دانيا شومان
نورية السداني «استاذة الأجيال» اللقب الذي اطلقته عليها الشيخة حصة صباح السالم المشرف العام لدار الآثار الاسلامية.
السداني ليست مجرد قصة امرأة، بل هي حكاية تاريخ وكيف لا يكون ذلك، وقد قال عنها وزير الديوان الشيخ ناصر صباح الأحمد: لا أحسب ان مؤرخا منصفا لتاريــخ مؤسسات المجتمــع المــدني يستطيع ان يتجاهل اسم نورية السداني.
منذ ان كان عمرها سبعة عشر عاما انطلقت مع الدعوة لحقوق المرأة، وعندما أتمت الرابعة والعشرين من عمرها استطاعت ان تحرك التاريخ باتجاه اقرار الحقوق السياسية للمرأة الكويتية عندما قدمت أول وثيقة بهذا الخصوص في الكويت عام 1971.
وهــي الوثيقة التي ناقشها مجلس الأمة، ولأول مرة فــي تاريخ الكويت على مدى 3 جلسات عام 1973.
وسبقها تأسيسها أول جمعية نسائية في تاريخ البلاد عام 1962، لذا لا يمكن اختصار ثروة بحجم تاريخ المؤرخة نورية السداني، التي في لقائنا معها وصفت هذه الحقبة من تاريخ الكويت بأنها حقبة السفينة الممتلئة بـــأمهــر السباحين، ولكنها تفاجئنا بالغرق.
وبالحوار معها تبين انها تتحدث كما تكتب منصفة هادئة مبتسمة دائما، تتعامل مع الأشياء بأسمائها الحقيقية، وتسير وفق منطق العدل حتى انها رفضت ان تصل المرأة الى البرلمان عن طريق «الكوتا» لأن المرأة برأيها قوية وان الديموقراطية هي المسار الحقيقي، ولو لم تصل المرأة الى البرلمان الا بعد مائة عام.
قالت السداني ان جهود المرأة ستبقى مبعثرة في ظل وجود ما أسمته بـ «الدكاكين النسائية».
«ان هيلاري كلينتون ليست أفضل من سبيكة ومنيرة وحصة» هذا أجمل ما قالته السداني.
اما منزلها فأشبه بمعرض لانتصارات المرأة في جميع بلدان العالم، فهناك مارغريت تاتشر وبوتو وكوندوليزا، والى جانب صورهن صورة البطلة المفضلة لدى السداني وخادمتها الهندية «لورا» التي قدمت الى البلاد وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها بعد ان قضت ثمانية عشر عاما تعمل كخادمة في بلدان الخليج العربي.
وعملت لدى السداني عشرين عاما بعد ان اصبحت جدة. وقالت عنها السداني «هذه بطلة اعتز بها كما اعتز بكوندوليزا»
حاولنا قدر استطاعتنا ان نوفي هذه المرأة المثابرة حقها، تنقلنا معها في نقاط مهمة ومضيئة من تاريخها، ولا يمكن ان نقول سوى ان نورية السداني هي أهم امرأة داعية لحقوق المرأة في تاريخ المنطقة.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )