قبل أن تغيب الشمس بساعة وقبل أن تعود الطيور إلى أوكارها، كان الرجل واقفا أمام الباب ينظر إلى الأفق البعيد في انتظار وصولي، فعرفت من ذلك احترامه للوقت، والحمد لله أني أتيت في الموعد المتفق عليه وبعد أن تصافحنا وتبادلنا السلام بدأنا نغوص في الحديث استعدادا للقاء وحولنا الأطفال الصغار الذين قرأت بأعينهم حبهم له وتعلقهم به وهو نفسه يقول «حتى أيام الوزارة وعلى الرغم من كثرة الانشغالات كنت أحرص على أن آخذ أبنائي من المدرسة بنفسي بين وقت وآخر».
قصدته لأسمع عن ذكرياته وتجربته وسمحت لي الزيارة بان اكتشف كم هو عاشق للاعلام ومخلص للكويت ومحب للتدريس يرى الحياة أصغر من أن تبكينا أو أن نبكي عليها.
درس الإعلام في الولايات المتحدة فتغرب عن أهله ووطنه سنوات طويلة ثم عاد ليمارس المهنة التي أحبها بكل صدق ومارسها بكل إخلاص، مهنة التدريس في جامعة الكويت، هذه المهنة التي جنى ثمارها من خلال محبة الطلبة له فجولة في أروقة الجامعة كفيلة بأن تبين لك مدى محبة الطلبة له إضافة إلى الكتابة الصحافية التي أتقنها أيما إتقان وبرع فيها براعة جعلت منه قلما متكلما لا يعرف الصمت وتدور الأيام لينتقل من حياة التدريس إلى حياة السياسة وما بين الحياة الأولى والحياة الثانية مسافة بعيدة واختلاف كبير لكنه في كلتا الحياتين كان مدرسا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
ضيفنا لهذا الأسبوع هو وزير الإعلام الأسبق د.أنس محمد الرشيد الذي يحكي لنا عبر «الأنباء» بعيدا عن الصخب الانتخابي الدائر هذه الأيام حكاية من نوع آخر عن تجربته الشخصية والوطنية التي جعلته محط احترام كل أهل الكويت.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )