أسامة أبوالسعود
في حفل رائع كرم سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد راعي الملتقى الاعلامي الخامس كوكبة من رموز الاعلام العربي الذين اثروا الثقافة العربية ووضعوا لبنات عظيمة في صرح هذا الاعلام الشامخ.
ووجه سموه في تصريحات للصحافيين على هامش افتتاح الملتقى والذي يعقد تحت عنوان «حوار الشرق والغرب» صباح امس بفندق الشيراتون وسط حضور حاشد من الاعلاميين العرب، الشكر للقائمين على الملتقى الاعلامي الخامس ووصف سموه الملتقى بانه «ديموقراطي وعلى مستوى عالمي».
وقال سموه «نتمنى المزيد من التوفيق والتقدم لهذا الملتقى على مستوى وسائل الاعلام المختلفة، التلفزيونية والاذاعية والصحافية» كما نتمنى له التقدم ليس فقط على المستوى العربي ولكن ايضا على المستوى العالمي.
من جهته اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان تكريم الاعلامين هو امر يعكس لمسة وفاء كويتية ومساهمة في تنوير الرأي العام العربي، مضيفا: تأثرنا بشكل كبير على المستوى الشخصي بلمسة الوفاء للراحل الكبير د.احمد الربعي ذلك الانسان الذي ترك بصمات كبيرة ليس فقط على بلده الكويت ولكن على مستوى الوطن العربي بشكل عام.
وتوجه د.الصباح في تصريحات للصحافيين على هامش افتتاح الملتقى الاعلامي الخامس صباح امس بالشكر لمنظمي الملتقى على لمسة الوفاء لفقيد الكويت الكبير د.احمد الربعي وكذلك لتكريم كوكبة من الاعلاميين الذين وضعوا بالفعل لبنات اساسية في صرح التنوير العربي مثل وزير خارجية المغرب السابق ورئيس منتدى اصيلة محمد بن عيسى وغسان تويني ومي شدياق وكلهم رموز في العلام العربي.
وقال اعتقد ان هذا التكريم مدخل مناسب وجيد جدا لتكريس هذا النوع من الاعلام الايجابي والتنويري والترشيدي للسلوك العربي على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي.
واضاف د.الصباح اعتقد ان كل بلد يحتاج الى طريقة تنويرية وخصوصا ان هناك نزعات كثيرة في المنطقة وهي تتجه الى انقسام خطير وهذا الامر يتطلب من الاعلام الا يساعد على ذلك الانقسام ولا يزيد التفرقة الموجودة الآن على الساحة العربية.
وتابع قائلا «للامانة الاوضاع لا تبشر بالخير، وهذا الامر يتطلب توعية وعلينا العودة بالتركيز على المخاطر التي تواجه منطقتنا العربية». وكان الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس قال في كلمة القاها في افتتاح الملتقى «نجتمع اليوم مجددا على أرض دولة الكويت، في الدورة الخامسة من الملتقى الإعلامي العربي الذي انطلق من هنا قبل قرابة خمس سنوات في دورته الأولى التي عقدت تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حين كان وقتها نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية، والذي يعود إليه الفضل بعد الله عز وجل في استمرار مسيرة هذا الملتقى الإعلامي الفريد بدعمه ومساندته.
وتابع الخميس قائلا «لقد وقف الإعلام في منطقة وسطى بين السبب والنتيجة، وكان متهما بأنه سبب رئيسي في إثارة النعرات والأزمات، وأنه نتيجة حتمية للخلافات بين الدول والحكومات التي صارت تستغل الإعلام وأدواته لتصفية خلافاتها مع خصومها وتوفير مساحة للدعاية والترويج التي تسعى إلى تحقيقها وإثبات ذاتها، وكان الإعلام دائما أداة تستخدم في الخلافات والأزمات والحروب، وباتت لغة الخصومة تطغى على لغة الحوار، وصار منهج التأزيم يرتفع على صوت العقل، مما أثر سلبا في رسالة الإعلام المقدسة التي يصفها الزعيم الهنـدي غاندي بقوله «إن الدور الرئيسي للإعلام، هو أن يفهم ويعبر عن الرأي الــعام الســائد، وأن يخلق فكرا أو رأيا معـينا لدى الجــماهير، ثم يفـضح - بلا خوف - كل الأخطاء».
واضاف قائلا «لقد عانت شعوب العالم كثيرا بسبب الخلافات الدولية، وصراع الحكومات، وكان الإعلام بكافة وسائله إحدى أدوات هذه الخلافات، حيث ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادتها وتوسيع هوتها مما زاد من المعاناة والحيرة التي دفعت الشعوب ثمنها غاليا.
واردف الخميس «وفي ظل تلك الخلافات، انقطعت كل خطوط التفاهم، وتقطعت سبل التقارب، وأصبحت أصواتنا أصداء هائمة في الخواء، وكان لابد من وقفة جادة نعيد بها حساباتنا،ونراجع بدقة نتاج تلك الخلافات والاختلافات، ونستبصر الحلول الأخرى لتصحيح الأوضاع.
تصحيح المسار
وتابع قائلا «وكان لابد من الحوار، لذلك جاءت دعوتنا هذه إلى جمع من المسؤولين والإعلاميين والخبراء والسياسيين وأهل العلم لنجتمع هنا على أرض الكويت التي كانت دائما حاضنة للثقافة،وموئلا للعلوم، وساحة غنية للحوار».
وشدد الخميس على انه «لا يمكن أن يقف الإعلام مكتوف الأيدي أمام ما يجري من أحداث ومتغيرات دولية، لابد للإعلام، ولابد لنا نحن الإعلاميين من أن نضطلع بدورنا الهام في تصحيح المسار مؤكدا ان الإعلام اصبح اليوم صناعة متقدمة، تتقدم جميع الصناعات الأخرى، وأصبح علما يفوق العلوم، وسلاحا لا يقدر بثمن، إن لم نحسن استغلاله أساء إلينا وخسرنا من جرائه الشيء الكثير.
الحوار الإيجابي
واردف من أجل ذلك جاء ملتقانا هذا العام، ليحمل عبء هم ثقيل، ألا وهو الحوار، ولم نكتف بتلك الكلمة الساحرة المتشعبة الغامضة، بل رأينا أن نركز أكثر على قضية الحوار الإيجابي، ونطرق أبواب الغرب بحثا عن خطوط التواصل والتقارب بيننا وبينهم، بهدف التحاور والتناقش والبحث عبر عدة محاور مهمة اشتمل عليها ملتقانا في دورته الخامسة.
واضاف قائلا كما عاهدناكم، فقد سعينا في هيئة الملتقى الإعلامي العربي إلى تطوير هذا الملتقى، ولم نكتف بعقد نشاط سنوي فحسب، بل زرعنا فسائل أمل عندما عقدنا الشهر الماضي الملتقى الإعلامي العربي الأول للشباب بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة من مختلف أقسام وكليات الإعلام في الجامعات العربية المختلفة، وذلك بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة القاهرة، احتفالا بمرور مائة عام على تأسيس جامعة القاهرة العريقة وعقدنا قبلها ملتقى الحوار الإعلامي الأوروبي في مدينة بروكسل بمشاركة نخبة من أبرز الإعلاميين والمفكرين، وسنستمر بإذن الله في مشاريعنا وأفكارنا في خدمة وتطوير الإعلام العربي.
وختم الخميس كلمته بالقول أرحب بكم مرة أخرى على أرض الكويت.. التي كانت وستظل بلد العرب جميعا، وأشكر لكم حضوركم وتكبدكم وعثاء السفر ومشقة الطريق، وأشكر باسمكم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي تكرم بإقامة هذا الملتقى الإعلامي العربي المهم تحت رعايته الكريمة.. وهو الرجل القريب منكم جميعا، والداعم الأول للإعلاميين والمساند لحقوقهم وأشكر كذلك وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد والمسؤولين في وزارة الإعلام وفريق الوزارة الذين قدموا لنا كل التسهيلات اللازمة لإنجاح عقد هذا الملتقى، والشكر كل الشكر للمؤسسات الإعلامية والاقتصادية التي رحبت برعاية ودعم هذه التظاهرة الإعلامية الفريدة، حيث كان لمشاركتهم معنا أبلغ الأثر في تحقيق ما نصبو إليه.
ومن جانبه، القى الاعلامي خيرالله خيرالله كلمة المشاركين في الملتقى حيث قال ليس غريبا ان يجمعنا الملتقى الاعلامي في الكويت، بل الغريب الا تجمعنا الكويت وهي تتبوأ بجدارة منذ اعوام المركز الاول في الحريات الاعلامية في الشرق الاوسط مستعيدة تاريخا ارتكز على الوطن الرسالة، لا الوطن المساحة.
وتابع خيرالله قائلا وليس غريبا ان نجتمع من كل مكان لنناقش قضية الحوار بين الشرق والغرب، فنحن طلاب عدالة وسلام وانفتاح وتحضر وحداثة، وان كنا حقيقة كعرب بحاجة الى ملتقى بل ملتقيات مفتوحة لنناقش قضية الحوار بين الشرق والشرق، لان الموضوعية والشجاعة والحقيقة تفرض القول ان ما يفرقنا اكثر بكثير مما يجمعنا نظريا.. في الفكر، في السياسة، في المنطلقات، في الاهداف، في مقاربة القضايا الاساسية من الارهاب والتخلف والتنمية والحريات والمجتمع المدني والحوار مع الاخر ومستقبل الاجيال والتربية والتعليم والصراع العربي الاسرائيلي والصراعات العربية العربية بكل وجوهها.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )