القاهرة - ليلى نور
الوطن كيان شفاف والبعد عنه جغرافيا لا يعني الانفصام، يحمل المرء حنينه الى ارضه بين ضلوعه وتزغرد الفرحة في قلبه حين يرى علم بلاده بين اقرانه يسمو الحلم بالمواقع، وان كانت المواقع في حالة الأحلام، محدثتي وجه انساني اجتماعي طموح، عرفت بوصلتها الكلمة والمعنى فأبدعت واصبحت علامة مميزة بين مبدعي وطنها، تخطت اعمالها الادبية حواجز التجمد وخرجت من دائرة التسبيح بالحديث الى براح محاط بإيمان عميق بأن للوطن علينا حقا فأطلت بقلمها الرشيق وراحـت تنســج خيـــوط المعــانـي مستلهمة اياها مـن واقعهـا المعيــش، وضعـــت المتلقي فـي حالة انتعـاش صحيـة تصحبهـــا بهجـة ودهشـة معجبــة فانحازت للمــرأة في جــل اعمالـهــا واظهـرت صــــدق ابداعهـا.
فاطمــة يوســـــف العلي الاديــبة المبــدعــــة الكويتـية التــــي انخــرطــت بـكـل مواهبهــا وعلـمهـا وقدراتها فــي التجربــة فحصدت النجاحات، فهي تستحق اكثر من الاعجاب والاهتمام والاشادة، انها تستحق التفات كل من تعنيهم قضية حاضر المجتمع ومستقبله، في الحوار مع فاطمة العلي تستوقفك احاسيس مختلفة فهي ترى ان الكويت وأمنها واستقرارها خط احمر لا يحق ولا يجوز وغير مسموح لأحد بتجاوزه، وترى الوحدة الوطنية هي الدرع الواقية والآمنة التي يتحصن خلفها كل الكويتيين.
وترى ايضا ان تكون الكويت هي الاهم، والاخلاص لها هو الاول والآخر ولا مكان للايديولوجيات التي تتعارض مع ما يجرح مشاعر كل مواطن ووجدانه، ترفض فيما ترفض الاحاديث اللبقة عن الوحدة الوطنية والتي تتوارى خلف دروع الطائفـــية، تؤمن بالمرأة وقدراتها وتأثيرها في التنمية وتأمل تغيير الصورة النمطية التي يسعى البعض الى ترسيخها وتتشبث بدعم القيادة السياسية لخطوات المرأة، لكنها تستدرك القول: لابد من ان تتصالح المرأة مع نفسها، وألا تعطي الفرصة للمحاور الذكورية التي تضع العصا في الدولاب، ادعو المرأة في بلدي الى ان تعيد ترتيب اوراقهـــــــــــا واجندتهـــــــــا مـن اجـل ان تصبح مؤثـــــــرة فــــي صنـع القـــرار، تؤمن بالفرز الديموقراطـــي، والانتبـــــاه لمـــا يحـــــــاك للمــــــرأة مـن حــالــة الاستبعـــاد الاجتمــاعـي، تذكــر دائمـــا بمحنة الاحتــلال التي اوجدت التلاحم المجتمعــي الذي كان لطمة على وجه كـل المترصديـــن للوطن الصغير في حجمه، الكبير في كيانه ومقامه.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )