ما يميز الدائرة الانتخابية الـ 2 هو اتجاهها للحسم حتى قبل بدء عملية الاقتراع، فالدائرة بها نقص في عدد النواب المطلوبين لنيل عضوية مجلس الأمة وهو العرف الذي جرى تداوله طوال فترة الحملات الانتخابية.
وكون الدائرة بها 7 نواب سابقين مؤهلين للفوز في عضوية البرلمان فإن باقي المرشحين ساروا على طريق نيل الثقة للكراسي الثلاثة الباقية، وان كان للبعض منهم تجارب نيابية سابقة.
ولعل التداول في أسماء الناجحين كان يعتمد على التخمين كون تجربة الدوائر الخمس حديثة وتطبق للمرة الأولى في البلاد، وبالتالي فإن الجهل بنتائجها يعكس عدم قدرة على التكهن فيمن سينال ثقة الناخبين الـ 41365 واعتلاء قائمة العشرة الأوائل.
وعلى هذا الأساس كان الحديث الجانبي يدور في أروقة المدارس ومراكز الاقتراع ثم نقود أحاديث الحسم مرة اخرى والكل في انتظار اعلان النتائج.
في بداية يوم الاقتراع كان اقبال الناخبين محدودا واقتصر على كبار السن والمتقاعدين الذين تجمهروا أمام المدارس منذ الصباح الباكر وحتى قبل وصول رجال الأمن والهيئة القضائية.
بعد ذلك بدأت عملية الاقبال تزداد في اللجان الرجالية التي تفوقت عليها لجان الاقتراع النسائية بالحرص على التصويت وبأعداد كبيرة منذ الصباح الباكر.
الكل كان يراهن على صوت المرأة وجميع المرشحين سعوا اثناء حملاتهم الانتخابية لنيل ثقتها انتظارا لهذا اليوم، خصوصا ان عدد الناخبات في الدوائر يفوق عدد الناخبين الأمر الذي منحهن أهمية بالغة لدى المرشحين.
ورغم التفاؤل الذي أبداه مرشحو الدائرة الذين تواجدوا في مقار الاقتراع بالتناوب، الا ان نسبة الاقبال على التصويت لم تصل الـ 20% حتى منتصف النهار، وهو ما علله رؤساء اللجان بأن فترة المساء ستكون هي الحاسمة بالنسبة للاختيار وارتفاع نسبة التصويت الا انهم لم يجزموا بتجاوز النسبة عن الـ 65 أو الـ 70%.
التراجع الذي سجله الناخبون ربما عكس حالة التذمر والاحباط التي شعر بها المواطن من اجواء التأزيم السياسي التي سادت العلاقة بين السلطتين وأدت الى حل المجلس السابق، كما ان الحملات الانتخابية للمرشحين لم تكن بها قضية واضحة ومحددة شدت الناخب لهذا المرشح أو ذاك، انما اعتمد كل منهم على أجندته الخاصة والسابقة التي استند عليها برنامجه الانتخابي السابق ما يعطي دلالة واضحة على استمرار النتائج بالتوقعات نفسها التي تحدث عنها ناخبو الدائرة وهي الحسم للسبعة والبحث عن الثلاثة الآخرين فمن يكونون؟
تغطية خاصة في ملف ( pdf )