مؤمن المصري
اكد مرشح الدائرة الـ 4 (الجهراء والفروانية) علي سالم الدقباسي ان البلاد تمر بمرحلة تحول مهمة يعتقد البعض انه تحول بسيط هين لكنه في الحقيقة هو اعظم تحول في تاريخ الدولة وهي مرحلة الدوائر الخمس في انتخابات مجلس الامة 2008، وقال ان المسألة ليست مسألة انتخابات وانما قانون يحول الدوائر الخمس والعشرين الى خمس فقط.
جاء هذا خلال الندوة التي اقامها الدقباسي في مقره الانتخابي بمنطقة الفردوس مساء اول من امس تحت عنوان «التحولات السياسية» وقال ان الخطر من ذلك التحول هو ان يصبح نصيب اربع محافظات من محافظات الكويت هي الفروانية والجهراء والاحمدي ومبارك الكبير هو عشرون نائبا فقط في مجلس الامة المقبل في حين سيكون نصيب محافظتي حولي والعاصمة 30 نائبا، وقال: «نأمل ان يكون هذا التحول المهم في مصلحة بلدنا لان الاعتراض عليه كثير لانه لا يمثل التمثيل النسبي الصحيح داخل المجلس، ان هناك تحولات كثيرة ستتبع هذا التحول، ونخشى ان يكون هذا التحول مقدمة لاصدار قوانين جديدة تتعلق بالضريبة او تتعلق بوجود خلل في تقديم الخدمات للمواطن او القضايا التي تهم المواطن».
تحولات خطيرة
وتمنى ان تكون هذه المخاوف التي في صدره مجرد هواجس لا ترقى الى مرتبة الحقيقة او الواقع، كما تمنى ان تكون الحقيقة هي في صالح الكويت وعموم الكويتيين وعموم الدوائر الانتخابية، ولكننا لابد ان نتوقف عند هذه التحولات، فاعظم التحولات ظهور مشكات خطيرة داخل المجتمع.
«فكل البيوت فيها عاطلون عن العمل، هناك شباب وشابات عاطلون عن العمل هناك كثير من ارباب الاسر يبحثون عن فرص عمل، هناك ترد في مستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة ووزارة التربية، اعلم ان هذا الكلام مكرر ومعيب ويجب الا نتوقف عنده، ولكن حقيقة الاصلاح يبدأ عندما يتم تمثيل المجلس التمثيل الصحيح والعدل في توزيع الخدمات».
نريد ان ندفع في اتجاه تفعيل قضايا الوطن والمواطن ونريد ان تكون هذه التحولات ايجابية، وان يكف النواب عن ترديد المشكلات والازمات، وان ندفع في اتجاه وجود حلول لهذه المشكلة بدلا من مجرد ترديدها.
الخدمات الصحية والتعليمية
وقال: لقد تحدثنا كثيرا في المجالس السابقة عن تطوير الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات التي تهم المواطن ولكن دون حلول، وانا آمل في المرحلة المقبلة ان ندفع في اتجاه ايجاد حلول حقيقية لهذه المشكلات، فقد تعب المواطنون من ترديد المشكلات بلا حلول.
وان الناس قد فقدوا الثقة في المجلس والنواب والمرشحين وفي كل شيء، مشيرا الى ان هذا التعب لابد ان يخرج بنتيجة مؤكدة ان النواب في المجالس الماضية، وهو منهم، قد دفعوا دفعا قويا في اتجاه ايجاد حلول لهذه المشكلات، ودفعوا في اتجاه انجاز المشروعات التي وعدوا بها الناس.
وقال الدقباسي: «انا لست افضل من بقية النواب ولست افضل من بقية المرشحين، ولكنني كنت نائبا بالمجلس السابق والمواقف تسجل في ضمير الشعب الكويتي، فموقف علي الدقباسي من كل قضية كان واضحا، فمسألة تعديل الدوائر الانتخابية كنت فيها وحيدا، ولكنني دافعت عن العدل والمساواة حتى وصلت الى حد المساءلة السياسية والاستجوابات، فقد مثلتكم بشرف وأمانة».
واضاف: «انا لم استفد من مجلس الأمة شيئا بل سعيت لتحقيق الأهداف التي وعدت بها الناس في هذه الدائرة بالدفاع عن العدل والمساواة، لم أكن الأفضل، اللهم لا غرور، ولكنني كنت دائما أتذكركم وأنا أمثل هذه الدائرة وهذه العشيرة الكريمة، لم أطأطئ الرأس وانا اليوم أدفع ثمن هذه المواقف».
دعاية انتخابية
وتحدث الدقباسي عن الشائعات التي تطارده منذ بداية ترشحه لانتخابات مجلس الامة، مقسما انه لم تطلق شائعات عن مرشح من قبل كما أطلقت على علي الدقباسي، مؤكدا انها ليست سوى دعاية انتخابية مضادة تريد المساس به وبسمعته أمام أهل دائرته، وأوضح انه على يقين من ان ابناء دائرته وعشيرته سيجيدون اختيار من يمثلهم في مجلس 2008.
«كنت دائما أتذكركم وأنا في المجلس، واتذكر انني امثل هذه الدائرة الطيبة وهذه العشيرة الكريمة، لم أكن الافضل وانما اجتهدت بحرية وبثوابت ومصداقية وكنت حريصا على تحقيق طموحاتكم، وأقسم بأنني لن أتراجع أبدا عن تمثيل ضمير الشعب الكويتي ولن أتراجع مطلقا عما وعدت الناس به وعن تحقيق آمال الشعب الكويتي».
وعن الشائعات التي تطارده، قال الدقباسي: «انهم يقولون ان علي الدقباسي قد استفاد من النيابة، والناس هنا في دائرتي تعرفني جيدا، فهم يريدون ان يشوهوني في عيونهم، وقالوا انه غير موجود بالدائرة والناس يعرفون انني موجود بينهم ولا يستطيع احد ان يفصلني عن اهلي وعشيرتي بمثل هذه الشائعات».
سامحكم الله
وقال الدقباسي، الذي اغرورقت عيناه بالدموع من فرط الحماس الذي كان يتحدث به، أعرف ان هذه الشائعات قد أطلقت لأنني بإذن الله في المقدمة.
وأقول لمطلقي الشائعات: سامحكم الله.
سامحكم الله.
سامحكم الله، فأنا أكبر من أن أرد على هذه الشائعات.
وشكر الحضور الكثيف الذي حضر الندوة قائلا: ان حضوركم في هذا الجو الكثيف الغبار وسام على صدري، وقال انه كان حريصا على اداء دوره في المجلس بشرف وامانة وهو الآن مستريح الضمير لأنه كان دائما حريصا على هذا الشعب وتمثيله احسن تمثيل.
ثم رفع الدقباسي الغترة والعقال عاليا وقال: انني اليوم بين ايديكم ويعلم الله انني كنت دائما اعمل الليل مع النهار، ويعلم الله انني كنت أبذل قصارى جهدي اثناء تمثيلكم في المجلس من دون تمييز بين الناس، وأقول ان هذا واجبي وليس منة مني عليكم.
يعلم الله اني كنت حريصا على ارضاء الجميع وتحقيق كل آمال ابناء دائرتي ولكنني في النهاية بشر إن أخطأت اريدكم ان تتجاوزوا عني وان أحسنت وكنت قد اديت واجبي بحق فأريدكم الا تتخلوا عني.
وعقب انتهاء الندوة سألت «الأنباء» الدقباسي الذي أحاط به ابناء الدائرة لمدة طويلة قبل ان يتمكن الصحافيون من اللقاء به عن معنى رفع الغترة والعقال، فقال: «هو تأكيد على التصاقي بالقاعدة الشعبية وتأكيد على انني منهم، فنحن مجتمع له خصوصية وعادات عربية وكنت أطلب من اهلي وعشيرتي الفزعة، وأؤكد لهم انني متواصل معهم وان حملة الشائعات التي وجهت الي اخيرا أغراضها انتخابية من بعض المنافسين لكنني أتجاوز عنها ولا ارد عليها، واردت ان اقول لأبناء دائرتي انني كما انا وكما عهدتموني سابقا ولاحقا ثابت وقريب منكم ومتواصل معكم.
أخطر المجالس
وبسؤاله عن رأيه في مجلس 2008، قال: انه من اخطر المجالس في الكويت لأنه جاء بعد حل دستوري، وجاء بعد مجلس حل قبل ذلك، ولأنه مجلس جاء وفق الدوائر الخمس وانه سيشهد تمثيلا غير عادل للمواطنين، خاصة ان الدوائر الـ 1 والـ 2 والـ 3، ستستحوذ على 30 نائبا بينما الـ 4 والـ 5 سيكون لهما 20 نائبا مع الفارق في عدد الناخبين في كل دائرة، وأعتقد ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تحولات مهمة وستشهد اقرار كثير من القوانين التي تتعلق بحياة الناس ومصالحهم.
وبسؤاله عما اذا كان مجلس 2008 سيشهد وجود وجوه جديدة عن المجلس السابق، قال الدقباسي: ان نسبة التغيير بلغت حتى الآن حوالي 10% وأتوقع ان النسبة لن تتجاوز 50%، ونحن نؤمن بأن اختيار الشعب الكويتي سيكون صحيحا ويتوافق مع المرحلة، فالكويتيون شعب قارئ فطن ومثقف يتابع الحياة السياسية ونتوقع ان يكون الاختيار في المرحلة المقبلة، متوقفا على المصلحة العامة كما نأمل ان يكون هناك كثير من الانجازات والتطلعات التي تهم المواطن في المجلس المقبل.
وبسؤال لـ «الأنباء» عما يتوقعه للعلاقة بين المجلس والحكومة في المرحلة المقبلة، قال الدقباسي: نأمل ذلك، فطبقا للمادة 50 من الدستور فإن السلطات مفصولة ولكنها متعاونة ومبدأ التعاون هو فلسفة الدستور الكويتي القائم على التعاون بين السلطات، والتعاون امر لا مناص منه ولا مفر منه، ولكن اذا كان التعاون يعني التنازل عن المطالب الشعبية فهذا امر غير مقبول، فنحن نريد ان نحقق الحد الادنى وفقا للضمانات الدستورية للمواطنين بحياة كريمة تتعلق بالوظيفة والسكن والرعاية الصحية وغيرها فمرحبا بالتعاون البعيد عن التهاون.
الصفحة في ملف ( pdf )