بيان عاكوم
تفصلنا شهور عديدة عن الانتخابات الرئاسية لاقليم «بونت لاند» الصومال، وعلى ما يبدو ان الرئيس المنتظر أمامه تحديات كبيرة، خصوصا بعد تدهور الوضع الأمني والسياسي في المنطقة خلال الفترة الاخيرة بعدما كانت تنعم باستقرار نسبيا حاولت فيه الولاية النأي بنفسها عن الأزمة التي تعيشها الصومال منذ اكتوبر 2007 والتي اعتبرت الاسوأ في تاريخها بعد تفكك الدولة واندلاع الحرب الاهلية خصوصا في المناطق الوسطى والجنوبية. إلا أن هذا الاستقرار لم يستمر وبدأت العمليات المسلحة تنشط وازدادت عمليات القرصنة حتى وصل الأمر لاغتيال عمال الاغاثة التابعين للامم المتحدة.
المرشح لرئاسة الاقليم د. محي الدين يوسف الذي يزور الكويت حاليا اكد خلال لقاء خاص مع «الأنباء» على أن الازمة التي تعيشها «بونت لاند» حاليا سببها عدم قدرة الحكومة على التحكم في زمام الامور والسيطرة على الاوضاع في الاقليم.
واضاف «الحكومة الحالية ضعيفة غير قادرة على تحمل المسؤولية وهذا ما دعانا للترشح من اجل ايجاد حلول لمختلف المشاكل التي بدأت تعصف بالمنطقة».
وعن رؤيته لحل موضوع القراصنة، خصوصا بعد الازمة الاخيرة التي وقعت بين فرنسا و«بونت لاند» وكان سببها احتجاز القراصنة ليخت فرنسي وكادت ان تشكل هذه الحادثة ازمة لولا تدخل القوات الفرنسية اذ انه وبالرغم من تأكيده على محاربة القرصنة، الا انه رفض الاسلوب الذي اتبعته القوات الفرنسية في تخليص رهائنها، معتبرا ان «التدخل الفرنسي وسيلة غير محمودة ولا تبشر بالخير».
وعن السعي الفرنسي الحالي لتوفير قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة لمكافحة القرصنة البحرية فقد رفض هذا الاجراء، مؤكدا ان «الصوماليين يستطيعون حماية مياههم، الى جانب مطالبته الدول المحيطة في المنطقة بتوفير المساعدة لتحقيق امن وسلام المرور البحري». وعن رأيه في قانون التنقيب عن البترول واستخراج المعادن الجديد اكد «عدم موافقته على هذا القانون لافتا الى انه لا يوافق وايضا دستور الجمهورية الصومالية، خصوصا ان الشركات التي تعقد معها الحكومة شركات صغيرة وغير موثوق بها».
وأبدى يوسف استعداده لبدء علاقات جيدة وفتح صفحة جديدة مع «صومال لاند» أو ما يسمى بأرض الصومال في حال نجاحه، مشيرا الى انه يحبذ حل المشاكل الموجودة عن طريق الحوار والتفاهم بعيدا عن استخدام السلاح. وعما يثار حاليا عن تأجيل الانتخابات على اعتبار ان البلاد في حالة طوارئ قال «الانتخابات ستعقد في الوقت المحدد لها»، مشيرا الى ان «اي احداث تقع لا تؤثر ابدا على سير العملية الانتخابية».
وأيد يوسف سعي الرئيس الصومالي الحالي عبدالله يوسف الذي يزور واشنطن حاليا للتسريع في تحقيق دخول قوات عربية الى جانب القوات التابعة للاتحاد الافريقي لتحل مكان القوات الاثيوبية، معتبرا ان هذه الخطوة من شأنها ان تحقق امن وسلام افضل للصومال.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )