دارين العلي
أعلن رئيس لجنة الاشراف العليا للموتمر الوطني «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» المحامي يوسف الياسين نجاح المؤتمر الذي استمر لمدة اربعة ايام بتكريم كوكبة من رموز الكويت الكبار وذلك عبر بلوغه بعض اهدافه وتحقيقه جانبا مهما من غايته وأهمها يتمثل في ما شهده المؤتمر من تجمع والتفاف لجميع شرائح الكويت من بدو وحضر وسنة وشيعة وصغار وكبار ورجال ونساء استجابوا جميعا الى نداء المواطنة الحقة.
جاء ذلك في اليوم الختامي للمؤتمر مساء امس الاول في ساحة العلم حيث كرم وعلى مدى 4 ايام 14 رمزا من نخبة الرجال الذين تواصل دورهم الريادي والمجتمعي والخيري على مدار عقود متواصلة.
المواطنة الحقة
وقال الياسين: «نجح المؤتمر وسط أجواء مشحونة فجاء في وقته المناسب لتكتسي ديرتنا تاج الوطنية والوفاء والولاء والانتماء حتى بدا للجميع أن المؤتمر على علاقة بالأحداث الآنية، ولكنها كانت عقيدة ويقين المواطنة، نسعى للمساهمة في تأصيلها وترسيخها في أجيالنا المقبلة والناشئة.
وأهاب بالجميع السعي نحو التكاتف في مقبل الأيام وألا تفرقنا أهواء أو ميول خاصة ونحن نعيش حدثين جللين في مرحلة مفصلية في تاريخ الكويت وهي استقالة حكومتنا الرشيدة وحل مجلس الأمة وللسادة الوزراء والنواب نقول «يعطيكم العافية» فقد اجتهدتم وبذلتهم وسعيتم لمواصلة السير على دروب الأجداد والآباء وإن كان ثمة قصور فلن يقلل من عطائكم وصدق نواياكم في مسعاكم الوطني».
واضاف «وتأسيسا على مجريات الأحداث الحالية فإن العالم أجمع يتطلع الى الكويت والى ديموقراطيتنا الراسخة لذا فإن المؤتمر يدعو جميع الأطياف والتوجهات الى التمساك والاتزان وليضع كل منا نصب عينيه مصلحة ديرتنا الحبيبة لمواصلة مسيرتنا المباركة التي أطلقها آباؤنا وأجدانا. فلا فرق بين سني وشيعي وبدوي وحضري إلا بالمواطنة.
وشكر الياسين كل من ساهم في انجاح المؤتمر وعلى رأسهم الشركات الراعية في اللجان المنظمة والعاملة التي عملت بجهد ليرى هذا المؤتمر النور واعدا بأن يكون المؤتمر الخامس العام المقبل مفاجأة خليجية مدوية.
مناقب الآباء والأجداد
وكان اليوم الختامي للمؤتمر قد بدأ بمحاضرة بعنوان شبابنا ومناقب الآباء والأجداد للداعية أحمد القطان الذي بدأ بسؤال الله ان تهدأ الأوضاع وان يوفق شعب الكويت طالبا من الشعب ان يختار خلال الانتخابات المقبلة من يمثل كويت الصدق والأمانة والعطاء والمحبة.
وتوجه الى الشباب من الأبناء والأحفاد طالبا منهم ان يسيروا على خطى الآباء والأجداد ذاكرا مآثر هؤلاء وصبرهم على الحياة حتى صنعوا أنفسهم وكانوا رموزا للتضحية وبناء النفس وهذا ما يجب ان يتسلح به الجيل الحالي
ولفت القطان الى مآثر الآباء والأجداد وصبرهم على الشدائد وتمسكهم بالأخلاق والدين والقيم الحميدة، داعيا الشباب والأجيال المقبلة الى التمسك بهذه القيم التي تعتبر اساسا لأي مجتمع متقدم.
وقال «الكويت لا تعرف التناحر والتحاسد، فهي قلب واحد ورجل واحد وشعب واحد أمام رب واحد وخلف رسول واحد ( صلى الله عليه وسلم ) وعند قرآن واحد» داعيا الأبناء الى عدم فقد هويتهم، والى التشبه بالأجداد لأن التشبه بالكرام فلاح.
وذكر ان «العمل الكويتي الخيري يمتد في القارات كلها وتشارك الكويت في فك الحصار في غزة، حيث كان الكويتيون الوحيدين الذين وصلوا الى غزة ومدوا يد العون الى اصلهم هناك»، قائلا «الكويت صغيرة في حجمها كبيرة في عطائها».
وقال «لا يغرنكم ما تسمعون وما تقرأون من الاختلاف في وجهات النظر لأن أهل الكويت عندما تكون المحنة يكونون قلبا وحدا ورجلا واحدا ومن لا يصدق ذلك فليعد بالذاكرة الى ايام الاحتلال الغاشم وكيف تصرف الكبير والصغير من الكويتيين آنذاك».
رموز الكويت
وقد اختتم المؤتمر بذكر مناقب ثلاثة من رموز الكويت أولهم العم ابراهيم الجريوي، حيث تحدث عن مناقبه نسيبه احمد السبيعي، متمنيا على الجهات الرسمية ادراج تكريم العظماء ضمن مهرجان «هلا فبراير» لأنهم يستحقون الذكر وأن يكونوا قدوة للأجيال.
وتحدث عن عمه كإنسان صاحب قلب كبير يمثل قصة نجاح، حيث هو إنسان مبدع وعصامي وصاحب همة وحسن تصرف، لافتا الى انه كان صاحب اول ترخيص في صناعة الاسفلت، وكان من كبار المحسنين وكان مثاليا في تعامله مع الآخرين، ومتميزا في عطائه وعمله الخيري، وكان من اسباب نجاحه انه حفظ الله في نفسه وفي الأمانة الموكلة اليه فأكرمه الله وفتح له ابواب الرزق.
أما مناقب العم المؤرخ خالد سعود الزيد فقد ذكرها نجله سعود الزيد، لافتا الى انه حرص على تنشئتهم على السلوك القويم وكان محبا للقراءة والمعرفة والبحث في المذاهب الفكرية والدينية، حيث كانت الحقيقة هدفه وكان يؤمن بأنه لا فرق بين سني وشيعي، كلهم يشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، والسبيل الى التقريب بينهما لا يتحقق الا بالحب لآل البيت وبالتقدير والاحترام لصحابة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وسلم ).
وسرد سيرة حياته التي أخلصت فيها حبا لهذا البلد، وذكر عددا من مؤلفاته التي غدت ركيزة اساسية في التاريخين الادبي والثقافي، وهو اول من وضع كتابا في الامثال العامية، وأول من ألف كتابا عن الادب والادباء في الكويت.
تأدية الرسالة
وعن مناقب العم عبدالعزيز علي المطوع تحدث نجله احمد المطوع عن مآثره الانسانية والدينية والوطنية، وقد كان ضمن قافلة من الرجال والنساء الكويتيين الذين أدوا رسالتهم بصدق.
وقال: كنا نعرف الكثير عن اعماله، ولكن بعد وفاته تبين لنا الكثير من الاعمال الخيرية التي لم تكن نعلم عنها وأبرزها المساهمة في انشاء مركز أوكسفورد للدراسات الاسلامية، وهو يعتبر اكبر الاوقاف الاسلامية خارج العالم الاسلامي ويتضمن مكتبة كبيرة سميت باسم الكويت.
واضاف: هؤلاء الكبار وضعوا النقاط على حروف حب الوطن، وترجموا القيم الاسلامية، لافتا الى ان والده كان من اوائل الكويتيين الذين توجهوا الى افريقيا لمساعدة المحتاجين وبناء المساجد والمدارس ودور الايتام، مشيرا الى انه كان يحب ان يقال له انه ولد مع ولادة العلم، اي مع افتتاح اول مدرسة في الكويت وهي مدرسة المباركية عام 1915، وقد كان سفيرا لوطنه أينما حل دون سفارة، وبنى الكثير من العلاقات مع مختلف الجنسيات، وكرم على ايدي كثيرين اولا من سمو الأمير الراحل عندما عينه وكيلا عاما على استثمارات الكويت في مصر، ونال وسام الجمهورية من الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وذلك لحميد صفاته وجليل عطاءاته، وكرم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حين أصدر أمره بمعاملة والده معاملة المواطن السعودي في تملك العقارات واقامة المشاريع.
وقال: من حق تلاميذنا وأجيالنا المقبلة ان يعرفوا مآثر عطائنا من النساء والرجال عبر المناهج الدراسية ووسائل الاعلام.
بدورها، تحدثت رئيسة لجنة «ساعد أخاك المسلم» نسيبة المطوع، فذكرت كل ما علمها اياه والدها عبدالعزيز المطوع، فقالت: علمني كيف أفكر وكيف أنظر الى الموضوع من زاوية الربحية والفكر الايجابي، وعلمني متعة النيل والربحية في العطاء وليس في الاخذ، وعلمني ما معنى كلمة صدقة السر وكيفية الحوار مع الاولاد وحب الناس والعمل معهم، وكذلك جمال الابتسامة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )