دارين العلي
اعربت رئيسة لجنة شؤون المرأة الشيخة لطيفة الفهد عن املها في ان تكون ندوة «عودة جديدة الى اللغة العربية» بداية لحوار فكري مثمر لعلاج قضية من اهم قضايا المستقبل العربي وهي قضية اللغة العربية.
ودعت خلال رعايتها افتتاح ندوة «عودة جديدة الى اللغة العربية» المؤسسات العلمية والاقتصادية الرسمية والخاصة والهيئات والافراد القادرين على المسيرة العلمية للنهوض بالمستوى العلمي والابحاث واستقطاب العقول العلمية المهاجرة التي تستثمر في الغرب والى اعداد برامج وخطط تعليمية مدروسة تؤهلنا الى العودة الى اللغة العربية.
وقالت خلال رعايتها افتتاح الندوة امس ان اللغة العربية ليست فقط هي هويتنا ولا هي وعاء ثقافتنا وتراثنا المجيد فحسب، انما هي وعاء علوم الله وتاريخ الامم في ماضيها وحاضرها ومستقبلها والتي جاءت مفصلة في كتاب الله العزيز واحتوت على خلق السماوات والارض وما اشتملت عليه من علوم انسانية واجتماعية وتشريعية ومن قيم ومبادئ العدل والسلام التي تضمن للبشرية السعادة والأمن والازدهار.
واشارت الشيخة لطيفة الى عدد من الآيات القرآنية التي نبهنا عبرها الله سبحانه وتعالى الى تلك العلوم فقال (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق)، وفي هذا اشارة الى ما سيكتشفه علماء الطب الحديث عن مراحل الخلق وتكوين الاجنة.
هذا ما جاء في كتاب الله العزيز منذ اكثر من 1426 سنة من اعجاز علمي لاحدث ما اكتشفه علماء الاجنة والاحياء، كما يشير كتاب الله تعالى الى ما اكتشفه علماء الفلك والطبيعة، وغيرها من آيات الله البينات جاءت مفصلة باللغة العربية اعجازا علميا لكل علوم الارض والسماء وغيرها من علوم الكون وتشريعات العدل والسلام.
واضافت ان اللغة العربية هي التي نزل بها كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي تحدى به الله الجن والانس، ولا تجوز ترجمته الى اي لغة اخرى لانه كلام الله نزل بلسان عربي مبين ولو جازت ترجمته لقام بترجمته الاوائل من المسلمين والخلفاء الراشدين، لافتة الى ان كتب الله السابقة عندما ترجمت ضاعت معانيها ومحتواها التشريعي والعلمي.
واشارت الشيخة لطيفة الى اننا في زمن العولمة وما يتبعها من موجات التغريب وهدم العربية وتجريد كتاب الله من مضمونه ومحتواه لضرب الاسلام وتفريق المسلمين.
لذلك نحن في أمس الحاجة الى العودة الجادة المثمرة الى اللغة العربية لغة العدل والإنسانية والسلام لغة القيم والمبادئ والتعاون والوفاء، مشددة على اننا في أمس الحاجة الى العودة الى لغة المجد والعز والرفعة لغة الوحدة الشاملة والتلاحم والإخاء.
وأوضحت ان لغتنا العربية انصرف عنها ابناؤنا لأننا قصرنا في حقها وتهاونا في فهمها والاهتمام بها، لافتة الى الحاجة الى العودة لتحويل الاكتشافات العلمية الحديثة الى مصادرها القرآنية لتعزيز الثقة بالدين والعقيدة وتنمية الجانب الايماني ومعرفة الله، خاصة في قلوب ابنائنا جيلا بعد جيل.
وقالت: ايدينا ممدودة لكل من يريد ان يتعاون معنا للعودة الى اللغة العربية لغة القرآن والمبادئ والسلام.
اللغة العربية التي كان من المفروض ان تكون سيدة لغات العالم، ومن أولى اللغات الحية التي يجب ان تكون في المقدمة على مستوى المحافل الدولية والعالمية وغيرها، آسفة لأن مجتمعاتنا بدلت حقائق العلم الى جدال واختلاف ومذاهب شتى وأصبحنا في عصرنا الحديث حفظة ورواة لاكتشافات علماء الغرب وعندنا كل شيء، لكننا لا نملك شيئا، وبدلنا البصيرة الى غفلة وعمى وليس ذلك منذ الأمس القريب، بل هو منذ الفتنة الكبرى.
مشددة على ان لغتنا العربية هي هويتنا ووحدتنا وانتماؤنا وهي في زمن العولمة «نكون أو لا نكون».
بدورها عرضت مسؤولة اللجنة الثقافية في الجمعية د.سعاد عبدالوهاب لبرنامج الندوة الذي يتضمن أسماء ثلاث باحثات، وثلاثة باحثين وفي ختامه شاعرة وشاعر، وقالت: أؤكد لحضراتكم ان التفكير أو التدبير في القسمة بالمناصفة تحت مزاعم ان المرأة نصف المجتمع، هذا المعنى المتداول، لم يخطر لنا ببال، فقد اتجه تفكير اللجنة الثقافية الى الباحثين الذين نقدر فيهم الايمان برسالة اللغة في المجتمع، والقلق لما تتعرض له من تحريف، وما ينتابها من غربة في ارضها، فضلا عن الموضوعية وسلامة المنهج.
وقالت ان اختيار اللغة العربية مرتكزا لهذه الندوة يتضمن تصحيحا للمقولة الشائعة: ان المرأة «نصف المجتمع»، ومن المؤكد انني لا اقبل الزعم بأن المرأة «كل» المجتمع، لسبب بديهي وهو ان المجتمع لا يقبل القسمة، انه المجتمع وحسب، وقضاياه الأساسية، وفي مقدمتها اللغة، هي التي تحرس هويته، وتحفظ كيانه، وتصله بتاريخه، وتضيء مستقبله.
ولكل هذه المعاني اخترنا اللغة العربية محورا ومرتكزا ونقطة بدء لنفهم واقعنا ونعمل على تجاوز ما يعترض انطلاقه لصنع مستقبله.
واضاف: لقد كان من اليسير علينا، ان نفيض ونزيد في خطاب المرأة المقهورة او المرأة التي اكتسبت حقوقا دستورية وقانونية، ولكن الموروث الشرقي عند نسبة عالية بين الرجال، وايضا عند كثير من النساء، يعطل تأثيره هذه الحقوق في اعادة تشكيل حياتنا الاجتماعية.
كان من اليسير ان نعمل وفق هذا التصور الجاهز، ولكن كيف نفعل، والمرأة في الكويت تحمل مشعل التنوير الانساني والفكري، في الجامعة، وفي الجمعيات، وفي الابداع، والتأليف العلمي، في الصحافة وكل وسائل الاعلام؟
لنفكر في المجتمع الواحد، المجتمع الكويتي: منفتحا على المجتمع العربي، مستظلا بالراية الباقية التي لاتزال ترفرف فوق رؤوسنا راية اللغة الأم اللغة الواحدة التي توحدنا لسانا ووجدانا، وفكرا وعاطفة.
وتناولت محاور الندوة التي توزعت على جلستين عدة قضايا حيث تحدثت الجلسة الاولى عن استخدام اللغة العربية في المحافل الدولية وتناولها استاذ الادب والنقد بجامعة القاهرة د.محمد حسن عبدالله، والدلالات السلوكية والنفسية لمستخدم اللغة الاجنبية في غير سياقها وتحدثت عنها استاذة النحو والصرف في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية د.وسمية المنصور اضافة الى معالجة دور الادب في تنمية اللغة والقت المحاضرة استاذة في كلية التربية الاساسية قسم المناهج في جامعة الكويت د.كافية رمضان.
الصفحة في ملف ( pdf )