بشرى شعبان
لا تدخر الدولة وسعا في الاهتمام بجميع شرائح المجتمع وتوفير الرعاية بمختلف اوجهها باعتبارها مسؤولية تنفيذية تقع على عاتقها.
ومن بين هذه الشرائح فئة الاحداث، اولئك المعرضون للانحراف، والمنحرفون فعلا، وتقوم وزارة الشؤون ممثلة بادارة رعاية الاحداث باحتضان تلك الفئة التي تحول ظروفها الاجتماعية والنفسية والبيئية والذاتية دون التكيف مع المجتمع، وتعمل على توفير الامن والطمأنينة والرعاية المناسبة لهم كما تهدف لتحسين ظروفهم الاسرية وبث الوعي فيهم وحثهم على العيش في حياة فعالة ليتمكنوا من الاعتماد على انفسهم ويستطيعوا العودة الى المجتمع افرادا اسوياء.
ومشكلة الاحداث في الكويت مشكلة حقيقية ذات واقع معيشي تؤرق المهتمين الذين يبحثون دائما في حجمها وواقعها ومؤشراتها ويحاولون مع الجهات المعنية (تنفيذيا وتشريعيا) ايجاد الحلول الشافية للتعاطي معها.
اذن المشكلة موجودة وتمس آلاف الاسر الكويتية التي تجد نفسها في مأزق تحتاج معه الى تقديم المساعدة من جميع الاطراف المحيطة للتغلب عليه، واعادة هذا الحدث الى صوابه، وتقديم الرعاية الكفيلة بارجاعه عضوا صالحا في المجتمع.
وبين المراقبات والاقسام والدور في ادارة رعاية الاحداث كانت جولة «الأنباء» قلما وعدسة ترصد هذه المشكلة بحجمها وواقعها ومؤشراتها واساليب العلاج والتقويم وكيف يتم تنفيذ قانون الاحداث 1983/3 وهل بالفعل يتم تقديم انواع الرعاية المطلوبة لهذه الفئة وكيف كانت مسيرتهم نحو الانحراف، وما دور المجتمع الآن في اعادتهم لرشدهم وارجاعهم اعضاء فاعلين في المجتمع، وهل يمكن بالفعل الحد من هذه المشكلة وكيف، وما دور السلطة التشريعية في هذا الامر، جولة «الأنباء» بدأت بلقاء مدير الادارة عبداللطيف السنان الذي فتح الادارة وفتح قلبه وعقله لبحث هذه المشكلة ووضع امامنا كل الحقائق والارقام والاحصاءات والمطالب والتطلعات والتوصيات كذلك.
السنان تحدث عن السلوك المنحرف الذي تتسم به هذه الفئة، مشيرا الى انه ما هو الا محصلة للعديد من الضغوطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها في البيئة من حولهم مما دفعهم الى سلوكيات منحرفة.
وشدد على اهمية ما اسماه بـ «اطراف المثلث» ويعني بها الاسرة - المدرسة - الاعلام، مؤكدا اهمية تكاتف هذه الاطراف مع الادارة حتى تستطيع الخروج بالابناء من دياجير الظلام والضياع.
وكشف السنان عن تنسيق مع وزارة الاشغال لانشاء مبنى جديد للادارة يواكب الحاجة لتوسيع نطاق عملها واستيعاب الانشطة المطلوب ممارستها مع هذه الفئة، لافتا الى انه يسعى ايضا لاعادة تأهيل محكمة الاحداث.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )