التقيته في أكثر من مناسبة فعرفته من خلال اللقاءات والأحاديث الجانبية التي جمعتني وإياه، رجل مثير للجدل لا يعرف اليأس ولا يعترف بالمستحيل، يكافح في بحر الإحباطات ويسبح بقاربه ليصل إلى أبعد المسافات، كان كريما بتضحياته وافرا في عطاءاته ففي وزارة الخارجية أمضى سنة وبضعة أشهر في غابات السودان مع الفقر والفاقة، تحيط به المخاوف من كل جانب ويأتيه الظلام بما يبعث على الخوف والرجاء، تحمل كل هذه الظروف وتفوق على كل أعباء الحياة وكان يعيش حياته ما بين العمل والأنشطة البحرية وظل على ما هو عليه ثم تغيرت حياته.
استيقظت عاطفة الأبوة بفجر يوم كان مختلفا عن بقية الأيام، حيث إن الطفل الذي طال انتظاره جاء وقد كتبت له الأقدار أن يصاب بمتلازمة الداون لتكون طفولته قاب قوسين أو أدني وسط ردود أفعال مختلفة من الأسرة التي لم تكن تعرف شيئا عن الإعاقات الذهنية وكان يغيب عنها الكثير، فكانت ولادة هذا الطفل مناسبة للبحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بالإعاقات الذهنية ومناسبة أيضا ليحقق والده نجاحا لا مثيل له في العمل التطوعي مع المعاقين، ذاك ما جعله يحظى باحترام وتقدير الكثير من الأشخاص الذين أحبوه من خلال أفلامه التوعوية وأنشطته التربوية وتواجده الدائم في شتى المحافل.
أفنى الرجل سنوات طويلة من عمره وهو يدرب ابنه ويطور مهارته ليصنع منه بطلا استطاع أن يرفع علم الكويت في كثير من المحافل الرياضية ليفوز بلقب بطل العالم للسباحة، ولم يكتف بهذا الإنجاز، بل سرعان ما وجدته يطور من قدرات ذاك الشاب المرح الذي لم يخيب آمال والده حتى استطاع أن يصل إلى تلفزيون الكويت لينضم إلى فريق تلفزيون الأطفال بعفويته وبكلماته الجميلة، إلى أن صار الشاب مشعل واحدا من الإعلاميين المحببين لقلوب الكثير من المشاهدين.
جاسم الرشيد البدر يقلب دفتر الذكريات ليحدثنا عن أجمل المغامرات في ساعة أمضيناها معا لنكون في ضيافة ابنه مشعل الذي أكرمنا بحسن الضيافة ولطيف المعاملة لنجني هذا اللقاء ثمرة يانعة.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )