بشرى الزين
قد لا يكون من الصدفة ان تفتتح مرشحة الدائرة الـ 3 د.رولا دشتي مقرها الانتخابي مساء اول من امس في منطقة الجابرية وسط حضور متميز شمل الى جانب الحضور الجماهيري الحاشد شخصيتين تعاقبتا على وزارة التخطيط هما الوزير الاسبق علي الموسى ود.معصومة المبارك ما اعطى الافتتاح بعدا اقتصاديا وسياسيا اضافة الى حضور اول امرأة وقعت على وثيقة المطالبة بالحقوق السياسية للمرأة نورية السداني في العام 1971 دلالة على دعم مرشحة لها خبرة في المجال الاقتصادي وتوجد على هرم الجمعية الاقتصادية الكويتية وطالما كانت تنادي بقضايا التنمية ومحاربة الفساد وهدر المال العام وكأن لسان حال البعض يقول خذوا الحكمة من افواه «الخبراء» لتجاوز قضايا السياسة الاقتصادية مثل التضخم والغلاء للمحافظة على مستوى معيشي للاسرة الكويتية وتحويل الكويت الى مركز مالي عالمي ومساهمة من لها سجل حافل في اعداد برامج الطوارئ واعادة الاعمار بعد مرحلة التحرير.
د.رولا دشتي التي كانت آخر المتحدثين في حفل الافتتاح والتي حصلت على اعلى نسبة الاصوات في انتخابات 2006 من بين النساء المرشحات تعيد الكرة ثانية وتعيش مرحلة التحدي - كما جاء في كلمتها - كما يعيشها الكويتيون وكان شعارها الانتخابي «نقدر» يجسد عزيمة مواجهة هذا التحدي، وترفض ان تكون الكويت بلدا انتشر فيه الفساد وتضيع فيه هيبة القانون والعدالة والمساواة.
واكدت دشتي على امل جميع الكويتيين في ان تطبق الحكومة القانون والعدل لتوريث الاجيال المقبلة دولة عصرية متحضرة تضمن تكافؤ الفرص.
واضافت: ليعلم من يريد هدم وحدتنا الوطنية اننا جيل التحرير الذي يؤمن بان جميع الكويتيين وطنيون، جيل يؤمن بأننا مستعدون للتضحيات من اجل الكويت ووحدتها، وان من يعتقد ان الكويت درة الخليج شيء من الماضي، فإنها كويت المستقبل ودرة الشرق الاوسط بفضل ابناء واحفاد اهل الغوص الذين غرسوا العزيمة والقدرة والارادة في العمل لتحقيق مستقبل مشرق، مشددة على ان حب الكويت يؤكده العمل لا الشعارات وتقديم الحلول المدروسة لمواجهة التحديات.
واكدت دشتي على انه بروح المبادرة والمسؤولية الوطنية «نقدر» تحقيق التنمية الاقتصادية والنهوض بالكويت وبالمعرفة والتعاون نستطيع ان نعزز دخل الاسرة الكويتية ونوفر فرص عمل منتجة للشباب وتطوير التعليم والخدمات الصحية وضمان حقوق المرأة الدستورية ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، داعية ابناء الدائرة الى مشاركتها الاحلام والعمل والتعاون والامل والارادة حتى «نقدر» تحقيق مستقبل افضل لابناء الكويت.
وكانت وزيرة الصحة السابقة د.معصومة المبارك استهلت حفل الافتتاح بعبارة للرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي حينما خاطب جماهير الناخبين وقال قبل ان نسأل ماذا قدمت لنا اميركا، علينا ان نسأل ماذا قدمنا لاميركا لنعكس العبارة على الكويت ونسأل عن التزام بحق القسم والاخلاص في الاداء وتحقيق الصالح العام.
كما تطرقت المبارك الى قضايا الوحدة الوطنية والمرأة والعلاقة بين السلطتين مؤكدة على غرس الافكار القيمة لدى الشباب وتعزيز قبول الآخر وثقافة التسامح والتعددية حتى يكون المجتمع متماسكا وموحدا.
واضافت ان «الوحدة الوطنية» ليست شعارا يرن في المناسبات بل نحتاج الى العمل حتى نعزز الوحدة الوطنية من الداخل مؤكدة على ان الكويت لا تتحمل التشقق في ثوبها وترفض مبدأ المحاصصة الذي تعزف عليه التفرقة.
وفي حديثها عن المرأة قالت المبارك ان المرأة الكويتية اثبتت كفاءتها وتبوأت المناصب بجدارتها ورغم ذلك فإن المرأة حصلت على نسبة 9% من المناصب مقابل 81% للرجال مشيرة الى ان عدد الناخبات يصل الى 57%من اجمالي الناخبين مبينة ان المرأة بأصواتها تتحكم في تركيبة المجلس المقبل مخاطبة النساء لا تلومن الا انفسكن في اختيار الاكفأ والاصلح، متسائلة عما حققه من نادوا بمعارضة الحقوق السياسية للمرأة والآن يتوددون اليها لانها اصبحت قوة انتخابية، مشيرة الى ان المرأة الكويتية ذكية في اختيارها آملة في ان تفوز ولو امرأة واحد من بين 28 مرشحة في هذه الانتخابات، منوهة بخصال المرشحة د.رولا دشتي التي لم تتزحزح عن مبادئها ولم تتغير بألوان الشارع السياسي.
من جانبه قال وزير التخطيط الأسبق علي الموسى ان التغيير في قضايا التنمية الحقيقية هو الهم الحقيقي وليس له من مجال للتحقيق الا باختيار الناخبين وبتغيير في تركيبة مجلس الامة بشكل نوعي يحتم هو بدوره تغييرا في السلطة التنفيذية ومراعاة المادة 57 من الدستور واعادة تشكيل الوزارات بما يقتضيه حال الاوضاع المستجدة في المجلس النيابي.
واعرب الموسى عن تضامنه ودعمه لوصول د.رولا دشتي الى مجلس الامة للمشاركة الفعالة والشعبية في التشريع ورسم السياسات العامة في الرقابة الاصلاحية على اداء الحكومة وتصرفاتها مشيرا الى ان المرشحة تمتلك سجلا حافلا من الخبرة النوعية والصفات الشخصية والانجاز على ارض الواقع ما يمنحها افضل تأهيل لتمثيل الشعب والمشاركة المؤثرة في مجلس الامة، مضيفا ان ذلك ليس تزكية من اشخاص وافراد بل شهادات من مؤسسات دولية وهيئات نفع عام عالمية، لافتا الى تخصص د.رولا دشتي في علم اقتصاد السكان وقوة العمل ومجال المكافحة المنظمة للفساد منوها بمتابعتها لقضايا الفساد واهتمامها بالمحافظة على مستوى كريم من المعيشة للاسرة الكويتية، وذلك من موقع المسؤولية ومساءلة الوزارات المعنية. واشار الى ان الكويت تخلفت تنمويا عن الركب وتاهت قضايا الحاضر والمستقبل في دهاليز الصراع بين السلطتين، لافتا الى ان تنويع مصادر الدخل مازال شعارا دون تطبيق اضافة الى البطالة والفساد والاهمال والبيروقراطية التي مازال كابوسها يقلق احلام الشباب، مذكرا ان المواطنين قادرون على ايصال اعضاء يمثلون الشعب وبذلك «نقدر» بث الامل من جديد من خلال من يصل من الشعب واليه وليس ذو فكر نخبوي ولا يرى المواطن الا مجرد ورقة انتخاب تسقط في صندوق الاقتراع، مؤكدا على ان انتخاب من يجمع حسن الاختلاف والعلم والخبرة والعمل سيكون مؤشرا الى بداية انتشال البلد من حال اليأس والاحباط.
الصفحة في ملف ( pdf )