دارين العلي
اعلن مدير معهد الكويت للابحاث العلمية د.ناجي المطيري عن انطلاق عملية المسح الشامل للاسماك القاعية في مياه دول مجلس التعاون التي تقوم بها دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في المعهد بدءا من مطلع ابريل المقبل على متن سفينة «باحث 2» انطلاقا من المياه الكويتية وانتهاء بمدينة مسقط في خليج عمان.
كلام د.المطيري جاء خلال تدشين سفينة «باحث 2» امس في ميناء الشويخ بحضور مدير عام الهيئة العامة للبيئة الكابتن علي حيدر وممثلين عن الجهات الراعية والداعمة للمسح وعدد من مسؤولي الادارات في المعهد.
ولفت المطيري الى ان السفينة العلمية «باحث 2» مناسبة جدا لمنطقة الخليج العربي وخليج عمان، وستكون مهمتها الاولى القيام بمسح شامل للاسماك القاعية في مياه دول مجلس التعاون، وذلك من خلال اربع مراحل تستمر فترة سنتين، وستستغرق كل مرحلة 45 يوما، تبدأ المرحلة الاولى من المسح في مطلع ابريل المقبل، بدءا من المياه الكويتية وتنتهي في مدينة مسقط في خليج عمان، مرورا بالمياه السعودية والبحرينية والقطرية والاماراتية، وستغطي هذه المرحلة 180 محطة تقريبا منتشرة بمياه دول مجلس التعاون الخليجي، وتبدأ المرحلة الثانية خلال شهر سبتمبر المقبل، والثالثة في شهر مارس 2009، اما المرحلة الرابعة والاخيرة فستكون في شهر سبتمبر 2009.
واشار الى ان المسح يأتي ضمن مشروع «دراسة مخزون الاسماك القاعية في الخليج العربي وخليج عمان» وهو مشروع مشترك ينفذ تحت مظلة الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ويقوم المعهد بالاشراف العلمي على هذا المشروع الذي يهدف الى تقييم الاسماك القاعية وتحديد كتلة مخزوناته والتوصل الى افضل السبل لتعاون دول المجلس لحماية الثروة السمكية، وقد ادركت مجموعة من الهيئات اهمية هذا المشروع فشاركت المعهد في دعمه وتمويله، ومن هذه الهيئات الصندوق العربي للانماء الاجتماعي والاقتصادي، والبنك الاسلامي للتنمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وموسسة الخليج للاستثمار، ومؤسسة البترول الكويتية، ومؤسسة البترول القطرية.
ولفت د.المطيري الى اهمية الدور الذي تقوم به مثل هذه السفن المزودة بأجهزة ومختبرات دقيقة حيث توجه المعهد منذ ثلاث سنوات الى تشييد سفينة «باحث 2» التي نحتفل اليوم بإطلاقها، ويبلغ طولها 26 مترا وعرضها 8 أمتار، وتصل سرعتها الى 12 ميلا بحريا في الساعة، وهي مجهزة بأحدث الاجهزة الالكترونية والمعدات الحديثة للصيد، ويمكن ان تبحر لمدة عشرة ايام دون الحاجة للتزود بالوقود.
ولفت الى ان السفينة «باحث 2» اضافة مميزة للمرافق البحثية والمختبرات المعنية بالبيئة البحرية وعلوم البحار بالمعهد، ومنها مختبر تقدير اعمار الاسماك ومختبر بيولوجيا القشريات ومختبر بيولوجية الاسماك ووحدة مراكب الابحاث التي تضم تسعة زوارق متعددة الاغراض والاحجام، فضلا عن مختبرات الاستزراع السمكي والمفاقس التجريبية والتجارية للاسماك، ومرافق علوم البحار ومنها مختبر كيمياء البحار ومواصفات الماء ومختبر العوالق البحرية ومختبر بيولوجيا البحار، بالاضافة الى مختبر الهيدروليكا الذي يضم اجهزة مختبرية وميدانية لقياس ارتفاع الامواج وسرعة التيارات وقياس نسب تركيز المواد الرسوبية وتغير مستوى سطح وقاع البحر.
وقال ان معهد الكويت للابحاث العلمية، ومنذ نشأته قبل اربعين عاما، وجه جانبا كبيرا من ابحاثه للبيئة البحرية، واهتم اهتماما واسعا بجميع البيانات الساحلية والبحرية لتوظيفها في بحوثه المختلفة، ولذلك عمل على استخدام سفن الابحاث في جميع البيانات الميدانية، فاستخدم اعتبارا من عام 1968 سفينة الابحاث «يومتكا مارو» وذلك بالتعاون والتنسيق مع جامعة طوكيو اليابانية، كما قام خلال سنوات السبعينيات من القرن الماضي بالعديد من الدراسات الخاصة بالثروة السمكية، واهمها: اجراء مسوحات لتحديد وفرة انتشار يرقات الاسماك، والهائمات الحيوانية في المياه الكويتية شمالا وحتى مضيق هرمز جنوبا، مستخدما في ذلك سفينة اسماك 4 وبالتعاون مع جامعة ميامي الاميركية.
واضاف: في سياق اهتمامه بامتلاك المرافق البحثية المتقدمة ومحطات البحث الميداني قام المعهد عام 1984 بشراء وتجهيز سفينة الابحاث «باحث» وأتاح استخدامها ايضا للمؤسسات العلمية الوطنية الاخرى، وساهمت هذه السفينة في كثير من البحوث والدراسات قبل تدميرها عام 1990 من قبل قوات الغزو العراقي الغاشم، وكانت هذه السفينة بطول 43 مترا وعرض 10 أمتار.
وشكر المطيري جميع الجهات التي شاركت في تنظيم عملية البحث وجميع من قدموا مساهمات مميزة خلال مراحل تصميم وتشييد وتجهيز السفينة، وكذلك لمؤسسة الموانئ الكويتية ومديرها الشيخ د.صباح جابر العلي لتوفير موقع دائم للسفينة في ميناء الشويخ، متمنيا لطاقم السفينة التوفيق في مهمتهم البحرية.
بدوره، تحدث مدير دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية د.سليمان المطر تاريخ البحث المسحي للاسماك في منطقة الخليج بشقيها، مشيرا الى ان الهدف الاساسي للمشروع الذي سنبدأ أولى مراحله خلال الشهر المقبل هو تقييم المخزونات السمكية القاعية الرئيسية مثل الهامور والنقرو والشعري والشعم وغيرها والتي شهدت نقصا حادا بمصايدها في الآونة الاخيرة حيث ان آخر مسح تم على الاسماك القاعية كان قبل 30 سنة من قبل منظمة الاغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
ولفت الى ان المسح سيتم كل 3 شهور في مياه دول مجلس التعاون باستخدام شباك الجر الخلفي على السفينة «باحث 2» وسيتم استخدام القراقير والمسبار الصوتي لقياس كثافة الاسماك، وسيشارك في كل طلعة بحرية ثمانية من الباحثين من مختلف دول مجلس التعاون.
وجرى في ختام الحفل تكريم جميع الجهات المشاركة في تنظيم عملية المسح، ثم قام د.المطيري بتدشين السفينة وبجولة داخلها يرافقه كابتن السفينة، حيث اطلع على ما تحويه من معدات تخدم عملية البحث.
الصفحة في ملف ( pdf )