاج الى اجراءات من ديوان المحاسبة ولجنة المناقصات المركزية.
وكشفت الوزيرة عن مناهج تطويرية جديدة للمرحلة المتوسطة في اللغة الانجليزية تطبق اعتبارا من العام الدراسي 2008/2009 على ان يتم تطبيق ما يتعلق بالمرحلة الثانوية في العام 2009/2010.
والمحت وزيرة التربية الى ان التطوير يحتاج نوعا من استقرار العاملين في الوزارة ولذلك لن يكون هناك تدوير بين الوكلاء المساعدين «فلدينا عمل كبير يحتاج الى فرق متجانسة يقوم كل فرد فيها بمتطلبات قطاعه». ونفت صدور قرار تطبيق بصمة الحضور والانصراف على المعلمين، مؤكدة ان موظفي الهيئة التعليمية هم اكثر الموظفين التزاما بالدوام في الدولة.
واوضحت ان مشروع الكاميرات لحماية ابنائنا سيوضع على ابواب المدارس والساحات الخلفية وليس داخل ممرات المدرسة للحفاظ على خصوصية المعلمين.
واكدت الوزيرة ما انفردت بنشره «الأنباء» امس حول تجميد قرارات تأنيث المدارس الابتدائية مؤكدة لن يكون هناك قرار بتأنيث 17 مدرسة متبقية واذا حدث فلن يشمل الا مدرسة او مدرستين على اقصى حد.
كلمة ممثل نائب الامير
وكانت ممثل سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح قد القت كلمة في بداية الافتتاح قالت فيها: احييكم اطيب تحية وارحب بضيوفنا اجمل ترحيب في رحاب الكويت نيابة عن سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الذي شرفني بانابته لي في افتتاح انشطة المؤتمر السابع والثلاثين والذي خصص هذا العام لتناول مخرجات التعليم العام واقع وتطلعات.
وهو اختيار موفق لموضوع حيوي من القائمين على امر المؤتمر والمعدين لانشطته، فقضية مخرجات التعليم العام هي القضية الجوهرية الكبرى التي تشغل فكر المسؤولين عن التعليم واولياء الأمور وكل المهتمين بالشأن التعليمي وكل من له علاقة بسوق العمل والمعنيين بالتنمية المجتمعية الشاملة، فالحديث عن مخرجات التعليم هو في حقيقته حديث عن كل عناصر المنظومة التعليمية وفي مقدمتها المعلم والمتعلم وولي الامر والمقررات الدراسية وطرائق التدريس والانشطة الصفية واللاصفية وتكنولوجيا التعليم والوسائط والمصادر والادارة التربوية والاشراف الفني والتربوي والبيئة المدرسية والبيئة المجتمعية المؤثرة في المتعلم والسياسات والخطط والاستراتيجيات المعدة للتعليم فكل هذه العناصر وغيرها تؤثر في المخرجات.
الدراسات الموضوعية
واضافت ممثل نائب الامير وولي العهد ان الدراسات الموضوعية التي تأخذ بالنهج العلمي وتلتزم بأصوله وضوابطه لدى تناول اي عنصر من عناصر المنظومة التربوية وعدم الانصياع للانطباعات العامة المتسرعة ووجهات النظر التي لا تستند الى اسس علمية وتوبوية صحيحة هي سبيلنا الى الرصد الموضوعي والتشخيص الدقيق لواقعنا التعليمي واستقراء ظواهره ومعطياته استقراء صحيحا، وهي الخطوة الاولى على طريق الاصلاح الفعلي والتطوير المنشود الذي يحقق ما نطمح اليه من ارتقاء بمستوى مخرجاتنا وضبط لجودة تعليمنا اذا ما صلحت الخطوات التي تليها وصحت العزائم التي تحدو مسيرتها.
واكدت ممثل نائب الامير وولي العهد ان الجهود الطيبة التي يبذلها الاخوة في جمعية المعلمين والتي تستهدف القاء المزيد من الاضواء على الموضوعات الحيوية والجوانب الفنية والتربوية هي موضع تقديرنا واهتمامنا مادامت تستهدف الارتقاء بالعملية التعليمية وتحسين مخرجاتها، ونحن حريصون كل الحرص على الافادة منها ومن كل الآراء والاقتراحات التي تحقق هذه الغاية المنشودة، وقد أفدنا من العديد من الاقتراحات الميدانية القيمة المقدمة من الإخوة المعلمين والمعلمات في المشروعات العديدة التي تبنتها الوزارة والتي تزيد على 30 مشروعا وبدأت في انجازها، كما اننا نعتمد اعتمادا اساسيا في التطوير على رؤى واقتراحات واسهامات الهيئتين التعليمية والإدارية في مواقع العمل الميداني المعبرين عن طموحات الميدان وتطلعاته.
تضافر جميع الجهود المجتمعية
واشارت ممثل نائب الأمير وولي العهد الى اننا في حاجة الى تضافر جميع الجهود المجتمعية والى صدق النوايا وصحة العزائم والى العمل الجاد من الجميع في صمت، اذا كنا حقا نبتغي بعملنا وعطائنا وجهدنا وجه الله تعالى ومصلحة وطننا العزيز، نحتاج الى ان نتمثل قول الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم واننا لعلى يقين ان مؤتمركم هذا سيسهم اسهاما طيبا بما يتوصل اليه من توصيات فيما نحن عاكفون على انجازه وعاقدون العزم على تنفيذه ومعتقدون انه سيحدث نقلة نوعية في التعليم في وطننا العزيز بفضل الجهود الصادقة لأبناء الكويت المخلصين وتعاونهم وتآزرهم.
من جانبه، قال رئيس جمعية المعلمين عبدالله الكندري: لقد اصبح المؤتمر السنوي للجمعية معلما اساسيا من المعالم التربوية في الكويت حيث ندشن اليوم انشطة المؤتمر التربوي الـ 37 والذي استمر بثبات على مدى السنوات الطويلة السابقة وفي كل سنة يتم طرح قضية من القضايا التي تعيشها الساحة التربوية وفق رؤية اعدتها الجمعية لمناقشة جميع القضايا التربوية.
وها نحن اليوم نتعرض لعنصر حيوي من عناصر العملية التعليمية ان لم يكن اهمها وهو مخرجات التعليم حيث تسخر جميع الامكانيات والطاقات للارتقاء بهذه المخرجات بل هي الهدف الرئيسي للعملية التعليمية برمتها، ولا اخفيكم سرا أننا نشعر بأن مخرجاتنا التعليمية تحتاج لوقفة جادة لتقييمها في ظل بعض المؤشرات السلبية التي خرجت بها دراسة المؤشرات التربوية للعامين 2004 و2005 والتي اعدتها وزارة التربية بالتعاون مع البنك الدولي ولا تخفى علينا نتائج اختبارات بيرلز في مهارات القراءة، حيث وضعت الكويت في المرتبة 43 من 45 دوليا.
في خضم هذه التظاهرة التربوية نتذكر فقيد التربية والفكر د.احمد الربعي، رحمه الله، حيث شغل منصب وزير التربية لمدة 4 سنوات اعطى من خلالها الكثير، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة.
واختتم: لا يسعني الا ان اتقدم بخالص الشكر والتقدير لنائب الأمير وسمو ولي العهد على رعايته لمؤتمرنا هذا والشكر موصول لوزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي لحضورها نيابة عن راعي المؤتمر.
الصفحة في ملف ( pdf )