Note: English translation is not 100% accurate
الأمير: وحدتنا الوطنية معدن وجودنا وتاريخ أسلافنا وامتداد أجيالنا وعلينا أمانة المحافظة عليها وصونها من كل عابث
الأحد
2006/10/15
المصدر : الانباء
وجه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله دائماً وأبداً ونتضرع إليه بالدعاء في هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل، أن يتقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
أهلي وأبناء وطني.. نتذكر في هذا الشهر المبارك سُنة أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، في التحدث إلى أبناء وطنه حديث الأب إلى أبنائه، والقائد إلى شعبٍ أحبه، يتواصل معهم ويشاطرهم همومهم وآمالهم وأمنياتهم، ويبث إليهم ما يجول في خاطره من تطلعات وطموحات، حديث نلتمس فيه الحكمة والحنكة وبُعد النظر.
ونحن على هذا النهج في التحدث إلى أبناء وطننا سائرون إن شاء الله.
إخواني.. (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيّناتٍ من الهُدى والفرقان).
العمل فيه عبادة، والعبادة فيه أمل ورجاء لخير الجزاء، تتواصل فيه الأرحام بين الناس ويسود النفوس صفاء الإيمان وتلاوة القرآن، وتدبر معانيه والتبصّر بما يحويه من إرشادات ودلالات، فهو منهج عمل ومنارة نهتدي به صراطاً في الحياة مستقيما.
قال الله تعالى .(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
وقال رسولنا الكريم: «القرآن هو النور المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم».
فما أحوجنا أن نستظل بهدي القرآن، وأن نسترشد بما في آياته من حث على العمل النافع، والعلم الواسع، والتسامح والتآلف والتراحم بين أبناء الوطن الواحد، لنكون كما أراد لنا الرحمن عباد الله إخوانا.
شاكرين له سبحانه وتعالى ما أنعم به علينا من إيمان في قلوبنا، وخيرٍ في أرضنا، ومودةٍ جمعت بيننا، لتكون هذه الدار دار أمن وأمان، معتزة بوحدتها الوطنية التي هي معدن وجودنا وتاريخ أسلافنا وامتداد أجيالنا، نفخر أننا على حبها متفقون ولعهدها راعون.
وعلينا أمانة المحافظة عليها وصونها من كل عابث، وإحاطتها بسياج منيع من أبنائها، يجمع بينهم العدل والإنصاف والمحبة والمساواة، فأمن هذا الوطن واستقراره وتقدمه وازدهاره مسؤوليات جِسام، واجبنا أن نتعاون جميعاً لتحقيقها والمحافظة عليها، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. إخواني.. إن أغلى ثرواتنا هم أبناؤنا وافضل استثماراتنا الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم فهم محور أي تنمية وغايتها ووسيلتها، والتنمية الحَقّة هي التي تتخذ من الإنسان محوراً ومن العلم سبيلاً ومن الإخلاص دافعاً، وأكبر أمنياتي وتطلعاتي بناء الإنسان الكويتي وتنمية قدراته، ليكون قادراً على بناء وتنمية وطنه.
لقد آن الأوان لتقوم مؤسساتنا التعليمية بتطوير نظامنا التعليمي ليتماشى مع متطلبات هذا العصر.
وأملنا كبير في أن تتحول الطاقات الشابة التي يزخر بها المجتمع الكويتي إلى طاقات إنجازٍ وتحدٍ حضاري، تستفيد من معطيات البحث والتحصيل العلمي، لبناء الغد بعقول مبدعة قادرة على العطاء، مؤمنة أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، ومُسَخّرةً علمها وقدراتها لخير هذا الوطن وأبنائه، في ظل وطن عزيز الأركان، شامخ البنيان، نعليه بالعمل ونفتديه بكل غالٍ ونفيس.
إخواني.. نحن نتطلع جميعا إلى وطن متقدم في كافة المجالات، يعيش فيه الفرد عيشةً حرةً كريمةً، تحكمها الأنظمة والقوانين التي تكفل حرية الفرد، وتحفظ حقوقه وترشده إلى واجباته ومسؤولياته.
إن تلك القوانين والأنظمة وُضِعت لتحقيق هذه الغاية، ولضمان حياة كريمة لكل فرد في المجتمع، وإذا أهملت هذه القوانين فستصبح الحياة فوضى مفككة، وستنعدم الثقة لدى أفراد المجتمع، وسيفقد القانون هيبته وسلطته.
ونحن في هذا الوطن نعمل جاهدين على تربية النشء منذ الصغر على احترام القانون والتمسك به، وعلى نشر معاني الحرية والمساواة والمواطنة الصحيحة، وتأدية الواجبات والإخلاص في العمل، وذلك كله من أجل أن تكون حياتهم أكثر سعادة ورُقِيّاً من حياتنا، وهو أمرٌ لا تنفرد فيه المؤسسات الرسمية وإنما يشترك فيه البيت والمدرسة والمجتمع.
يتبع...
اقرأ أيضاً