القراءة الهادئة والمتأنية لنتائج انتخابات 2008 تشير الى ان التجمع السلفي طبعها بطابعه الخاص، حيث حصد مع حلفائه 10 مقاعد من اصل 21 حققها الاسلاميون مقابل 17 في المجلس السابق.
وحقق الشيعة تقدما من 4 مقاعد الى 5 جميعها في الدائرة الاولى. كما حققت التحالفات القبلية انتصارات مدوية، لاسيما في الدائرة الرابعة، حيث توزعت المقاعد بين قبيلتي «مطير» و«الرشايدة» بحصول الاولى على 6 مقاعد بينما 4 لمرشحي القبيلة الذين فازوا بتشاوريتها ومعهما النائبان السابقان مسلم البراك ود.ضيف الله بورمية بينما فاز مرشحو قبيلة الرشايدة الاربعة الذين اختارتهم القبيلة.
الدائرة الـ 3
نتائج الدائرة الثالثة بينت تحالفا رباعيا بين النواب د. فيصل المسلم وعادل الصرعاوي ود.علي العمير ود.وليد الطبطبائي الذين حققوا ارقاما كبيرة أكدت ان هذه الدائرة هي أحد اقوى معاقل الاسلاميين في البلاد.
وقد سمح هذا التحالف للأربعة بالتقدم على باقي المرشحين، خصوصا مرشحي (حدس) م.عبدالعزيز الشايجي ود.ناصر الصانع والقطب البرلماني أحمد السعدون الذي حل في المركز التاسع بعدما بدا واضحا ابتعاده عن أي تحالف في الدائرة.
وعند الاشارة الى الدائرة الثالثة لابد من الاشارة الى الحضور النسائي البارز والمتمثل في منافسة كل من المرشحتين د. اسيل العوضي ود.رولا دشتــي على دخول قائمة الـ 10 حتى اللحظة الاخيرة.
كما لابد من التوقف عند الموقع المتقدم في الدائرة الذي حققه صالح الملا بحلوله خامسا والذي أكد استمرار حضور المنبر الديموقراطي في الدائرة وهو ما يعوض نوعا ما عدم نجاح التحالف الديموقراطي في الفوز بأي مقعد.
الدائرة الـ 5
ولم تكن «المشاورات» القبلية اقل فعالية في الدائرة الـ 5 حيث منحت كما كان متوقعا 4 مقاعد كاملة لكل من قائمتي العوازم والعجمان بعد ان عكست مجريات الانتخابات وقراءة النتائج الاولية مدى الالتزام في أوساط القبيلتين، خصوصا بالنسبة الى العوازم الذين حقق مرشحوهم نتائج متقاربة جدا لا يفصل بينها الا بضعة مئات من الاصوات.
الاختراق في هذه الدائرة كان على مقعدين فقط للاقليات الاولى كان من نصيب عصام الدبوس الذي عاد بقوة وبثقة شعبية كبيرة اما المقعد الثاني فحصده الأول علي الهاجري بجدارة.
الدائرة الـ 2
الدائرة الـ 2 التي حصل فيها النائبان مرزوق الغانم وجاسم الخرافي على المركز الاول على جميع المرشحين والمرشحات الـ 275 بنسبة 26% من اجمالي عدد الناخبين في دائرتهما، شهدت تحالفا ثلاثيا تمثل في النواب خالد السلطان ومحمد المطير وعبداللطيف العميري، لاسيما في مناطق الفيحاء والنزهة والضاحية.
اما الحركة الدستورية الاسلامية «حدس» فقد خسرت احد مقاعدها - النائب السابق دعيج الشمري - في حين احتفظ النائب د.جمعان الحربش بمقعده كما احتفظ النائب المخضرم خلف دميثير بمقعده ما يشير الى حجم العلاقة التاريخية بينه وبين نابخيه وناخباته.
وتمكن التحالف الوطني الديموقراطي من حصد 3 مقاعد من النواب محمد الصقر وعلي الراشد ومحمد عبدالجادر، ولم يحالف الحظ الامين العام للتحالف عبدالرحمن العنجري.
اما المهندس عدنان المطوع فقد كان قاب قوسين من النجاح بفارق 73 صوتا عن العبدالجادر.
الدائرة الـ 4
«دائرة الاكتساحات» - كما اطلق عليها المراقبون - فقد اكتسح مرشحو قبيلة مطير 6 مقاعد، والرشايدة 4 مقاعد، المقاعد العشرة، ولم يفز اي من مرشحي الجهراء وربما هذه هي المرة الاولى في تاريخ التجربة الانتخابية في محافظة الجهراء لا يوجد من يمثلها في مجلس الامة.
ونجحت تشاورية المطران وفاز المرشحون «متحدون» محمد هايف ورجا حجيلان، ود.حسين قويعان ومبارك الوعلان، كما نجح النائبان مسلم البراك الذي حصل على المركز الاول ود.ضيف الله ابورمية في الاحتفاظ بمقعديهما وفقد النواب د.محمد البصيري ومحمد الخليفة وخضير العنزي وحسين مزيد مقاعدهم، ويرجع المراقبون ذلك الى قوة التحالفات التي اكتسحت الدائرة.
وبالرغم من عدم تمكنه من الفوز بأحد المقاعد العشرة يعتبر عضو المجلس البلدي عسكر العنزي احد فرسان الدائرة وكان منافسا عنــــيدا حتى ساعات الصباح الاولى، وكان لافتا ايضا الاصوات التي حصلت عليها المرشحة ذكرى الرشيـــدي 2200 صوت، وهو رقم يعد كبيراجدا في منطقة خارجية.
واظهرت النتائج في الدائرة الـ 4 ان المرشحين - للسنوات المقبلة - لاسيما الجهراء التي لم يحظ مرشحوها بأي مقعد ان «مبدأ التحالفات» اصبح ضرورة حتمية لكي يتمكن المرشح من الوصول الى عضوية مجلس الامة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )