حنان عبدالمعبود
عبر قياديو ومسؤولو وزارة الصحة عن بالغ حزنهم لرحيل سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وأكدوا لـ «الأنباء» ان وفاة سموه تعد خسارة كبيرة للكويت والأمة العربية، وأشادوا بمآثره الكثيرة وإنجازاته العظيمة التي لا تعد ولا تحصى والتي ستبقى خالدة على مدى تاريخ الكويت، خاصة مواقفه البطولية خلال فترة الاحتلال البغيض وحرصه خلال تلك الفترة على الوقوف بجانب المواطنين وبث الطمأنينة في نفوسهم، كما ثمنوا جهوده في اعادة اعمار الكويت ووضعها في طريق التنمية، والعمل على تطوير جميع قطاعاتها بما فيها القطاع الصحي الذي شهد طفرة كبيرة، بالاضافة الى دعم سموه، رحمه الله، للعاملين في هذا القطاع وفيما يلي ما صرحوا به:
من جهته قدم وكيل وزارة الصحة د.عيسى الخليفة العزاء لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ولأسرة آل الصباح الكرام في فقيدهم سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، واضاف: نعزي انفسنا ونعزي الشعب الكويتي في فقيدنا الغالي الذي أفنى حياته في خدمة بلده الكويت.
وقال: لقد كان لي شرف العمل معه ايام الاحتلال الغاشم، حينما كان سموه، رحمه الله، في الطائف وكنت وقتها بواشنطن مع لجنة إعمار وزارة الصحة.
واثبت بحق آنذاك انه بطل التحرير الشجاع ورجل المهام الصعبة ولأن الفقيد رحمه الله كان يعشق الكويت ويحرص على أمنها وسلامتها واعادة اعمارها فقد ذلل كل الصعوبات حينما كنا في واشنطن مع الفريق الاميركي لشراء الاجهزة والمعدات لإعادة التعمير، وكان شديد الحرص على العمل بسرعة واتقان لإعادة الإعمار بصورة افضل مما كانت عليه الكويت، ولهذا كان له معنا اتصال مباشر في كل الاوقات المختلفة سواء صباحا او مساء وكان يبادر بالاطمئنان على ادق التفاصيل ويسارع بتسهيل الامور بشكل غريب، وعقب الانتهاء من ذلك التقى معنا وثمّن ما قمنا به بالرغم من ان الفضل في اتمام هذه الامور بصورتها الدقيقة يعود لما قام به هو رحمه الله.
ولهذا ولكثير من الأمور والمآثر التي يعرفها الكثيرون نحزن لفقدنا هذا الرجل البطل ونحتسبه عند الله وندعوه عز وجل بأن «يجزيه عن الإحسان إحسانا».
وفي هذا الصدد نعى وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة د.يوسف النصف سمو الامير الوالد الراحل، فقال: نرثى الفقيد ايمانا من الشعب الكويتي بمواقف الامير الوالد وحرصه على ابناء وطنه، خاصة ابان فترة الاحتلال العراقي البغيض، حيث كان يشرف بنفسه على احوال الناس بالداخل والخدمات التي كانت تقدم لأهل الكويت، وكانت تأتينا الاخبار بطلب تقارير تفصيلية دورية عن الوضع الصحي والخدمات الطبية ككل في الكويت آنذاك، وكنا نقوم بكتابتها وتسليمها باليد لايصالها الى الحكومة التي كانت في اجتماع مستمر.
هذا بالاضافة الى حرصه رحمه الله على قضية اعادة الاعمار وتذليل كل ما من شأنه ان يعيد الكويت بعد التحرير افضل مما كانت.
واضاف د.النصف وكذلك حينما كان يترأس مجلس الوزراء كان يحرص على متابعة تطوير وتقدم الخدمات الصحية وتوفير الحياة الكريمة للعاملين في الكادر الصحي.
وكذلك قضية ضمان التعاون بين مجلس الامة ومجلس الوزراء.
واكد النصف قائلا «حقيقة خسرنا بوفاته سمو الامير الوالد رحمه الله شخصا حكيما مخلصا تفانى في خدمة وطنه، ونسأل الله تعالى ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
اما الوكيل المساعد لشؤون طب الاسنان د.يوسف الدوير فأكد ان الكويت فقدت رجلا يتحلى بأخلاق الملوك وقال: كان رحمه الله يتسم بالطيبة والحلم والذي يفتقده الكثيرون وكان متميزا في هذا الجانب.
وكذلك كان محبا لوطنه ويحمل بين ثنايا صدره حبا عميقا للكويت، وكنا جميعا نقتدى به في هذه النقطة.
وهو بطل التحرير بجلادته وصلابته ادار حملة بتنظيمه للحكومة في الخارج ايام الاحتلال باقتدار وجدارة رحمه الله.
كما نعى وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية الاهلية د.راشد الرشود الفقيد، قائلا ان سمو الامير الوالد الراحل فقيد الكويت والعرب والاسلام كان رجلا صاحب مواقف طيبة وقوية فهو رجل التحرير.
ولا انسى حينما كان يزور المستشفيات وزار مستشفى ابن سينا وكنت آنذاك مديرا له وكان يسأل ويطمئن بنفسه على كل الامور، ويوصينا خيرا بالكويت وعلى الحرص على تقديم الخدمات الطبية بما يليق بها كونها خدمة انسانية يجب ان تقدم بطريقة جيدة وانسانية في التعامل، ويوصينا بالمواطنين والمقيمين وكل من يعيش على ارض الكويت، فقد كان رحمه الله نعم الاب الذي ينصحنا دائما بما فيه الخير.
الشيخ سعد رحمه الله هو رجل المواقف بطل التحرير ننعاه وننعى انفسنا واقدم التعازي الى الشعب الكويتي في الامير الوالد ولاسرة آل الصباح الكرام «وانا لله وانا اليه راجعون».
وفي الاطار ذاته رثى وكيل الوزارة المساعد لشؤون ضبط الجودة د.ابراهيم العبدالهادي الفقيد بحزن بالغ ووصفه - رحمه الله - بالصمود، وقال لقد صمد في وجه العدوان الغاشم وعمل ليل نهار لتحرير الكويت حتى استحق لقب بطل التحرير بجدارة.
واضاف ان سموه - رحمه الله - تفانى في خدمة الكويت على مدى حياته من خلال توليه المهام الحكمية، وشارك في بناء الكويت الحديثة وهو صاحب مآثر كثيرة وافضاله عامة من الرعيل الاول وحتى شباب المستقبل.
ومن جانبه اكد وكيل «الصحة» المساعد للشؤون المالية عبدالفتاح العسماوي ان الكلمات لا تكفي لرثاء سمو الامير الوالد رحمه الله، والذي كان بالفعل ابا للجميع وصاحب قلب كبير يتسع لكل من يعيش على ارض الكويت سواء كان مواطنا او وافدا.
ولا نستطيع ان نقول الا انه بالفعل كان بطل التحرير رحمة الله عليه وتقبله الله مع الابرار والصديقين.
اما وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الرعاية الصحية د.قيس الدويري فقال ان الامير الوالد - طيب الله ثراه - لا تكفي الكلمات لرثائه وقال كان رحمه الله صاحب دور كبير في حياة الكويت المعاصرة بداية من حمايته للجانب الأمني حينما حمل على عاتقه وزارتي الداخلية والدفاع فكان رحمه الله صاحب دور كبير في وضع اللمسات الأمنية في البلد، وكذلك حينما كان وليا للعهد فقد عمل - رحمه الله - على وضع البلد على الخارطة السياسية والاقتصادية في العالم، وكذلك كان صاحب دور في التنمية البشرية داخل المجتمع، كما كان قريبا جدا من المواطنين الكويتيين ويتحسس مشاعرهم واحتياجاتهم فكان دائما يقف مع هذه الاحتياجات ويحرص على توفيرها وكان اول المطالبين بتلبية امور الشعب الملحة ويرفع عن كاهل المواطن احتياجاته وهمومه واضاف د.الدويري ان الفقيد سمو الامير الوالد كان صاحب دور في القضايا الدولية والعربية، وهو لا ينسى في هذا الجانب خاصة في ظل الازمات العربية والحروب بالبلدان العربية، فكان حريصا على تقريب وجهات النظر بين الدول العربية للتغلب على الخلافات بينهم.
والدور المشهود له ابان الاحتلال العراقي الغاشم والعالم كله يشهد بهذا الدور حينما حمل راية وحق الكويت في المحافل الدولية، ولا ننسى دور اخوانه الذين كانوا معه، ولكن دوره كان كبيرا ومؤثرا لرجوع الحق الكويتي، رحمه الله وتغمده في فسيح جناته.
ومن جهته قال وكيل وزارة الصحة بالإنابة والوكيل المساعد للشؤون القانونية عبدالكريم جعفر: «لا نستطيع ان نقول الا «إنا لله وإنا إليه راجعون»، فالكويت فقدت قائدا بارا لوطنه ومواطنيه».
فالفقيد الراحل سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي أفنى حياته في خدمة الكويت منذ ان تقلد مقاليد رئاسة الحكومة، ودوره الكبير في تحرير الكويت إبان الاحتلال الغاشم.
وكذلك الاعمار عقب حصول الكويت على التحرير، حيث تفانى في إعادة الاعمار بسرعة، وكان صاحب مواقف كثيرة مع اغلب زعماء العالم في سبيل ابراز الكويت وشعبها بالدور الذي قام به في دول العالم المختلفة، فالفقيد كان «فارسا يمتطي صهوة الكلمة» في اقناع قادة الدول، ولم يتوان في المشاركة العالمية فعزاؤنا في البصمات التي تركها سمو الأمير الوالد في كل المحافل.
ومن جانبه، أعرب مدير ادارة التوعية والاعلام الصحي بوزارة الصحة د.احمد الشطي عن حزنه العميق بفقدان الأمير الوالد، وقال: «يعتبر الفقيد من الشخصيات البارزة في التاريخ المعاصر لدولة الكويت، حيث يرتبط اسمه بشكل كبير بتأسيس جهاز الأمن في الكويت، وفي أذهاننا بمحنة الاحتلال وفرحة التحرير، وتحدي الاعمار، وانتعاش الاقتصاد لاحقا.
فلا شك انه كان اليد اليمنى للأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح، وبفقده اليوم زاد الحزن، ولكننا نحمل في قلوبنا الكثير من الاعتزاز لهذه الشخصية الفذة على المستوى الفردي من خلال طيبته وحزمه، وعلى المستوى الوطني من خلال تعايشه مع الناس واحساسه بمشاعرهم ووضع المواطن الكويتي على قمة الأولويات.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )