اختتم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح امس زيارة الى مصر سلم خلالها رسالة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى الرئيس حسني مبارك.
وغادر الشيخ د.محمد الصباح القاهرة التي كان قد وصلها امس الاول قادما من جدة حيث سلم رسالة مماثلة من صاحب السمو الامير الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وكان الشيخ د.محمد الصباح قد التقى قبيل مغادرته بأركان سفارتنا في القاهرة بمختلف مكاتبها واداراتها وبحث معهم القضايا التي تتعلق بدعم عمل السفارة وتعزيز دورها.
وكان في مقدمة مودعي الشيخ د.محمد الصباح بمطار القاهرة الدولي سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد ومندوبنا لدى الجامعة العربية السفير عبدالله المنصور واركان السفارة الكويتية في القاهرة.
قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان الرسالة التي سلمها الى الرئيس المصري حسني مبارك من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد تتعلق بمجمل العلاقات العربية والتضامن العربي.
واوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط عقب اجتماعه مع الرئيس مبارك ان الرسالة تركز على رؤية صاحب السمو الامير بأن قمة الكويت الاقتصادية يمكن ان تجمع مصالح الشعوب.
ووصف في هذا الاطار الرئيس مبارك بأنه «يمثل مستودعا للحكمة والرأي السديد»، مبينا ان التشاور بين القيادتين المصرية والكويتية مستمر لذلك تأتي الرسالة في اطار التشاور المستمر بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول التضامن العربي.
واشار ان «هناك بوادر انفراج في لبنان وقد نختلف فى مدى صلابة هذا الانفراج وما اذا كان سيستمر ام سيكون هناك تراجع»، مضيفا «وانني احب ان اكون متفائلا وان يستمر هذا الانفراج».
واردف قائلا «هناك مؤشرات تدل على وجود مناخ جديد ونحتاج لأن نختبر هذا المناخ ونقوم بالبناء عليه وندعم هذا التوجه الايجابي».
كما اعاد الشيخ د.محمد الصباح الى الاذهان ان القمة الاقتصادية العربية بالكويت دعا اليها صاحب السمو الامير والرئيس مبارك باعتبارها فكرة كويتية - مصرية «لكي ننزع فتيل القنابل السياسية من العمل العربي المشترك».
ووصف القمة الاقتصادية العربية المقبلة بأنها «قمة لربط مصالح الشعوب العربية بعضها البعض»، موضحا انه كان من الضروري ان يكون التواصل مستمرا بين اصحاب فكرة القمة الاقتصادية.
وذكر ان ذلك سينعكس على اعمال اللجنة العليا المشتركة المصرية الكويتية التي ستعقد الاسبوع المقبل بمدينة الاسكندرية الساحلية.
وحول الاتفاقية الامنية بين الولايات المتحدة والعراق والجدل الذي دار حولها خاصة من جانب ايران، قال الشيخ د.محمد الصباح «ليس لدينا علم بهذه الاتفاقية وبالتالي لا استطيع ان اعلق على شيء لا اعرفه».
وعن مشروع الصندوق الذي جاء بمبادرة كويتية، قال الشيخ د.محمد الصباح ان صاحب السمو الامير هو الذي دعا الى انشاء الصندوق واسماه «صندوق الحياة الكريمة» وتبرعت الكويت بـ 100 مليون دولار في رأسماله.
واضاف الشيخ د.محمد الصباح «ان هذه الاموال مخصصة للتصدي لظاهرة ارتفاع اسعار المواد الغذائية بالدول الاسلامية»، معيدا الى الاذهان ان الكويت كانت قد خصصت من قبل 300 مليون دولار لمحاربة الفقر في قارة افريقيا وتحديدا الدول الاسلامية فيها.
واشار الى ان هناك دولا عربية لديها موارد نفطية ولكن ليست لديها وفرة في المياه العذبة وان هناك دولا اخرى لديها وفرة في المياه العذبة والاراضي الخصبة وتحتاج فقط الى رأس المال، موضحا ان ما يجمعنا جميعا كوننا عربا في النهاية هو الثروة في العقل البشري والقدرة على نسج شبكة من العلاقات وربطها استغلالا للموارد الطبيعية ونسجها بعضها ببعض لتحقيق التكامل العربي.
ودعا في هذا السياق الى وجوب ان يتم الربط بين المراكز العلمية والمجالات البحثية والطرق والجسور والتعاون في مجال الطاقة النووية، مشيرا الى ان لدى مصر قدرات عقلية ذهنية فكرية في مجال العلوم وصفها بأنها «ثروة حقيقية» نريد ان نستخدمها بشكل كفء لتعظيم المنفعة الاقتصادية والاجتماعية من هذه الموارد الطبيعية.
واوضح ان الكويت حاليا بصدد وضع اسلوب عمل هذا الصندوق بحيث يتم توجيه جزء من موارده الى زيادة الانتاج من المواد الغذائية وجزء يخصص للمساعدات المالية المباشرة لتوفير الغذاء بأسعار مناسبة للدول الاسلامية الفقيرة.
من جانبه، ذكر وزير الخارجية المصري ان رسالة صاحب السمو الامير تدور بصفة اساسية حول القمة الاقتصادية العربية التي من المقرر ان تعقد بالكويت في الاسبوع الاول من يناير المقبل بالاضافة الى اعمال اللجنة العليا المصرية الكويتية المشتركة التي ستعقد اجتماعاتها بالاسكندرية الاسبوع المقبل.
وذكر ان اللقاء مع الرئيس مبارك تناول الوضع العربي عامة واتجاه مصر للتهدئة بين الفلسطينيين والاسرائيليين والمناقشات الدائرة حاليا بخصوص لبنان والحكومة اللبنانية الجديدة وكيف يمكن للدول العربية بصفة عامة ان تساعد في هذا الجهد.
واشار الى ان الشيخ د.محمد الصباح تطرق خلال اللقاء مع الرئيس مبارك الى جهد الكويت في التصدي لازمة الغذاء العالمي، حيث انشأت الكويت صندوقا بموارد متعددة تستطيع ان تساعد الدول الاسلامية على تجاوز هذا الوضع الصعب الذي يمر به العالم الثالث او الدول النامية حاليا.
وحول مدى مسؤولية القمة العربية الاقتصادية المقبلة عن ايجاد حلول لازمة الطاقة والغذاء، اعرب ابوالغيط عن اعتقاده ان ازمة الغذاء لا تعود فقط الى اسعار الطاقة وانما لها مسببات عديدة طرحت ونوقشت في تداخلات كثيرة اثناء قمة منظمة الفاو التي عقدت اخيرا.
واضاف الوزير ابوالغيط ان القمة الاقتصادية العربية تسعى الى ربط الدول والشعوب العربية بعضها ببعض، معتبرا ان المسألة ليست جهدا لنقل معونات من دول عربية غنية الى دول عربية اقل ثراء او تحتاج الى هذه المساعدات.
وذكر ان المسألة تتمثل في ربط العالم العربي عبر مشروعات ومفاهيم مضيفا ان القمة ستركز على اطار عام لربط العالم العربي من خلال شبكات الطرق والسكك الحديدية والنقل الجوي والبحري والمساعدات بين العرب لرفع قدراتهم في مجال الطاقة والكهرباء.
واشار الى ان الفلسفة العامة لهذه القمة والتحضيرات في الجامعة العربية لها «تحديدا» تستهدف الاتفاق على هذه المشروعات الرئيسية من خلال مفاهيم وليس تحديد المشروعات لئلا يتم تضييق نطاق الحديث في اطار ضيق.
واشاد بأهمية ربط شبكات الكهرباء بالعالم العربي وانتاج الغذاء في المنطقة العربية وكيف يمكن استخدام الموارد العربية في زيادة انتاج الغذاء والحبوب واحتياجات العالم العربي في مساحات هائلة من الارض.
وحول تأثير المفاوضات السورية - الاسرائيلية على المسار الفلسطيني، وصف ابوالغيط هذه المفاوضات بأنها «ابتدائية» لجس النبض ولاستشفاف المواقف معربا عن الامل في ان تحدث فيها انفراجة وتصل سورية الى تسوية بخصوص النزاع حول الجولان.
واعرب عن اعتقاده بألا تؤثر تلك المفاوضات على الوضع في المسار الفلسطيني، مؤكدا اهمية ان تستمر المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في مسارها اذا استطاعت اسرائيل ايضا ان تفاوض طرفا مثل سورية بموازاة هذا الجهد.
الصفحة في ملف ( pdf )