بيان عاكوم
مَنْ منّا لا يعرف الإعلامية اللبنانية المتألقة مي شدياق التي تميزت بلقاءاتها الحوارية السياسية من خلال اطلالتها التلفزيونية على شاشة الـ lbc من خلال برنامج «نهاركم سعيد».. فتلك المرأة وعلى الرغم من انها تعرضت لحادث اغتيال شاءت القدرة الالهية ان تنجو منه سالمة إلا أنها لم تنزو ولا يعرف الخضوع طريقا له عندها، فجاهدت على الرغم من مرارة الألم، وتحدت لا بل تخطت جراحاتها بإطلالة جديدة متميزة كعادتها من خلال برمامج «بكل جرأة» لتؤدي رسالتها الإعلامية بكل حرفية وجرأة.
كنَّا نتمنى أن يطول لقاؤنا مع الإعلامية مي شدياق الا انه بسبب انشغالاتها كان لنا معها على هامش الملتقى الاعلامي العربي دردشة حول الوضع الاعلامي ونظرتها لمستقبل لبنان والهواجس التي تلتمسها من المواطن اللبناني والثمن الذي دفعته لجرأتها لتقول بأعلى صوتها «لي الشرف أن أكون ابنة ثورة الأرز، فأنا الصوت في البرية وأنا فخورة بأن اكون صوت ثورة الأرز» بهذه الكلمات أجابت مي شدياق على من اتهمها بالتحيز امام الشاشة لتقول لهم «أنا أفخر بذلك لأنه تعبير عن حبي للبنان ومدى ايماني به».
وعن نظرتها للأزمة السياسية المستفحلة في لبنان تقول «نحن نقع بين خيوط الاخطبوط ومن دون مساندة فعلية لن نخرج من هذا المأزق «إلا أن ذلك لا يدعوها لأن تتشاءم «صحيح الظروف صعبة بس الشمس لو طالت رح تطلع».
وهذه هي التفاصيل:
ما رأيك في الملتقى وهل حقق أهدافه؟
لا نستطيع ان نقول انه حقق او لم يحقق اهدافه، يعني الهدف هو لقاء الاعلاميين مخصص لمواضيع اعلامية تم التطرق اليها من قبل باحثين ومفكرين واعلاميين خبراء في هذا المجال وأظن انه حقق مبتغاه وبتقدم من عام لآخر سيتطور والاصداء ستتردد بعد فترة.
بالنسبة للبنان، هل الأزمة اللبنانية أثرت في مستوى طرح وسائل الإعلام اللبنانية فيما يخص المواد الإخبارية؟
يعني نحن منغمسون في السياسة أكثر من غيرنا في الدول العربية، ولسوء الحظ السياسة بعدها في لبنان، وأنا دائما اذكر للجميع انني اتمنى الا يكون هناك اقبال على البرامج السياسية لأن هذا يعني ان هناك اهتمامات اخرى للمواطن اللبناني ولم تعد تنشغل بالغد وبالظروف في لبنان وتساؤلاتهم الدائمة هل ستكون هناك حرب؟
هل ستنفرج الازمة؟ هل سيتم انتخاب رئيس؟ فهم يعيشون بهاجس مستمر وقلق دائم، وهذا ما تعكسه البرامج السياسية، ولا توجد محطة تبتكر برنامجا سياسيا اذا لم يكن ناجحا ومادامت البرامج السياسية لاتزال ناجحة فهذا يعني ان هناك اقبالا من قبل المشاهدين الذين هم قلقون ومتوجسون يحلمون بالحصول على طمأنة او على اجابة ما في هذه البرامج السياسية.
صوت ثورة الأرز
تعرضت لبعض الانتقادات حتى ذكر البعض انك من الاعلاميات المتحيزات على الشاشة التلفزيونية ما رأيك؟ وبنظرك هل على الاعلامي ألا يبدي رأيه مجاهرة امام الشاشة؟
المهم في الإعلامي ان يستند الى وقائع، انطلاقا من القواعد الاساسية فكل المعطيات الاخرى تكون في اطار التحليل، واقول انه لا يوجد حقيقة بالمطلق لأنها تابعة لوجهة نظر ما، ولكن الحقيقة المبنية على اكاذيب سيأتي يوم وتتحضر فيه الوقائع، واذا يقال انني اعلامية متحيزة فلي الشرف بذلك، لقد دمغوني بآثار لا يمكن محوها، ولا يمكن إلا ان اكون ابنة ثورة الارز، وانا فخورة بأنني الصوت في البرية، فأنا صوت ثورة الارز، وانا فخورة جدا بأن اكون كذلك، وهذه تهمة افخر بها لأنها تعبر عن حبي للبنان ومدى ايماني بهذا البلد.
أنا امرأة مؤمنة وأحب الجمال
تعرضت لظروف صعبة يعني ذكرت انك اجريت مؤخرا العملية الجراحية الـ29، ورغم ذلك نراك متألقة امام الشاشة مبتسمة، فمم تستمدين قوتك؟
انا امرأة مؤمنة جدا وربي ساعدني عندما ابقى وجهي سليما فأنا مع الجمال كما ذكرت في الملتقى، ولكن ليس المبالغ فيه او المبتذل، وانما مع الجمال الذي يظهر من خلال الشكل السليم ومن خلال جمال الروح، فكل ذلك احاول ان اظهره، وانا عندما احترم مظهري احترم ضيوفي وبالوقت نفسه اعتبر نفسي ضيفة على العالم فأقله ان نكون على المستوى لائقين مع من يستقبلوننا.
خيوط الأخطبوط
كإعلامية لديك خبرة طويلة ومطلعة على الوضع في لبنان من خلال متابعاتك ولقاءاتك مع السياسيين، كيف ترين الاوضاع والى اين تتجه الامور؟
يعني نحن نقع بين خيوط الاخطبوط ومن دون مساندة فعلية لن نخرج من هذا المأزق، وانا اسخر بعمق من كل من يدعي ان المشكلة لبنانية - لبنانية لأنهم يعرفون ان المتصارعين على الساحة اللبنانية ليسوا اللبنانيين، وانما بعضهم الذين يعملون لمصلحة الخارج.
ونحن نمر بظروف صعبة ولكن لابد للشمس ان تسطع.
سؤال اخير: كيف يجب ان يكون الاعلامي ناجحا؟
ان يؤدي رسالته بشغف ومحبة وعلى اساس مهني وعلمي، ومن لا يتعب على نفسه يلمع في فترة محددة، ولكن بعدها يذهب تألقه، فإبرة النجاح مرهونة بمدى الاستمرارية.
الصفحة في ملف ( pdf )