الدوحة - بشرى الزين
في حديث مقتضب على هامش منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة، وفي مدة لم تتجاوز دقائق معدودة اقتنصنا فرصة للقاء وزير الدفاع الاميركي الاسبق وليام كوهين للادلاء برأيه في قضايا شغلت المنطقة والعالم ولطالما كانت محاور لا غنى عنها في اغلب المحافل والمنتديات الدولية.
كوهين الذي اكد في تصريحه لـ «الأنباء» ان الكويت حليف اساسي وقوي للولايات المتحدة، حيث برزت قوة هذه الروابط اثناء حرب الخليج الاولى عندما تمكنت الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي من طرد المحتل صدام حسين وتحرير الكويت.
واشار كوهين الى التطور الديموقراطي الذي تشهده الكويت والذي يتوج بمنح المرأة حقوقها السياسية ومشاركتها في الحياة السياسية الكويتية، وهذا ما يبرز دور القانون ومزايا هذه الديموقراطية، مضيفا: لدي أمل كبير في ان تتطور هذه الامور في الكويت التي تستحق التشجيع.
وحول دور الولايات المتحدة في حلحلة الازمة اللبنانية قال كوهين: قلقون جدا من الدور السوري في لبنان وتدخل سورية في سياسته، وما يمكننا عمله هو تقديم الدعم للاطراف السياسية الفاعلة في لبنان، ونحاول مساعدة الشعب اللبناني حتى تفهم سورية الرسالة وتبقى بعيدة عن التدخل في اوضاع لبنان.
واضاف: اعتقد ان الاسرائيليين يحاولون ايجاد طرق لاعادة الحوار مع سورية، وهذا موضوع كانت بداياته فترة شغلي منصب وزير الدفاع، واعتقد ان القيادة السورية اذا أبدت استجابتها ورغبتها في اقامة هذا الحوار فسيكون بامكانها تحقيق ذلك.
وفي تعليقه على التغيير الذي طرأ على العلاقات الاميركية - السورية في عهد الرئيس جورج بوش قال كوهين ان ذلك يتوقف على الحكومة السورية ومدى اهتمامها بأن تكون هناك علاقات سلمية بينها وبين والولايات المتحدة واسرائيل ايضا، وبإمكان ذلك ان يتحقق خاصة ان الحكومة الاسرائيلية أبدت مؤشرات ايجابية لإيجاد فرصة لعقد اي اتفاق مع السوريين ونتمنى ان يتحقق ذلك.
وفي رده على ما ورد عنه من أن الولايات المتحدة تعلمت درسا في العراق وما اذا كان هناك خطأ في استمرار الوجود العسكري فيه، أوضح كوهين ان المشكلة ليست في الخطأ، بل في كيفية معالجة هذه النقطة وكيف يمكننا الانسحاب من العراق، مشيرا الى ان السيناتور والمرشح للانتخابات الرئاسية جون ماكين مع بقاء القوات الاميركية في العراق مع ان اغلبية الرأي العام لا توافقه، وفي ذات الوقت لا يريد الشعب الاميركي ان ننسحب من العراق وسنرى في المستقبل القريب اذا استطعنا ترتيب الامور التي هي في حال فوضى سياسية وبعدها يمكن تقليل التواجد العسكري بشكل ملحوظ، علما ان هناك رؤية خاصة للحزب الديموقراطي للوضع في العراق لكن لا يمكن ان تتضح في المدى المنظور.
مضيفا: وبغض النظر عن العواقب نحن نريد انسحابا جزئيا يحافظ على وحدة العراق ومصداقية اميركا معا.
وحول مسار الملف النووي الايراني قال كوهين: ان استمرار ايران في تطوير برنامجها النووي يشكل قلقا ليس في امتلاكها الطاقة النووية، ولكن في الحصول على السلاح النووي، مشيرا الى ان الصين وروسيا هما مفاتيح هذه الازمة ودورهما في حمل ايران واقناعها بعدم تطوير الطاقة النووية للحصول على السلاح النووي والمجتمع الدولي مرحب بان يستفيد الشعب الايراني من الطاقة النووية السلمية بشكل طبيعي.
لكن ما دامت ايران مستمرة في التطوير النووي، فإن مجلس الامن الدولي سيزيد سقف العقوبات ضد ايران.
وعما اذا كان دور قوات حلف «الناتو» في افغانستان مفيدا حتى الآن، ذكر كوهين ان اعداد القوات في ازدياد وذلك لتحقيق هدفها المتمثل في استتباب الاستقرار في هذا البلد، لافتا الى التمديد الذي اعتمدته القوات الكندية والاسبانية لوجودها في افغانستان.
واشار الى القرار الحقيقي الذي اتخذته الامم المتحدة من اجل ان تضطلع هذه القوات بدور المحافظة على الاستقرار وصد أي عودة الى سيطرة «طالبان».
الصفحة في ملف ( pdf )