افتتح مستشار سلطان عمان للشؤون الثقافية عبدالعزيز بن محمد الرواس امس اجتماعات الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب التي تنظمها جمعية الصحافيين العمانية وتستمر يومين.
واكد مستشار السلطان للشؤون الثقافية ان هذا اليوم يعد تتويجا لمسيرة كبيرة من مسارات النهضة العمانية التي قادها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بدخول عمان عصرها بحيوية ونشاط وبهوية متماسكة ورؤى واضحة المعالم.
وقال في تصريحات للصحافيين عقب افتتاحه للاجتماعات ان الخطى كانت حثيثة والبنى كانت قوية جدا والحمد لله، وهنأ الرواس جمعية الصحافيين العمانية على عضويتها في اتحاد الصحافيين العرب، معربا في الوقت نفسه عن شكره للامانة العامة للاتحاد ورئيس اتحاد الصحافيين العرب على ما قدموه من مساندة ودعم لقيام هذه الجمعية الفتية.
واكد الرواس ان السلطنة لن ترى دائما الا لبنات ناصعة البياض وجهودا مضيئة بمشيئة الله تعالى تخدم وحدة الصف العربي واهداف الانسان العربي ليعيش ويتطلع الى مستقبل افضل.
ورحب بانعقاد اجتماعات الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب في السلطنة، مؤكدا ان همَّ الصحافي العربي هو التطلع الى الافضل وهمه الوصول الى الحقيقة وان الحقيقة مجزأة، كل واحد في موقع يرى زاوية من زوايا الحقيقة.
وقال ان اجتماعهم في السلطنة نأمل منه ان يكون لتوحيد الرؤى لرؤية الحقيقة متكاملة من منظور واحد مشترك وهذه بداية الطريق باذنه تعالى.
من جانبه القى رئيس اتحاد الصحافيين العرب ابراهيم نافع كلمة قال فيها: يسعدني ان ارحب بكم جميعا في هذه المناسبة السعيدة، التي تجمعنا معا على ارض عربية شقيقة وغالية هي سلطنة عمان ذات التاريخ المجيد الضارب في اعماق الحياة البشرية.
وفي هذه المناسبة اود ان انوب عنكم في تقديم اسمى ايات التحية والتقدير لجلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي يشهد له الجميع بانه صاحب الفضل في نقل عمان من حياة القرون الوسطى الى العصر الحديث، عبر سنوات قليلة شهدت انجازات بل طفرات كبيرة انعكست على حياة الشعب العماني الشقيق.
لترسيخ التعاون
والحقيقة ايها السادة، حين قدم وفد جمعية الصحافيين العمانية برئاسة الاخ الزميل علي الجابري دعوة لاستضافة نشاط من انشطة اتحاد الصحافيين العرب على ارض سلطنة عمان، وافقنا على الفور على عقد الاجتماع الحالي للامانة العامة، ليكون ترسيخا للتعاون الوثيق بين الاتحاد العام للصحافيين العرب وبين احدث عضو انضم للاتحاد، واعني جمعية الصحافيين العمانية، تدعيما لها وتواصلا مباشرا مع الزملاء العمانيين على ارض الواقع.
السيدات والسادة
واضاف: نجتمع اليوم والعالم العربي يمر بمرحلة لا يمكن وصفها الا بانها سيئة للغاية، سواء من حيث عمق الخلافات العربية - العربية او من حيث حدة الضغوط والاختراقات الاجنبية، او من حيث اشتعال الصراعات والحروب وبؤر التوتر في اكثر من منطقة عربية. ولعل المتأمل في الموقف العربي باجماله، يلاحظ بكل الألم، كيف تدهور الوضع في العراق الى حافة الحروب الاهلية والطائفية، بسبب الاحتلال الاميركي لهذا البلد العربي الرئيسي، تحت ذرائع مختلفة بينها توفير الامن والرخاء والديموقراطية للشعب العراقي، وها هي خمس سنوات قد مضت على الاحتلال الاميركي دون ان يتحقق اي شيء من هذه الذرائع، ولم تترك في الحقيقة سوى تفتيت وحدة العراق وطنا وشعبا دون ان يتمكن العرب من فعل اي شيء لصالح الشعب العراقي الذي يعاني من العنف والحرب والتدمير، ما لم يعانيه اي شعب آخر في العالم.
ثم نلاحظ كيف وصل الحال بالقضية المركزية قضية فلسطين والصراع العربي- الاسرائيلي حيث يعاني الشعب الفلسطيني محرقة اسرائيلية جديدة تقتل بدم بارد وتدمر بلا تمييز وتمزق وحدة الارض الفلسطينية، وترسم كانتونات او معازل على غرار معازل النظام العنصري السابق في جنوب افريقيا.
وقال نافع والمؤلم بل والمؤسف ان المواجهة التاريخية لم تعد بين الفلسطينيين والعرب من ناحية وبين الاحتلال الاسرائيلي العنصر وحلفائه الغربيين من ناحية اخرى، بل انها اصبحت كذلك مواجهة دموية بين الفلسطينيين انفسهم، بين فتح وحماس، بين الضفة الغربية وغزة، بين حكومة رام الله وحكومة غزة.
ولن يكون في مقدور الشعب الفلسطيني الحصول على حقوقه المشروعة وتحقيق حلمه الوطني، الا بالوحدة والتماسك في جبهة واحدة ترفع السلاح المقاوم في يد وترفع غصن السلام في يد اخرى، وهذه هي رسالة اتحاد الصحافيين العرب الى الاشقاء الفلسطينيين، توحدوا والا اكلكم سرطان الاحتلال حتى اخر فرد.
تضامن في وجه الأزمات
وزاد نافع: لعلكم تعرفون ايها السادة كيف انعقدت ثم كيف انتهت القمة العربية العشرين في دمشق قبل ايام، لقد كنا نحن الصحافيين العرب نراهن دائما على العمل العربي المشترك، وعلى وحدة الصف العربي، وعلى التضامن العربي في وجه الازمات والمؤامرات والحروب، مثلما كنا نراهن على قدرة مؤسسة القمة العربية ليس على مجرد الانعقاد البروتوكولي، ولكن اساسا على قدرتها على حل الخلافات العربية وتسوية المشاكل المعلقة وتنقية الاجواء بين الاشقاء.
فهل اصبحت القمم العربية تنجح في ذلك!
واشار نافع الى ان القمة العربية الاخيرة، وقد انعقدت في ظروف ضاغطة ووسط خلافات عربية وتدخلات اقليمية ودولية، لم تستطع معالجة الازمة اللبنانية التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، ولم تستطع ان تتدخل بحسم في الازمة السودانية ولا الصومالية، ولا الصحراء الغربية، ولا في معضلة الامن القومي العربي الذي صار مخترقا من كل اتجاه.
وقال: ايها السيدات والسادة، لا اريد ان اثقل عليكم باستعراض كل هذه الهموم السياسية العربية، ولكن اردت فقط ان الفت نظر الجميع الى ان الاوضاع العربية المتدهورة لم تعد ترضي احدا، فضلا عن ان الاوضاع الداخلية في كل بلد عربي، السياسية والاجتماعية والاقتصادية لم تعد ترضي كذلك احدا.
وواجبنا كصحافيين وكتاب ومثقفين ان ننبه ونحذر ونرشد وننصح حتى تتنبه حكوماتنا للمخاطر الشديدة التي اصبحت تهدد حاضر ومستقبل العروبة كلها في ظل مناخ عالمي يجري نحو الانفتاح والنمو والتقدم بينما نحن ما زلنا اسرى العراقيل المقيدة من كل لون. وهذا الدور الريادي لاتحاد الصحافيين العرب هو ما سنعكف على دراسته ومناقشته بدقة، خلال اجتماع الامانة العامة للاتحاد على مدى يومين في مسقط، وذلك من خلال تقرير النشاط المقدم من الزميل صلاح الدين حافظ الامين العام للاتحاد. واضاف: اود ايضا ان اشير الى المؤتمر العام الحادي عشر للاتحاد المقرر عقده في الخريف المقبل باذن الله، قد اقترب موعده وهو يحتاج منا ابتداء من هذه اللحظة الى جهود مضاعفة لتنظيمه وترتيب جدول اعماله وتحديد اولوياته المستقبلية ونشاطاته المقبلة، بعد تقييم موضوعي لنشاطاته السابقة.
وعلى هذا الاساس فان لدينا مسؤولية كبيرة مثلما ان لدينا املا كبيرا في اقتحام المستقبل بروح وثابة وعزم اكيد على قيادة الرأي العام العربي نحو التقدم والحرية والانفتاح وهذا هو الدور الحقيقي والنشيط لاتحاد الصحافيين العرب كمنظمة مهنية قومية ديموقراطية مستقلة.
السادة الحضور..
اسمحوا لي في ختام هذه الكلمة ان اتوجه باسم الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب بكل الشكر والتقدير لسلطنة عمان وشعبها وحكوماتها، على كل ما قدمته من تسهيلات لعقد هذا الاجتماع، كما اتقدم بكل الشكر والتحية لجمعية الصحافيين العمانية وللزميل النقيب علي الجابري وزملائه اعضاء الجمعية على كرم ضيافتهم وهو امر كنا نعرفه مقدما ونقدره دائما فالشكر على الدوام موصول، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكانت الجلسة الافتتاحية بدأت بكلمة جمعية الصحافيين العمانية القاها رئيس مجلس ادارة الجمعية علي بن خلفان الجابري قال فيها يطيب لنا بداية ان نرحب اجمل ترحيب بالاشقاء اعضاء الامانة العامة على ارض السلطنة وفي ضيافة جمعية الصحافيين العمانية التي تفخر بوجودكم الذي نعتبره دعما معنويا مباشرا وكبيرا وانتم من انتم من هامات صحافية اثرت باقلامها وفكرها الساحة العربية والعقل العربي بالفكر المستنير وبالتناول الموضوعي لكل ما يهم الانسان العربي من الخليج الى المحيط وكنتم ما زلتم خط الدفاع الاول عن كل القيم والمبادئ التي امنت بها امتكم خير امة اخرجت للناس، لقد مثلت التفاتتكم الى قبول دعوة هذه الجمعية لكم لعقد اجتماعكم هذا في مسقط مصدر سعادة لكل المنتسبين للجمعية من لحظة تقدمنا بالطلب الى لحظة تكرمكم بالقبول مرورا بما لقيته هذه الاستضافة من ترحاب من اشقائكم هنا بالسلطنة وعلى كل الصعد والمستويات وليس انتهاء بهذه اللحظات التي نعيشها وانتم بيننا لان اثر تواجدكم سيستمر ليشكل عاملا من عوامل النجاح والتطور لجمعيتنا، لقد كانت لحظة انضمام الجمعية الى الاتحاد واحدة من اللحظات المؤثرة والفارقة، مرت بعدها بتطورات كثيرة لعل من اهمها السعي الى ادخال بعض التعديلات الجوهرية على لائحة عملها حتى تتمكن من القيام بدورها على اكمل وجه لكننا نعترف بأن سقف الطموح عال والمنجز لبلوغه متواضع لكن الحدث الاهم في المسيرة القصيرة لهذه الجمعية صدور الاوامر السامية لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بانشاء مقر للجمعية مما سيكون نقلة نوعية في مسيرتها واخيرا «وما استعصى على قوم طلاب، اذا الإقدام كان لهم ركابا» لقد كان الاقدام وبقي الزاد وهنا اتشرف بتقديم اسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي المستشار على تشريفه لنا برعاية هذا الحفل وعلى دعم معاليه المقدر عاليا كما اتشرف بتقديم الشكر لوزير ديوان البلاط السلطاني علي بن حمود البوسعيدي ولمعالي وزير الاعلام حمد بن محمد الراشدي ووزيرة التنمية الاجتماعية د.شريفة بنت خلفان اليحيانية على الدعم المقدم لهذه الجمعية دائما ولهذه المناسبة بشكل خاص والشكر موصول لمعالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك ولسعادة رئيس المراسم السلطانية ولكل وسائل الاعلام على تعاطيها المتميز مع هذه المناسبة التي هي مناسبة الجميع وليس المنظمين كما اشكر شركات ومؤسسات القطاع الخاص على رعايتها لبرامج وانشطة هذه الجمعية ولزملائي اعضاء مجلس الادارة وكل المنتسبين اليها على جهودهم التي ترتكز عليها كل الرؤى المستقبلية للتطوير والتقدم متمنيا لهذه الاجتماعات كل التوفيق والنجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وألقى نقيب محرري الصحافة اللبنانية نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب ملحم كرم كلمة أكد فيها أن التئام الشمل العربي فريضة ولا مجال للمقاطعة بين العرب في مواجهة الأزمات.
الصفحة في ملف ( pdf )